التقى وزراء وممثلو نحو ستين دولة، اليوم السبت، في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في العاصمة الفرنسي باريس للبحث في حلول لأزمة البلاستيك الدولية. كان هدف الاجتماع، الذي يستأنف الاثنين، إعطاء دفع للمفاوضات حول معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي. في ختام محادثات اليوم، قالت بيرانجير كويار مساعدة وزير الانتقال البيئي الفرنسي خلال مؤتمر صحفي "تطرّقنا إلى إنتاج البلاستيك وتكوينه ومكافحة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بالإضافة إلى مسألة الجمع وإعادة التدوير بشكل أفضل ولا سيما دعم الدول النامية التي تواجه أحيانًا صعوبات أكثر في جمع" النفايات. من جهته، لفت كريستوف بيشو وزير الانتقال البيئي الفرنسي، في وقت سابق، إلى ضرورة ألّا "تحلّ مسألة إعادة التدوير محل النقاش حول خفض إنتاج البلاستيك". ما يزيد الوضع خطورة أن ثلثي هذا الإنتاج يرمى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر، وأن أقل من 10% من المخلفات البلاستيكية تخضع لإعادة التدوير. يدخل البلاستيك في تركيبة كل ما يحيط بنا كالأغلفة وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية وغيرها. وزاد إنتاجه السنوي أكثر من الضعف خلال عشرين عاما ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد ثلاثة أضعاف بحلول 2060 إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك. وأضاف بيشو "إذا زدنا معدلات إعادة التدوير وفي الوقت نفسه زدنا إنتاجنا، سنعود إلى الوراء في مجال حلّ المشكلة. لذلك، في البداية علينا التقليل في النفايات ثم زيادة نسبة إعادة التدوير". وأشار بيشو، في تصريحه، إلى هدف "تقليل الاستخدام والإنتاج" الذي قدمته الدول الأكثر طموحًا، وهي تحالف يضمّ 56 دولة على رأسها رواندا والنرويج ويشمل الاتحاد الأوروبي وكندا وتشيلي، بالإضافة إلى اليابان والغابون منذ الجمعة. - صفر نفايات بلاستيكية بحلول 2040؟ قبل أكثر من عام في نيروبي عاصمة كينيا، توصلت 175 دولة إلى اتفاق مبدئي لوضع حدّ للتلوث البلاستيكي في العالم، مع طموح لوضع معاهدة ملزمة قانونًا برعاية الأمم المتحدة بحلول نهاية العام 2024. بعد مفاوضات أولية تقنية نسبيًا جرت في نوفمبر في الأوروغواي، تستأنف لجنة التفاوض الحكومية أعمالها من 29 مايو حتى 2 يونيو في مقر اليونسكو في باريس، في ثاني مراحل التفاوض الخمس التي يفترض أن تفضي إلى اتفاق تاريخي يغطي كامل دورة استخدام البلاستيك، بما يشمل آثار إنتاجه واستخدامه ومخلفاته وإعادة تدويره. ولن يفضي لقاء باريس، الذي يشارك فيه أكثر من ألف مندوب، إلى مسودة معاهدة، لكنه سيحدد توجهاتها الرئيسية خلال المفاوضات الممتدة على مدى خمسة أيام. ينتهي الأمر بكمية كبيرة من مخلفات البلاستيك من كل الأحجام في قعر البحار أو في الكتل الجليدية وصولا إلى قمم الجبال وحتى في أحشاء الطيور. ويساهم البلاستيك أيضًا في الاحترار المناخي، إذ أنتج 1,8 مليار طنّ من غازات الدفيئة في العام 2019 (3,4% من الانبعاثات العالمية)، وهي كمية قد تتجاوز الضعف بحلول العام 2060، بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. في أبريل الماضي في اليابان، حددت مجموعة السبع هدفًا يتمثل في تقليل نفايات البلاستيك في البيئة إلى الصفر بحلول العام 2040.
مشاركة :