في معرض أبوظبي للكتاب الذكاء الاصطناعي هو مستقبل القراءة

  • 5/26/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إذا نظرت في تلك الساحة الكبيرة من معرض أبوظبي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين لعام 2023، الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، من 22 – 23 مايو، تجد نجوماً ومجرّات من الكتب، تروي حكايات وأسراراً عن مختلف أطياف الحياة، يعبر من خلالها أفواج المارة، وهم يلمسون بأيديهم تلك الكتب، ويقلبون أوراقها، ويتناقشون فيما حولهم في مضامينها، إلى أن يصلوا إلى قرار بشأن اقتنائها.. هي أوراق وأغلفة تغوص في عوالم من نور الكلمات في كتب مطبوعة، يخيل للكثيرين أنها ستنتهي، لكن للجمهور الذي التقته كاميرا "سيدتي" رأي آخر، بشأن ألق الأدب والكتاب العربي في ظل هذا التحول الإلكتروني، وكيف ينظرون إلى المعارض والحملات الرسمية التي تسعى إلى دعم الحركة الثقافية، وما هو جديدهم في معرض أبوظبي للكتاب؟ د. محمد المنصوري: الخوف ليس من الجديد، ولكن في القدرة على التعامل معه يبقى للأساس جذوره، لكن الوسيلة تختلف، فسابقاً كان الكتاب والمجلة هما مصدرنا، واليوم نحن نستهل معارفنا من وسائل جديدة مختلفة، تسببت بداياتها بنوع من القلق للكثيرين. هذا القلق يعده د. محمد المنصوري، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مكتب بينونة للاستشارات الهندسية في أبوظبي، هو المستقبل، الذي يشير إلى اكتشاف عمل تقني إبداعي إنساني يرتبط بالذكاء الاصطناعي، الذي يقلق البعض، يستدرك قائلاً: "لكنه في النهاية المستقبل، وما يحصل اليوم يذكرني بالوضع نفسه عندما بدأ اكتشاف الإنترنت، وقالوا إنه سيغيّب المعالم الأساسية للثقافة الأدبية، ولأن هذه الوسائل، تتطور مع الوقت، فالخوف ليس من الجديد، ولكن من القدرة على التعامل مع هذا الجديد، لذلك أرى أن معارض الكتب هذه حاضنة للحركة الثقافية، وهي المكان التي تجتمع فيه أدوات تتطور وتساعد على نشر هذه الثقافة، فنحن نشعر بالتلاقي مع المستقبل، منذ إطلاق هذا المعرض في العام 1976". لـ د. المنصوري، مشاركة في المعرض عن أوائل الإصدارات في دولة الإمارات قبل الاتحاد، تحكي تفاصيل إصدارات كل إمارة، وتضم إصدارات الكتاب العرب، الذين وصلوا إلى المنطقة قبل الاتحاد.   مريم الزعابي: لا بد من تخصيص جزء ثقافي في الأماكن الترفيهية أجمل وأكثر الكتب جاذبية في ربطها بين الحاضر والمستقبل، كانت تقف بجانبها مريم الزعابي، كاتبة وباحثة من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، التي تجد أنه بإمكانها إعادة تسليط الضوء على الأدب العربي بوصفه أدباً متألقاً دائماً، من خلال الترويج له ثقافياً في الندوات والمحاضرات الأدبية، لكنها استدركت قائلة: "لا بد من تخصيص جزء ثقافي في الأماكن الترفيهية، والجميل أن نرى العالم كله يمسك كتاباً ويتعلم ويُعلم من حوله، لنتمكن من تعليم الجيل الجديد وتحفيزه على القراءة من الكتاب وليس القراءة الإلكترونية التي حولت القارئ إلى إنسان آلي".   