يريد أكبر مستثمر في العالم في سوق الأسهم، من شركتي الطاقة « إكسون موبيل» و«شيفرون» بذل المزيد من الجهد لمعالجة أزمة المناخ. أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الذي يمتلك 1.4 تريليون دولار من إجمالي الأصول، يوم الجمعة، أنه سيدعم دعوات لشركات النفط الأميركية لوضع أهداف أكثر صرامة لخفض الانبعاثات. وقال الصندوق إنه سيدعم الاقتراحات التي اقترحتها مجموعة نشطاء المناخ «فولو زيس» في الاجتماعات السنوية لمساهمي الشركات يوم الأربعاء المقبل، وحثت «إكسون موبيل» و«شيفرون» المساهمين على رفض هذه الاقتراحات. دعت «فولو زيس» شركات الطاقة الأميركية وشركات النفط الأوروبية الكبرى مثل «شل» و«بي بي» و«توتال إنرجيز»، إلى وضع أهداف أكثر طموحاً لخفض انبعاثات «النطاق 3» بحلول نهاية العقد، وتشمل هذه الانبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنبعثة عند استخدام منتجاتها، مثل البنزين ووقود الطائرات والغاز الطبيعي. وتقول المجموعة المناخية إن الأهداف المعدّلة من شأنها أن تجعل الشركات تتوافق بشكلٍ أفضل مع اتفاقية باريس للمناخ، والتي تهدف إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية. انبعاثات شركات الطاقة قال مارك فان بال، مؤسس «فولو زيس» لشبكة «CNN»، إن الصندوق النرويجي يتحمل «مسؤولية كبيرة» تجاه تلك الشركات، مضيفاً أن عدم اتخاذه إجراءات مماثلة ضد شركات الطاقة الأوروبية في اجتماعات المساهمين، كان بمثابة مفاجئة. وأضاف «يبدو أنهم يوجّهون رسالة لشركات شل وبي بي وتوتال» مفادها عدم اضطرارها لتقليل الانبعاثات هذا العقد، نتوقع منهم تصحيح هذا الخطأ في العام المقبل». لم يصوّت الصندوق مع النشطاء ضد «بي بي» و«شل» في أحدث اجتماعات المساهمين السنوية، التي عُقدت في أبريل نيسان والأسبوع الماضي على التوالي. لم يشارك الصندوق النرويجي أيضاً في تمرد المساهمين في الاجتماع السنوي لشركة «توتال إنرجيز» في باريس يوم الجمعة، والذي شهد تصويت 30 في المئة لصالح اقتراحات المناخ التي قدّمتها «فولو زيس». تقليص إنتاج النفط والغاز وقالت شركة إكسون موبيل، التي لم تحدد أهداف «النطاق 3»، في رسالة إلى المساهمين الشهر الماضي، إن مثل هذه الأهداف ستشجّع شركات النفط والغاز على بيع أصولها، ما يقلل المعروض من المنتجات «التي يحتاج إليها المجتمع». وأضافت «نحن ملتزمون بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري». وتهدف شركة «شيفرون» إلى تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 5 في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة مقارنة بمستويات عام 2016، وهو هدف يغطي انبعاثات «النطاق 3»، لكنها حثت المساهمين على رفض مقترحات النشطاء البيئيون. وقالت الشركة في خطاب للمساهمين الشهر الماضي إن تنفيذ هذه الاقتراحات «يتطلب تقليص أعمال شيفرون». يمّول صندوق الثروة النرويجي، من عائدات النفط والغاز الهائلة في البلاد، ويملك أسهماً في أكثر من 9 آلاف و200 شركة في 63 دولة، بإجمالي حيازات من الأسهم يبلغ 790 مليار دولار. ويمتلك الصندوق النرويجي 0.86 في المئة من أسهم شركة «شيفرون» وحصة 1.13 في المئة في «إكسون موبيل».
مشاركة :