– قال تعالى : {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} .. يعلم الكثير منا أن المشكلة ليست في فقد من نحب أو نخسر من نعز ، خاصة ممن يمتلكون مساحة كبيرة في قلوبنا، ويرحلون دون مقدمات أو سابق إنذار فهذا أكثر مايؤلمنا..!! – ولكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير فعندما نفقد شخصية محبوبة جمعت بين .. (الأدب، والأخلاق، والتواضع، والاحترام) تكون الخسارة كبيرة، والمعاناة مؤلمة وهذه الصفات قد لاتجدها في كثير من عامة الناس إلا أن المرحوم بلا شك عرف بها..!! – وما فقيدنا .. الغالي العزيز/ أبو إسماعيل إلا واحد من هذه النماذج الحية المميزة، والتي خسرناها بلا شك كونها تمثل جزء كبير من تلك الخصال النادرة الآن .. – وقد عرف عن الراحل السعيد الكثير من الصفات الرائعة حيث كان حريصاً على خدمة كثير من الناس في مجال عمله على وجه الخصوص، وفي كل خدمة تطلب منه، وهذه صفة لا يدرك معناها الكثير ممن عملوا فيها..؟ – وعلى الرغم من بعد سكنه، ومقر عمله عن بلدته القارة إلا أنه كان كثير السؤال، والزيارات لمختلف المجالس في المجتمع دون ملل في وقت أصبح الكثير منا يعاني من مقاطعة الأخ، والقريب، والصديق، فلم يعد الآن أحد يسأل عن الآخر للأسف .. – وقد روي في الحديث الشريف : (الدين المعاملة) فأدرك ذلك المعنى فلم يكن الفقيد الراحل مميز في أسرته فقط بل كان متميز على مستوى بلدته بأمور عظيمة وهي لا تكلف الكثير منا شيء،، فقط تحلي ببعض صفات الأخلاق، وحسن المعاملة .. – وقد عاشرنا الأخ الطيب أبو إسماعيل رحمه الله في فترات طويلة من حياته بدءاً من مراحل الطفولة والدراسة، وحتى عمر طويل لم نجد منه إلا كل خير، ومحبة لكل إخوانه، وأصحابه وبلا مبالغة .. – حتى تحلى الفقيد بصفة جميلة يندر أن تجدها عند الكثير، وهي صفة : البشاشة، والابتسامة وحسن الاستقبال للآخرين وهو يعلم أن ذلك مايدعوا له الدين كما أخبر بذلك نبينا، وآل بيته عليهم السلام .. – وحقا لآل أبوحليقة .. أن تفخر به فقد كان صفحة مشرقة فعندما يذكر لا يذكر إلا بالخير، وهذا هو رصيده الحقيقي الذي تركه بين أفراد أسرته، وبين أفراد مجتمعه وقد لاحظ الجميع مستوى التشييع الذي كان حقاً يليق بمكانته ومنزلته .. – وعزائنا الأخير هو .. أن يبقى ذكره خالدا بيننا لما تركه من أثر طيب يكون له خير شفيع في آخرته، ويظل قدوة حيه لأبناءه يحملون ذكره العطر، ولكل الشباب من جيلهم .. والآن أيها العزيز لن نقول لك إلا.. وداعاً يا إبراهيم فما أصعب الفقد يا أبا إسماعيل..؟
مشاركة :