د. إبراهيم الهاشمي: لا بد من التعامل أولاً مع الإنسان المبدع قبل الكتاب الكتاب الإلكتروني لا يشكل عائقاً أمام الورقي، برأي د. إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ، يتابع قائلاً: "لكن المعارض وحدها لا تكفي بصفتها وسيلة ترويجية للكتاب، لا بد من التعامل أولاً مع الإنسان المبدع، فالكثير من الكتاب اليوم، يبحثون عن وظائف، ليتمكنوا من توفير حياة كريمة، ولا بد من دعمهم وإعطائهم فرصة للتفرغ والإبداع، أنا لا أتكلم عن الكاتب فقط، بل عن الفنان والرسام والموسيقي، أي إنسان مبدع لا بد من خلق مساحة له، والترويج لإبداعاته، ووطننا زاخر بالمبدعين، الذين يستحقون". من سيكون بطل تحدي القراءة العربي في دورته السادسة اليوم؟   أحمد الزين: الذكاء الاصطناعي لعبة ابتكرناها وفقدنا السيطرة عليها يجد البعض، أن ضرر هذا التحول الإلكتروني، ظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أتاحت للكل أن يدلي برأيه، فصار منصة يتجاوز فيها الذي لا ينبغي له أن يتجاوز. هذا الرأي تفرد به أحمد علي الزين، إعلامي وروائي، واستعان بعبارة للكاتب ألبرتو مورافيا، وهي أنه إذا أراد أحد ما أن يدلو برأيه بين الحضور، يحق لصاحب المكان، أن يقصيه، إذا لم يكن رأيه يتوافق مع الذوق العام، الآن لم يقص أحد، فكلهم على المنصة، يشتمون ويكتبون ما هو بخس، بشكل يسيئون به إلى الذي يعلم؛ وهذا التراكم أثر في كل ما هو جميل عندنا، فالأمر كالتفاحة السيئة في صندوق تفاح طازج، تعبث بكل الصندوق. يرى الزين أننا لسنا مشاركين في هذا الذكاء الاصطناعي، مع أن الخوارزميات خرجت من عندنا، كما وصف الذكاء الاصطناعي بأنه أمر عالي الخطورة، وكأن الإنسان ابتكر لعبة، وفقد السيطرة عليها، التي يمكنها مستقبلاً أن تتخذ قرارات، نتيجة خطأ تقني معين، وتقوم بحالة تدميرية، يعلق قائلاً: "هذا إذا لم ننس أنها تسهل الغش، فقد صار فينا أن نطلب من جهاز، أن يجري لنا مقالاً حول المرأة عند ابن رشد، على سبيل المثال، سينجز بأقل من 10 دقائق، ويمكن لشخص ما أن يكتبه باسمه، وهذا كله يؤثر في القراءة والكتابة، لذلك أجد فكرة معرض الكتاب بادرة عظيمة ونبيلة".   في ربط تقني ووفاق تام بين الكتاب الورقي والإلكتروني، أقدمت دار الفكر الجديد من السعودية، على تجربة جديدة، تم الحديث عنها في معرض أبوظبي للكتاب، وهو أنهم قاموا بتزويد كل كتاب يطلقونه بـ "باركود" خاص، يجعل القارئ يستفيد من هذا التحول الإلكتروني ويوظفه لصالحه، تتابع أسيل اليحيى، باحثة في الدار: "يثري الباركود القارئ، ويأخذه إلى عوالم ثقافية إضافية، يستمع لها، أو يراها مسجلة من قبل مؤلفي الدار، بهذا وظفنا التقنيات الجديدة بطريقة تجعل القارئ يستخدم الكتاب الورقي، وفي الوقت نفسه وبطريقة نسخ بسيطة يمكنه الذهاب إلى مادة معرفية جديدة، تعطيه إضافة، قد تكون سمعية أو مرئية". أطلقت الدار هذا العام كتاباً استلهمته من التراث العربي، يدعى رسالة "أيها الولد"، وأعيد إحياؤه من جديد، من خلال تقديم النص الأصلي، وقامت الدار بوضع تعليقات على هوامش الكتاب بلغة معاصرة، تعلّق أسيل: "بنينا جسراً بين النص القديم الذي كتب منذ أكثر من 1000 عام، والحاضر؛ حيث يستفيد القارئ المعاصر من هذه العلوم التي وصلنا منها الكثير مترجمة، لكننا بهذه الخطوة المتميزة نريد أن نقول للقارئ، هذا تراثنا وهذه مفاهيمنا".   