بدأ التصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في تركيا اليوم (الأحد) حيث يتنافس الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو على الرئاسة. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت جرينتش) وستغلق الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت جرينتش)، حيث من المتوقع ظهور نتائج غير رسمية في حوالي الساعة 9 مساء بالتوقيت المحلي (18:00 بتوقيت جرينتش). وشهدت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 14 مايو إقبالا كثيفا من الناخبين بلغ 86.98 بالمئة حيث توجه ما يقرب من 54 مليون مواطن إلى صناديق الاقتراع، كما أن هناك ما يقرب من 50 ألف ناخب جديد ممن بلغوا سن الـ18 حديثا مؤهلون للتصويت في جولة الإعادة. وفي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حصل الرئيس الحالي أردوغان على 49.52 بالمئة من الأصوات بينما حصل كيليجدار أوغلو على 44.88 بالمئة، في حين حصل المرشح الثالث، السياسي القومي سنان أوغان، على 5.17 بالمئة. وفي غضون ذلك، أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية أن تحالف الشعب بزعامة أردوغان حصل على أغلبية بلغت 323 مقعدا في البرلمان المؤلف من 600 مقعد، بينما حصل تحالف الأمة المكون من ستة أحزاب على 212 مقعدا. وتم حل تحالف ((آتا)) المؤلف من أربعة أحزاب، ومرشحه الرئاسي أوغان، بعد الجولة الأولى، قبل إعلان أوغان تأييده لأردوغان في جولة الإعادة على أساس أن تحالف الرئيس الحالي يتمتع بالأغلبية البرلمانية وأن استمرار رئاسته أمر ضروري للحفاظ على استقرار البلاد. وأعلن أوميت أوزداغ، زعيم حزب النصر، المكون الرئيسي لتحالف ((آتا))، عن دعمه لكيليجدار أوغلو الذي تبنى موقفا أكثر قومية وتشددا بشأن ترحيل ملايين اللاجئين السوريين والأفغان. وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، كان المرشحان الرئيسيان يتنافسان على الأصوات القومية وتعهدا بالتركيز على المشكلات المتعلقة بقضايا اللاجئين حيث أظهرت نتائج الجولة الأولى زيادة في دعم الأحزاب القومية. وأصبح أردوغان، الذي يقود البلاد منذ أن أصبح رئيسا للوزراء عام 2003، أول رئيس تنفيذي لتركيا عام 2018 بعد استفتاء دستوري أجري عام 2017 أدى إلى تغيير النظام البرلماني التركي إلى نظام رئاسي. وجاءت تكاليف المعيشة المرتفعة والتضخم المرتفع وتوابع الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد في أوائل فبراير جنوبي تركيا، في مقدمة جدول أعمال الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات. وعلى الرغم من المشكلات الاقتصادية التي أثرت على مستقبل أردوغان، أظهرت نتائج الجولة الأولى أن أردوغان لا يزال يتمتع بقاعدة سياسية من المخلصين يمكن أن تعيد انتخابه لولاية ثالثة. وتحت قيادته، عززت تركيا وجودها في الشؤون الإقليمية على الرغم من الخلافات مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين بشأن قضايا مثل الصراع في سوريا والتقارب مع روسيا. وفي غضون ذلك، شدد كيليجدار أوغلو لهجته بشأن ترحيل اللاجئين السوريين ووعد بإرسال 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا إلى وطنهم طواعية في غضون عامين. كما تعهد بمحاربة الإرهاب بعد أن اتهمه أردوغان بدعم حزب العمال الكردستاني المحظور. وفي حال انتخابه، تعهد كيليجدار أوغلو بإلغاء النظام الرئاسي وإعادة العمل بنظام الحكم البرلماني. ومع ذلك، بما أن تحالفه لم يؤمن أغلبية في البرلمان في انتخابات 14 مايو، فمن غير المرجح أن تغير المعارضة النظام الإداري للبلاد.
مشاركة :