يصوت الناخبون الأتراك اليوم في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في تركيا والتي ستحسم السباق بين رجب طيب أردوغان الذي يتولى المنصب منذ أغسطس 2014 ومنافسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو، ويتولى رئيس تركيا منصبه مدة خمس سنوات، وقد أقر استفتاء أُجري عام 2017 مقترح أردوغان توسيع سلطات الرئاسة وجعل رئيس الدولة رئيسًا للحكومة وإلغاء منصب رئيس الوزراء، وهو يضع بصفته رئيسا لتركيًا، السياسات المتعلقة بالاقتصاد والأمن والشؤون الداخلية والدولية. وحصل أردوغان في الجولة الأولى التي جرت في 14 مايو على 49,5% من الأصوات فيما حصل كليتشدار أوغلو، وهو مرشح تحالف معارضة يضم ستة أحزاب، على تأييد 44,9% من الناخبين، وحل المرشح القومي سنان أوغان ثالثًا بتأييد 5,2% ليتم استبعاده. وبعد أكثر من 20 عامًا من وصوله وحزب العدالة والتنمية للسلطة، وفيما انتشرت التوقعات بأفوله السياسي قبل الجولة الأولى، يأمل أردوغان في تمديد فترة ولايته كأطول الحكام بقاء في السلطة في تركيا الحديثة. ومن شأن فوزه أن يرسخ حكم زعيم يغير تركيا ويعيد تشكيل الدولة العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك قبل 100 عام لتناسب رؤيته المتدينة مع تعزيز سلطته فيما يعتبره معارضوه توجها نحو السلطوية. أما كمال كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة الرئيسي لأردوغان، فهو رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، وهو موظف رسمي سابق مخضرم في السياسة، وعد بـ»العودة إلى الربيع» و»ديمقراطية هادئة»، والعودة إلى دولة القانون، إلى النظام البرلماني لإدارة البلاد واستقلال القضاء الذي يقول منتقدون إن أردوغان استغله لقمع المعارضة. لكنه بدأ منذ 14 مايو تشديد لهجة خطاباته مع محاولة لاستمالة الناخبين القوميين من أجل هزيمة أردوغان، متعهدا بإعادة 10 ملايين لاجئ إلى بلادهم، ففي مواجهة احتمال الهزيمة، غير مواقفه، متخليًا عن وعوده بمعالجة الانقسامات الاجتماعية، وقال خلال زيارة لأنطاكية، إحدى المناطق المتضررة من زلزال فبراير «لن نحول تركيا إلى مستودع للمهاجرين». وسيتنافس المرشحان بشدة على أصوات 2,79 مليون ناخب صبت لصالح المرشح الثالث سنان أوغان وهو من اليمين القومي المتشدد ويريد قبل كل شيء ترحيل نحو خمسة ملايين لاجىء ومهاجر يقيمون في البلاد. وبالتالي، سيكون اختيار أنصار أوغان عاملاً مهمًا في نتيجة جولة الإعادة، وقد أعلن دعمه لأردوغان على الرغم من أنه قال في 15 مايو: إنه يمكنه دعم كليتشدار أوغلو فقط في حال موافقته على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.dv
مشاركة :