د. حمد الصراي: ما زالت طالباتنا الجامعيات يطبعن كتبهن الإلكترونية ورقياً الهجمة الإلكترونية مؤقتة وليس دائمة، رأي طالما تردد عن د. حمد بن محمد الصراي، مؤرخ إماراتي، وأستاذ في جامعة الإمارات. وقد كشف إن طالباتنا في جامعة الإمارات، يمتلكن كتباً إلكترونية، لكنهن، وبالمئات، يحولن كتبهن الإلكترونية ويطبعنها ورقياً. من وجهة نظره، لا يمكن للطالب أن يذاكر لامتحاناته إذا لم يضع علامات، ويشخبط على كتابه، يعلّق: "لو عندي تعليق كيف أسجله على الكتاب الإلكتروني؟ للكتاب الورقي دور كبير، وجامعة الإمارات فيها 5000 كتاب ورقي، و4000  كتاب إلكتروني، مكتبتي الخاصة فيها 8000 كتاب، فالنص الإلكتروني مفيد فقط خلال السفر، أو عندما أكون خارج مكتبتي؛ أي وقت الضرورة والحاجة". د. حمد، الذي سبق وأصدر 46 كتاباً، سيوقع كتابه عن المصكوكات في متحف الفجيرة الوطني، الصادر عن دار المحيط، في معرض أبوظبي للكتاب، يعلّق قائلاً: "لا يشبع فضول الإنسان سوى الورق". تألقت ندوة مركز تريندز للبحوث والاستشارات، التي كانت بعنوان "استشرف المستقبل وصنعه"، في معرض أبوظبي هذا العام؛ حيث يعرض عبر جناحه الخاص عشرات العناوين من إصداراته البحثية المتنوعة، التي تحلل وتستشرف القضايا الراهنة. كانت روضة المرزوقي، مديرة إدارة التوزيع والمعارض، تقف بجانب روبوت يحكي سيناريوهات المستقبل، وهي تمسك بيدها كتاباً ورقياً بعنوان: "المرأة والمجتمع المدني.. الطريق الثالث لبناء الدولة"، التفتت وقالت: "لا شك أن التحول الإلكتروني أثر في الكتاب الورقي ومنه الأدب العربي، لكننا من خلال عمل ممنهج يمكننا الاستفادة من الرقمنة في إعادة الاهتمام بالكتاب والثقافة، وهذا يتطلب جهداً مشتركاً على الصعيد الإعلامي التعليمي، وكذلك الأسري. ومعارض الكتب، مثل هذه التظاهرة الثقافية التي نعيشها، هي وسيلة ومنصة مهمة لإعادة الاعتبار للكتاب بشكل عام، والإبداع الثقافي بشكل خاص". مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، وهو مؤسسة تربوية تعمل في مجال التعليم باتفاقية موقعة مع اليونسكو، المركز يجري أبحاثه باللغة العربية لفائدة التربويين الذين يعكسونها في دراساتهم، تتابع قائلة: "نحن حريصون على المشاركة في معرض أبو ظبي للكتاب، لما يوفره لنا من عرض للمنتجات التربوية التي نروج لها، لكننا نتمنى التسويق بشكل أفضل، بطريقة إلكترونية، من خلال تحويل هذه الدراسات والبحوث إلى أفلام فيديو كثيرة، يتم تسويقها على مواقع التواصل الاجتماعي، كي تكتمل فائدة الباحثين من هذه الدراسات".   إذا نظرت في تلك الساحة الكبيرة من معرض أبوظبي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين لعام 2023، الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، من 22 – 23 مايو، تجد نجوماً ومجرّات من الكتب، تروي حكايات وأسراراً عن مختلف أطياف الحياة، يعبر من خلالها أفواج المارة، وهم يلمسون بأيديهم تلك الكتب، ويقلبون أوراقها، ويتناقشون فيما حولهم في مضامينها، إلى أن يصلوا إلى قرار بشأن اقتنائها.. هي أوراق وأغلفة تغوص في عوالم من نور الكلمات في كتب مطبوعة، يخيل للكثيرين أنها ستنتهي، لكن للجمهور الذي التقته كاميرا "سيدتي" رأي آخر، بشأن ألق الأدب والكتاب العربي في ظل هذا التحول الإلكتروني، وكيف ينظرون إلى المعارض والحملات الرسمية التي تسعى إلى دعم الحركة الثقافية، وما هو جديدهم في معرض أبوظبي للكتاب؟ نشعر بالتلاقي مع المستقبل د. محمد المنصوري د. محمد المنصوري: الخوف ليس من الجديد، ولكن في القدرة على التعامل معه يبقى للأساس جذوره، لكن الوسيلة تختلف، فسابقاً كان الكتاب والمجلة هما مصدرنا، واليوم نحن نستهل معارفنا من وسائل جديدة مختلفة، تسببت بداياتها بنوع من القلق للكثيرين. هذا القلق يعده د. محمد المنصوري، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مكتب بينونة للاستشارات الهندسية في أبوظبي، هو المستقبل، الذي يشير إلى اكتشاف عمل تقني إبداعي إنساني يرتبط بالذكاء الاصطناعي، الذي يقلق البعض، يستدرك قائلاً: "لكنه في النهاية المستقبل، وما يحصل اليوم يذكرني بالوضع نفسه عندما بدأ اكتشاف الإنترنت، وقالوا إنه سيغيّب المعالم الأساسية للثقافة الأدبية، ولأن هذه الوسائل، تتطور مع الوقت، فالخوف ليس من الجديد، ولكن من القدرة على التعامل مع هذا الجديد، لذلك أرى أن معارض الكتب هذه حاضنة للحركة الثقافية، وهي المكان التي تجتمع فيه أدوات تتطور وتساعد على نشر هذه الثقافة، فنحن نشعر بالتلاقي مع المستقبل، منذ إطلاق هذا المعرض في العام 1976". لـ د. المنصوري، مشاركة في المعرض عن أوائل الإصدارات في دولة الإمارات قبل الاتحاد، تحكي تفاصيل إصدارات كل إمارة، وتضم إصدارات الكتاب العرب، الذين وصلوا إلى المنطقة قبل الاتحاد. إنسان آلي مريم الزعابي  مريم الزعابي: لا بد من تخصيص جزء ثقافي في الأماكن الترفيهية أجمل وأكثر الكتب جاذبية في ربطها بين الحاضر والمستقبل، كانت تقف بجانبها مريم الزعابي، كاتبة وباحثة من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، التي تجد أنه بإمكانها إعادة تسليط الضوء على الأدب العربي بوصفه أدباً متألقاً دائماً، من خلال الترويج له ثقافياً في الندوات والمحاضرات الأدبية، لكنها استدركت قائلة: "لا بد من تخصيص جزء ثقافي في الأماكن الترفيهية، والجميل أن نرى العالم كله يمسك كتاباً ويتعلم ويُعلم من حوله، لنتمكن من تعليم الجيل الجديد وتحفيزه على القراءة من الكتاب وليس القراءة الإلكترونية التي حولت القارئ إلى إنسان آلي". حال الكاتب! د. إبراهيم الهاشمي  د. إبراهيم الهاشمي: لا بد من التعامل أولاً مع الإنسان المبدع قبل الكتاب الكتاب