بلدات عالمية غريبة (2-2) - فهد عامر الأحمدي

  • 2/21/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في حين لا تملك بلدة لونجييرباين في شمال النرويج أي مقابر (كون الأموات لا يتحللون في تربتها المتجمدة) يبلغ عدد الأموات ألف ضعف عدد الأحياء في بلدة كولما في كاليفورنيا.. فعدد سكان كولما لا يزيد على 1500 نسمة في حين تضم مقابرها مليون ونصف المليون نسمة.. وقصة هذه البلدة الغريبة بدأت عام 1850 حين قدم إليها آلاف المهاجرين الباحثين عن الذهب على الساحل الغربي.. وبسبب الازدحام وسوء التصريف انتشرت الأمراض وارتفعت نسبة الوفيات فأنشئت في المدينة 26 مقبرة كبيرة في عشر السنوات التالية.. وكانت سان فرانسيسكو المجاورة تملك نفس المشكلة فأوقف عمدتها بناء مقابر جديدة في عام 1890، وأمر بتحويل الأموات الجدد الى بلدة كولما (أما السبب الرئيسي فهو أن قيمة الأراضي في سان فرانسيسكو أصبحت أثمن من أن تُحول الى مقابر).. وهكذا ظلت كولما تستقبل الأموات حتى تجاوز عددهم 1,5 مليون، وأصبح اقتصادها يعتمد أساسا على إنشاء المقابر وتجهيز الأموات وتنظيم مراسم الدفن ومزاولة أعمال الحانوتية! أما في روسيا؛ فحتى وقت قريب كان يصعب على أي سائح عالمي دخول البلاد بغرض السياحة والسفر.. وحتى من يدخلها بدعوة دبلوماسية يخضع لمراقبة الاستخبارات السوفياتية، ولايسمح له بمغادرة موسكو وسانتبيتربيرج (أكبر مدينتين فيها)، ويمنع من زيارة مدينة العلماء في نوفوسيبرسك.. ورغم أن الوضع اليوم أصبح أسهل بكثير إلا أنه يستحيل حتى على الروس أنفسهم زيارة بلدة ميجوري هذه الأيام (التي لا تعترف الحكومة بوجودها على الخريطة).. فهذه البلدة خاصة بعلماء الصواريخ وتأسست عام 1979 من خلال عمليات حفر مجهدة في جبال الأورال تضمنت أنفاقا ومخازن ومباني إدارية لا يعرف عنها شيء تقريبا. وهي بمثابة منطقة عسكرية مغلقة أمام المدنيين وتتضمن العديد من الصواريخ العابرة للقارات الموجهة نحو أوروبا وأميركا... وميجوري في روسيا تذكرنا بالمنطقة51 في أميركا التي تفوق مساحتها لوكسمبورج وموناكو ويستعملها سلاح الجو كمنطقة اختبارات عسكرية يحظر على المدنيين زيارتها.. ويعتقد المواطنون هناك أنها تضم مراكز اتصالات سرية مع الحضارات الفضائية بدأ التواصل معها بعد حادثة روزويل الشهيرة عام 1947.. ففي يوليو من ذلك العام شاهد الناس في مدينة روزويل في ولاية نيومكسيكو طبقا طائرا يتحطم خارج المدينة. وسرعان ما وصل سلاح الجو ونقل الجثث وبقايا المركبة الفضائية وأحاط المنطقة بسياج أمني لايزال قائما حتى اليوم (تعرف باسم المنطقة 51)! أما في أستراليا فتوجد مدينة كاملة يعيش سكانها تحت الأرض.. ففي عام 1915 اكتشف الأوبال (وهو حجر كريم شفاف) في المنطقة فهاجر إليها عدد كبير من المهاجرين الأوروبيين.. وخلال تلك الفترة تم حفر مساحات هائلة من الأنفاق والكهوف تحت الأرض بحثا عن الأوبال.. غير أن عائلات العمال اكتشفت أن السكن في هذه الأنفاق (تحت الأرض) هو أفضل حل لمواجهة حرارة الصحراء فاستقروا فيها بشكل نهائي.. واليوم تحول الموقع إلى مدينة كاملة تدعى Coober Pedy تملك مركز تسوق، وفندقا فخما، ودار أوبرا، ومتحف فنون بل وحتى قصرا بمساحة 450 مترا مربعا جميعها تحت الأرض! ... والآن ؛ من يخبرني عن أغرب بلدة يعرفها في السعودية ؟

مشاركة :