فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في تركيا الأحد من أجل إجراء جولة ثانية حاسمة من الانتخابات الرئاسية. ويتنافس في الجولة الثانية، مرشح "تحالف الجمهور"، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح "تحالف الأمة" كمال كليجدار أوغلو. انطلقت في عموم تركيا صباح الأحد عملية التصويت في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية. بدأ الناخبون الأتراك التصويت اليوم الأحد (28 أيار/ مايو) في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التي قد تشهد تمديد حكم الرئيس رجب طيب أردوغان لعقد ثالث وتعزيز مسار تركيا الاستبدادي المتزايد والسياسة الخارجية القوية والحوكمة الاقتصادية غير التقليدية. وخالف أردوغان (69 عاما) استطلاعات الرأي وحقق تقدما مريحا بفارق خمس نقاط مئوية تقريبا على منافسه كمال كليجدار أوغلو في الجولة الأولى للانتخابات في 14 مايو أيار. لكنه فشل في الحصول على نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة لحسم السباق الذي ينطوي على عواقب واسعة على تركيا والوضع الجيوسياسي العالمي من الجولة الأولى. وقاد أداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع رغم أزمة غلاء المعيشة العميقة وفوز تحالف يضم حزبه العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بالانتخابات البرلمانية إلى دعم الرئيس المخضرم الذي يروج للتصويت لصالحه على أنه تصويت للاستقرار. ولن تحدد الانتخابات فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا كيف تُحكم، واتجاهات اقتصادها بعد أن انخفضت عملتها إلى عشرة بالمئة من قيمتها مقابل الدولار خلال عقد من الزمن وكذلك شكل سياستها الخارجية التي أثارت غضب الغرب بسبب تعزيز تركيا لعلاقاتها مع روسيا والصين. وبدأ التصويت في الساعة الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) وينتهي في الخامسة مساء (1400 بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع أن تبدأ النتائج في الظهور بحلول مساء اليوم. ويحق لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في ما يقرب من 192 ألف مركز اقتراع. ويشمل العدد أكثر من ستة ملايين مارسوا هذا الحق للمرة الأولى يوم 14 مايو أيار. وهناك 3.4 مليون ناخب في الخارج صوتوا في الفترة من 20 إلى 24 مايو أيار. وتسجل تركيا نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات بشكل عام. وفي 14 مايو أيار، وصلت نسبة الإقبال الإجمالية إلى 87.04 بالمئة إذ بلغت 88.9 بالمئة داخل تركيا و49.4 بالمئة في الخارج. قضايا حاسمة في الانتخابات وكليجدار أوغلو هو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، ويقود حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وكافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى. وأظهرت نتائج الانتخابات الأولية دعما أكبر من المتوقع للقومية، وهي تيار قوي في السياسة التركية واشتدت بسبب سنوات من القتال مع المسلحين الأكراد ومحاولة الانقلاب في عام 2016 وتدفق ملايين اللاجئين من سوريا منذ بدء الحرب هناك في 2011. وتركيا هي أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، وفقا لبيانات وزارة الداخلية. وقال المرشح الرئاسي الذي حل في المركز الثالث سنان أوغان، وهو من غلاة القوميين، إنه يؤيد أردوغان على أساس مبدأ "النضال المستمر (ضد) الإرهاب"، في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد. وحصل أوغان على 5.17 بالمئة من الأصوات. وأعلن قومي آخر، هو أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر المناهض للهجرة، عن اتفاق يعلن دعم حزبه لكليجدار أوغلو، بعد أن قال إنه سيعيد المهاجرين إلى أوطانهم. وفاز حزب الظفر بنسبة 2.2 بالمئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت هذا الشهر. توقعات الاستطلاعات وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة كوندا للأبحاث والاستشارات أن نسبة التأييد المتوقعة لأردوغان في جولة الإعادة ستكون 52.7 بالمئة مقابل 47.3 بالمئة لكليجدار أوغلو بعد توزيع الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم. وأجري استطلاع الرأي في 20 و21 مايو أيار قبل أن يعلن أوغان وأوزداغ موقفيهما. وهناك عامل مهم آخر وهو كيف سيصوت أكراد تركيا الذين يشكلون حوالي 20 بالمئة من السكان. وأيد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليجدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميله إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسمه صراحة وحث الناخبين على رفض "نظام الرجل الواحد" لأردوغان في جولة الإعادة. على الجانب الآخر، تعهد كليجدار أوغلو بالعودة في حال فوزه إلى السياسات الاقتصادية التقليدية والابتعاد على سياسات أردوغان. كما قال إنه سيسعى لإعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام 2017. وانتقد المراقبون قبل التصويت الأوضاع غير المتوازنة في مسار الحملة الانتخابية، حيث يتمتع أردوغان باستخدام موارد الدولة والهيمنة على الاعلام. ع.أ.ج/ م س(د ب ا، رويترز)
مشاركة :