الإلكتروني لا يشكل عائقاً أمام الورقي، برأي د. إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ، يتابع قائلاً: "لكن المعارض وحدها لا تكفي بصفتها وسيلة ترويجية للكتاب، لا بد من التعامل أولاً مع الإنسان المبدع، فالكثير من الكتاب اليوم، يبحثون عن وظائف، ليتمكنوا من توفير حياة كريمة، ولا بد من دعمهم وإعطائهم فرصة للتفرغ والإبداع، أنا لا أتكلم عن الكاتب فقط، بل عن الفنان والرسام والموسيقي، أي إنسان مبدع لا بد من خلق مساحة له، والترويج لإبداعاته، ووطننا زاخر بالمبدعين، الذين يستحقون". من سيكون بطل تحدي القراءة العربي في دورته السادسة اليوم؟ الثقافة المسطحة الروائي أحمد علي الزين  أحمد الزين: الذكاء الاصطناعي لعبة ابتكرناها وفقدنا السيطرة عليها يجد البعض، أن ضرر هذا التحول الإلكتروني، ظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أتاحت للكل أن يدلي برأيه، فصار منصة يتجاوز فيها الذي لا ينبغي له أن يتجاوز. هذا الرأي تفرد به أحمد علي الزين، إعلامي وروائي، واستعان بعبارة للكاتب ألبرتو مورافيا، وهي أنه إذا أراد أحد ما أن يدلو برأيه بين الحضور، يحق لصاحب المكان، أن يقصيه، إذا لم يكن رأيه يتوافق مع الذوق العام، الآن لم يقص أحد، فكلهم على المنصة، يشتمون ويكتبون ما هو بخس، بشكل يسيئون به إلى الذي يعلم؛ وهذا التراكم أثر في كل ما هو جميل عندنا، فالأمر كالتفاحة السيئة في صندوق تفاح طازج، تعبث بكل الصندوق. يرى الزين أننا لسنا مشاركين في هذا الذكاء الاصطناعي، مع أن الخوارزميات خرجت من عندنا، كما وصف الذكاء الاصطناعي بأنه أمر عالي الخطورة، وكأن الإنسان ابتكر لعبة، وفقد السيطرة عليها، التي يمكنها مستقبلاً أن تتخذ قرارات، نتيجة خطأ تقني معين، وتقوم بحالة تدميرية، يعلق قائلاً: "هذا إذا لم ننس أنها تسهل الغش، فقد صار فينا أن نطلب من جهاز، أن يجري لنا مقالاً حول المرأة عند ابن رشد، على سبيل المثال، سينجز بأقل من 10 دقائق، ويمكن لشخص ما أن يكتبه باسمه، وهذا كله يؤثر في القراءة والكتابة، لذلك أجد فكرة معرض الكتاب بادرة عظيمة ونبيلة". بنينا جسراً أسيل اليحيى  في ربط تقني ووفاق تام بين الكتاب الورقي والإلكتروني، أقدمت دار الفكر الجديد من السعودية، على تجربة جديدة، تم الحديث عنها في معرض أبوظبي للكتاب، وهو أنهم قاموا بتزويد كل كتاب يطلقونه بـ "باركود" خاص، يجعل القارئ يستفيد من هذا التحول الإلكتروني ويوظفه لصالحه، تتابع أسيل اليحيى، باحثة في الدار: "يثري الباركود القارئ، ويأخذه إلى عوالم ثقافية إضافية، يستمع لها، أو يراها مسجلة من قبل مؤلفي الدار، بهذا وظفنا التقنيات الجديدة بطريقة تجعل القارئ يستخدم الكتاب الورقي، وفي الوقت نفسه وبطريقة نسخ بسيطة يمكنه الذهاب إلى مادة معرفية جديدة، تعطيه إضافة، قد تكون سمعية أو مرئية". أطلقت الدار هذا العام كتاباً استلهمته من التراث العربي، يدعى رسالة "أيها الولد"، وأعيد إحياؤه من جديد، من خلال تقديم النص الأصلي، وقامت الدار بوضع تعليقات على هوامش الكتاب بلغة معاصرة، تعلّق أسيل: "بنينا جسراً بين النص القديم الذي كتب منذ أكثر من 1000 عام، والحاضر؛ حيث يستفيد القارئ المعاصر من هذه العلوم التي وصلنا منها الكثير مترجمة، لكننا بهذه الخطوة المتميزة نريد أن نقول للقارئ، هذا تراثنا وهذه مفاهيمنا". مفيد للسفر د. حمد بن محمد الصراي   د. حمد الصراي: ما زالت طالباتنا الجامعيات يطبعن كتبهن الإلكترونية ورقياً الهجمة الإلكترونية مؤقتة وليس دائمة، رأي طالما تردد عن د. حمد بن محمد الصراي، مؤرخ إماراتي، وأستاذ في جامعة الإمارات. وقد كشف إن طالباتنا في جامعة الإمارات، يمتلكن كتباً إلكترونية، لكنهن، وبالمئات، يحولن كتبهن الإلكترونية ويطبعنها ورقياً. من وجهة نظره، لا يمكن للطالب أن يذاكر لامتحاناته إذا لم يضع علامات، ويشخبط على كتابه، يعلّق: "لو عندي تعليق كيف أسجله على الكتاب الإلكتروني؟ للكتاب الورقي دور كبير، وجامعة الإمارات فيها 5000 كتاب ورقي، و4000  كتاب إلكتروني، مكتبتي الخاصة فيها 8000 كتاب، فالنص الإلكتروني مفيد فقط خلال السفر، أو عندما أكون خارج مكتبتي؛ أي وقت الضرورة والحاجة". د. حمد، الذي سبق وأصدر 46 كتاباً، سيوقع كتابه عن المصكوكات في متحف الفجيرة الوطني، الصادر عن دار المحيط، في معرض أبوظبي للكتاب، يعلّق قائلاً: "لا يشبع فضول الإنسان سوى الورق". كيف نستفيد من الرقمنة؟ روضة المرزوقي تألقت ندوة مركز تريندز للبحوث والاستشارات، التي كانت بعنوان "استشرف المستقبل وصنعه"، في معرض أبوظبي هذا العام؛ حيث يعرض عبر جناحه الخاص عشرات العناوين من إصداراته البحثية المتنوعة، التي تحلل وتستشرف القضايا الراهنة. كانت روضة المرزوقي، مديرة إدارة التوزيع والمعارض، تقف بجانب روبوت يحكي سيناريوهات المستقبل، وهي تمسك بيدها كتاباً ورقياً بعنوان: "المرأة والمجتمع المدني.. الطريق الثالث لبناء الدولة"، التفتت وقالت: "لا شك أن التحول الإلكتروني أثر في الكتاب الورقي ومنه الأدب العربي، لكننا من خلال عمل ممنهج يمكننا الاستفادة من الرقمنة في إعادة الاهتمام بالكتاب والثقافة، وهذا يتطلب جهداً مشتركاً على الصعيد الإعلامي التعليمي، وكذلك الأسري. ومعارض الكتب، مثل هذه التظاهرة الثقافية التي نعيشها، هي وسيلة ومنصة مهمة لإعادة الاعتبار للكتاب بشكل عام، والإبداع الثقافي بشكل خاص". عرض للمنتجات التربوية مهرة المطيوعي مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، وهو مؤسسة تربوية تعمل في مجال التعليم باتفاقية موقعة مع اليونسكو، المركز يجري أبحاثه باللغة العربية لفائدة التربويين الذين يعكسونها في دراساتهم، تتابع قائلة: "نحن حريصون على المشاركة في معرض أبو ظبي للكتاب، لما يوفره لنا من عرض للمنتجات التربوية التي نروج لها، لكننا نتمنى التسويق بشكل أفضل، بطريقة إلكترونية، من خلال تحويل هذه الدراسات والبحوث إلى أفلام فيديو كثيرة، يتم تسويقها على مواقع التواصل الاجتماعي، كي تكتمل فائدة الباحثين من هذه الدراسات".  

مشاركة :