التحديات المستقبلية لحركة عدم الانحياز

  • 5/29/2023
  • 02:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خلال‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬أشرت‭ ‬إلى‭ ‬خلاصة‭ ‬المناقشات‭ ‬التي‭ ‬أثيرت‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬مركز‭ ‬تحليل‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بأذربيجان‭ ‬حول‭ ‬واقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬والذي‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الخلاصات‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مصلحة‭ ‬أكيدة‭ ‬لدول‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬دورها‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والتحولات‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬عديدة‭ ‬تواجه‭ ‬عمل‭ ‬الحركة‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬جل‭ ‬المقال‭.‬ كما‭ ‬أشرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بشأن‭ ‬عمل‭ ‬تنظيمات‭ ‬العمل‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬فإن‭ ‬مدى‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬أعضائها‭ ‬ومدى‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬أوجه‭ ‬قوة‭ ‬وإنما‭ ‬السياق‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وما‭ ‬يرتبه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬حددها‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬تحديات‭ ‬أولها‭: ‬تأثير‭ ‬ارتباط‭ ‬الدول‭ ‬ببعض‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬أمني‭ ‬أو‭ ‬اقتصادي‭ ‬والتي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬انتهاج‭ ‬سياسات‭ ‬خارجية‭ ‬تتضمن‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬والمبادئ،‭ ‬ومع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬مصالحها‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬التزامات‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬داخل‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬وثانيها‭: ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬بل‭ ‬وتسارع‭ ‬وتيرتها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وخاصة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬واللاجئين‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬وليست‭ ‬آجلة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تباين‭ ‬أولويات‭ ‬الدول‭ ‬وقدراتها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مبادرات‭ ‬شاملة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬إطاراً‭ ‬مشتركاً‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬وقفت‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدي‭ ‬أمام‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مبادرات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أذربيجان‭ ‬خلال‭ ‬رئاستها‭ ‬للحركة‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق،‭ ‬وثالثها‭: ‬هيكل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬يتردد‭ ‬بشأن‭ ‬وجود‭ ‬تحولات‭ ‬ومع‭ ‬أخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬فإن‭ ‬الهيكل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مثلث‭ ‬في‭ ‬قمته‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬ذات‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬وبالمنتصف‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬ثم‭ ‬الأغلبية‭ ‬العددية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬عليه‭ ‬باحثو‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬أو‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬مقعداً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬ورابعها‭: ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬وأولوياتها‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬ضمن‭ ‬سياق‭ ‬عالمي‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬أنشأته‭ ‬في‭ ‬ظله‭ ‬الحركة‭ ‬آنذاك‭ ‬ومفهوم‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬والاستقلال،‭ ‬اليوم‭ ‬هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬بين‭ ‬طبيعة‭ ‬النظم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬واختلاف‭ ‬أولوياتها‭ ‬كذلك‭ ‬وارتباطاتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراكات‭ ‬أو‭ ‬تحالفات‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬وجود‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬فكرة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬فالدول‭ ‬الصغرى‭ ‬بإمكانها‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بقضاياها‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مفهوم‭ ‬الطريق‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنظومة،‭ ‬وخامسها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬بين‭ ‬المشاركين‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الحركة‭ ‬ومبادئها‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬تأكيد‭ ‬البعض‭ ‬القول‭: ‬‮«‬المبادئ‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬بالمبادئ‭ ‬وإنما‭ ‬بالقوة‮»‬‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬تفاهمات‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬قوتها‭ ‬ولا‭ ‬يقصد‭ ‬بها‭ ‬المفهوم‭ ‬العسكري‭ ‬التقليدي‭ ‬بل‭ ‬القوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية‭ ‬وجميعها‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬للقوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭.‬ ومع‭ ‬أهمية‭ ‬مخرجات‭ ‬المؤتمر‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لافتا‭ ‬تخصيص‭ ‬المؤتمر‭ ‬جلستين‭ ‬لإفريقيا‭ ‬خلال‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تمكين‭ ‬إفريقيا‭ ‬ودعم‭ ‬التعددية‭ ‬خلال‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬انطلق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬داخل‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬التأسيس‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬عضوية‭ ‬54‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة،‭ ‬وقد‭ ‬تمثلت‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬إشارة‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستعمار‭ ‬وإن‭ ‬انتهى‭ ‬بمفهومه‭ ‬القانوني‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬والتي‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬وثانيها‭: ‬كيفية‭ ‬توفيق‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬لالتزاماتها‭ ‬داخل‭ ‬تجمعات‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬الإيكواس‮»‬‭ ‬منظمة‭ ‬الإيجاد،‭ ‬وثالثها‭: ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بشكل‭ ‬متزامن‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بها‭ ‬بمتطلبات‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬ومواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وكذلك‭ ‬تحدي‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬والذي‭ ‬يتخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المنح‭ ‬والمساعدات‭ ‬أو‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬والمجمل‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬التنافس‭ ‬تلك‭ ‬تفرض‭ ‬خيارات‭ ‬صعبة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬فبعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬غنية‭ ‬بالذهب‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬ينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المشاركين‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬بقدر‭ ‬حاجتها‭ ‬إلى‭ ‬حوار‭ ‬حقيقي‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب،‭ ‬ورابعها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬الحركة‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬ألا‭ ‬نتجاهل‭ ‬الماضي‭ ‬وخاصة‭ ‬مفهوم‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ذات‭ ‬وكيفية‭ ‬تكييفه‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬وتحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬الطريق‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬وتحديد‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬للحركة‭ ‬وجميعها‭ ‬قضايا‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬الحركة‭ ‬وفقاً‭ ‬لمصالحها‭ ‬وكذلك‭ ‬أولوياتها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وخامسها‭: ‬كيفية‭ ‬تحديد‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬البوصلة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للحركة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التحالفات‭ ‬والتي‭ ‬تنعكس‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬فإن‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬سادت‭ ‬المؤتمر‭ ‬فانعقاد‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬أذربيجان‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬للمنظمة‭ ‬يعد‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬بدعم‭ ‬دور‭ ‬تلك‭ ‬المنظمة‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬للدول‭ ‬الصغرى‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬قضاياها‭ ‬ولكن‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬ذاتها‭ ‬بشكل‭ ‬مؤسسي‭ ‬ومدى‭ ‬الدعم‭ ‬المتاح‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬دولها‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وضرورة‭ ‬اتفاق‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬تحديات‭ ‬بها‭ ‬أولويات‭ ‬وآليات‭ ‬واضحة‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والغاية‭ ‬النهائية‭ ‬هي‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬تعددي‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تعظيم‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬مشتركة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬وثيق‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭.‬ وخلاصة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الحركة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬مهمة‭ ‬ولعبت‭ ‬دوراً‭ ‬أهم،‭ ‬لديها‭ ‬الفرصة‭ ‬للنهوض‭ ‬مجدداً‭ ‬بذلك‭ ‬الدور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آليات‭ ‬جديدة‭ ‬وجهود‭ ‬تكاملية‭ ‬بين‭ ‬دولها‭ ‬وإمكانية‭ ‬ضم‭ ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬تنامي‭ ‬عمل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬عموما‭.‬ {‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية ‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :