أصوات الغضب ترتفع في ألمانيا بعد نشر شريطي فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيهما عناصر من الشرطة وهم يخلون بطريقة خشنة ركاب حافلة من طالبي اللجوء، بعدما رفضوا النزول بسبب خوفهم من تظاهرة معادية لهم في المكان. وتم تصوير شريطي الفيديو مساء الخميس في مدينة كلاوسنيتز الواقعة على بعد خمسين كيلومترا جنوب درسدن، ويشاهد فيهما شرطي يمسك بفتى من عنقه ويجبره بخشونة على النزول من الحافلة، في حين كان نحو مائة متظاهر في المكان يطلقون هتافات معادية للمهاجرين مثل عودوا إلى بلادكم. المتظاهرون الذين حاولوا عرقلة مرور الحافلة كانوا يهتفون أيضا نحن الشعب، وهو شعار كان يستخدمه المناهضون للشيوعية في أوربا الشرقية سابقا، قبل ان يتبناه أنصار حركة بيغيدا المناهضة للهجرة والتي انطلقت من درسدن. الشريطان أثارا استياء كبيرا في ألمانيا، إلاّ أنّ المسؤول المحلي عن الشرطة اويي رايسمان دافع عن تصرف عناصر الشرطة حيث اعتبر أنّ اعتماد هذا السلوك ضروري أحيانا وأنّ بعض طالبي اللجوء تصرفوا بشكل تهديدي. اويي رايسمان أضاف: من الضروري وضع طالبي اللجوء في مراكز إقامة آمنة في أسرع وقت ممكن لتفادي أيّ تصعيد وتفادي حدوث مخاطر وجرحى وخسائر. من وجهة نظري الشرطة لم ترتكب تجاوزات. ويشاهد أيضا في الشريطين فتى آخر يبكي ويخرج بنفسه من الحافلة بينما تبدو سيدتان جالستين في المقاعد الأمامية وتمسك احداهما بيد الأخرى خوفا. وتعليقا على هذه المشاهدات قالت زعيمة حزب الخضر جيم اوزدمير من يرتدي زي شرطة بلادنا عليه حماية دستورنا مطالبة باقالة الشرطي المسؤول عن هذا التدخل. من جهته، قال وزير داخلية مقاطعة ساكسونيا المحافظ ماركوس اولبيغ لقد شاهدت شريطي الفيديو وهما أكثر من كافيين معتبرا سلوك عناصر الشرطة معيبا للغاية. ونقل النائب المحلي اليساري الراديكالي ريكو غيبهارد وشبكة التلفزة العامة زد دي اف أنّ مدير مخيم اللاجئين في كلاوسنيتز عضو في حزب اي اف دي الشعبوي الذي يستغل ازمة اللجوء لكسب التأييد. ونظمت تظاهرة داعمة للاجئين أمام المخيم مساء السبت، شارك فيها عدد كبير من الحقوقين والمناهضين للعنصرية.
مشاركة :