في الرابع من يوليو 2022، أعلن نادي الاتحاد تعاقده مع البرتغالي "نونو سانتو" لقيادة الفريق بعد إقالة المدرب الروماني كوزمين كونترا، على إثر خسارة الفريق لقب الدوري في الأمتار الأخيرة. وجاء التعاقد مع سانتوا ليفتح باب الجدل والتساؤل بين الجماهير الاتحادية التي انقسمت ما بين مؤيد لاستقدام مدرب يملك خبرة اكتسبها من تجربته في الدوري الإنجليزي مع وولفرهامبتون وتوتنهام، وبين معارض للتعاقد مع مدرب معروف عنه طريقته الدفاعية التي ربما لا تناسب الفريق الذي اعتاد على اللعب بكثافة هجومية. ومع انطلاقة الموسم 2022-2023 نمت مخاوف الجماهير المتحفظة على استقدم "سانتو" حيث ظهر جليًا أسلوبه الدفاع الذي اختلف كلية عن الأسلوب الذي انتهجه سلفه كونترا، حتى أن هذه الطريقة كلفت الفريق فقدان عدة نقاط في الجولات الأولى حيث تعادل الفريق أمام الاتفاق على ملعبه وخارج ملعبه تعادل أمام النصر وضمك. وفي أول 10 جولات كان الاتحاد قد حقق تحت قيادة سانتو 24 نقطة بفارق نقطة خلف الشباب ومتقدمًا بنقطة عن النصر، وسجل لاعبو الاتحاد 16 هدفًا وهي حصيلة كانت الأقل بين المتنافسين على الصدارة، لكن في المقابل لم تسكن شباك الفريق سوى 3 أهداف فقط. ومع توالي المباريات بدأت جماهير الاتحاد تدرك قيمة الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه نونو سانتو والذي ساهم في تحقيق الفريق للعديد من الانتصارات وخروجه بـ "كلين شيت" في بعضها، ليحقق الحارس البرازيلي مارسيلو غروهي رقمًا تاريخيًا في عدد المباريات التي يخرج فيها حارس مرمى بشباك نظيفة في تاريخ الدوري السعودي بـ 18 مباراة، وهو رقم مرشح للزيادة حال الخروج بشباك نظيفة في المباراة الأخيرة أمام الطائي. ومع بداية الدور الثاني، ازدادت قناعة جماهير الاتحاد بالمدرب البرتغالي وتحول منتقدوه إلى أبرز مؤيديه، لتتحد الجماهير الاتحادية خلف نونو سانتو عانق الذهب لأول مرة في يناير الماضي عندما قاد الفريق للتتويج بكأس السوبر السعودي لأول مرة في تاريخ النادي، وفي أول نسخة من البطولة بنظامها الجديد، ليحقق الاتحاد إنجازًا تاريخيًا جديدًا باسمه في قائمة البطولات السعودية. ولم يكتف سانتو بهذا التتويج بل واصل العمل حتى تمكن بعد 20 جولة من خطف الصدارة التي تمسك بها حتى حسم الفريق اللقب رسميًا أمام الفيحاء في الجولة 29. وإجمالًا قاد نونو سانتو الاتحاد لتحقيق لقب الدوري بأعلى حصيلة نقطية في تاريخه بالمسابقة، حيث وصل معه حتى الآن إلى 69 نقطة وأمامه الفرصة للوصول إلى 72 نقطة حال الفوز في المباراة الأخيرة. وحقق الاتحاد تحت قيادة سانتوا الفوز في 21 مباراة "أكثر الفرق فوزًا"، وتعادل 6 مباريات "ثالث أقل الفرق تعادلًا" فيما خسر مباراتين فقط "أقل الفرق خسارة". وعلى مستوى التهديف سجل لاعبو الاتحاد 58 نقطة كثاني أقوى هجوم، فيما تلقت شباكه 13 هدفًا فقط "أقوى خط دفاع". وفي أسبوع حصاد عمله مع الاتحاد، فإن "نونو سانتو" الذي انتصر لمبادئه بالثبات على أسلوبه رغم الانتقادات، أصبح معشوق جماهير العميد والتي تأمل أن يستمر معهم المدرب البرتغالي الذي ارتبط اسمه بالعديد من الأندية في الدوري الإنجليزي، وهو أمر قد لا يحسم سواء ببقاء المدرب أو رحيله إلا بعد نهاية الموسم والفراغ من الاحتفالات، وإن كانت المؤشرات الأولى ترجح بقاء المدرب الذي صنع مجدًا قد يرغب في مواصلته.
مشاركة :