ناشد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، السعودية بإعادة النظر حيال قرارها بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، موضِّحًا أنَّها هي التي طالما وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف وأقساها أملاً "معاودة الدعم لتمكين الجيش من مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية"، مشيرًا إلى أنَّ أي سلاح آخر لن يعوِّضه، فواهم من يظن أنَّ سلاحًا آخر سيقدم إلى لبنان. ودعا كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية وتأكيد عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها وهي التي كلف التفاهم الوطني حولها تضحيات كبرى. جاء ذلك في تصريح لجنبلاط -بحسب الوكالة الوطنية للإعلام- استهله بالقول: "لطالما ارتبط لبنان بعلاقات ودية مع دول الخليج العربي فمئات الآلاف من اللبنانيين قصدوا الخليج منذ عقود وتمتعوا بخيراته وانخرطوا في مجتمعاته وساهموا في إعماره ونهوضه ما ساعد بدوره على دعم الاقتصاد اللبناني وصموده ونموه، فلماذا وضع مصير جميع هؤلاء على المحك ولماذا تعريض لبنان لمغامرات هو بغنى عنها بحكم العلاقات الوطيدة والودية منذ عشرات السنين مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي". وأضاف: "إنَّ المطلوب اليوم وأكثر من أي وقت مضى الامتناع عن إصدار مواقف تفاقم اضطراب العلاقات وانتكاستها كما حدث في اليومين الماضيين، ومن هنا، فإننا نناشد قيادة المملكة العربية السعودية إعادة النظر بقرارها وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وهي التي لطالما وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف وأقساها خصوصًا في مرحلة الحرب الأهلية وبعد انتهائها وأثناء العدوان الإسرائيلي في العام 2006 حيث كان لها مساهمات كبرى في إعادة الإعمار". كما أشار إلى أنَّ المملكة قدمت الدعم للبنان في المحافل الدولية وفي مؤتمرات باريس 1 و2 و3 وللاقتصاد اللبناني من خلال تمويل المشاريع الإنمائية في مختلف القطاعات والمجالات، بالإضافة إلى الودائع النقدية ودعم العملة الوطنية لقد جهدت المملكة لدعم مشروع الدولة ومؤسساتها في لبنان دون تفرقة أو تمييز. وأكَّد أنَّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية المختلفة بحاجة ماسة إلى هذا الدعم، ولاسيما أنَّها بذلت وتبذل جهودًا استثنائية لحفظ الأمن والاستقرار من نهر البارد إلى طرابلس إلى الحدود، فضلاً عن كشف المخططات الإرهابية والشبكات التجسسية التي كانت ترمي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، لذلك نأمل معاودة الدعم لتمكين الجيش من مواجهة التحديات الإرهابية المتنامية لأن أي سلاح آخر لن يعوضه فواهم من يظن أن سلاحًا آخر سيقدم إلى لبنان. وتابع: "إننا إذ نجدد شجبنا لبعض ردود الأفعال والمواقف السياسية اللبنانية ندعو كل القوى اللبنانية إلى إعادة النظر بمواقفها تجاه الدول العربية وتأكيد عروبة لبنان وعدم الخروج منها أو عليها وهي التي كلف التفاهم الوطني حولها تضحيات كبرى". وختم بالقول: "نتطلع لأن يكون ما حدث مجرد غمامة صيف عابرة، كي تستعيد العلاقات اللبنانية السعودية والعلاقات اللبنانية الخليجية طبيعتها، وتستأنف المسيرة المشتركة من التقارب العروبي الأخوي الصادق".
مشاركة :