منذ تسجيل الذهب أعلى مستوى تاريخي مطلع هذا الشهر عند 2080 دولار للأونصة فقد أكثر من 130 دولار وذلك في ظل تغير توقعات الأسواق لأسعار الفائدة الأمريكية بالإضافة إلى الانتعاش في مستويات الدولار. صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد أنه تم وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية سقف الدين الأمريكي البالغ 31.4 تريليون دولار مع رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي لرفع سقف الدين حتى 1 يناير 2025 وأن الاتفاقية جاهزة للذهاب للكونجرس للموافقة عليها. الصفقة سترفع حد الدين لمدة عامين مع وضع سقف للإنفاق خلال تلك الفترة، وتتضمن بعض متطلبات العمل الإضافية وبرامج للفقراء، وسيعمل هذا الاتفاق على تجنيب الاقتصاد الأمريكي كارثة اقتصادية ومالية إذا ما حدث التعثر وفقدت وزارة الخزانة قدرتها على سداد التزامات الحكومة كما سبق وحذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين في أكثر من مناسبة.. انتهاء المخاوف الخاصة بأزمة سقف الدين الأمريكي أنهت من الدعم للذهب الذي يعد الملاذ الآمن في أوقات الأزمات، ولهذا نشهد تداولات ضعيفة اليوم دون وجود علامات على قدرة الذهب على التعافي والارتداد لأعلى، بحسب تحليل فني من منصة جولد بيليون لتداول الذهب. في الوقت نفسه أظهرت بيانات يوم الجمعة أن الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة زاد أكثر من المتوقع في أبريل وأن التضخم تسارع. وهو ما ساعد على ترسخ فكرة استمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، إذا لم نشهد رفع جديد في الفائدة. توقعات الأسواق لمسار الفائدة أصبح يظهر احتمال بنسبة 65.3% أن نشهد رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع يونيو القادم، ويجدر القول أن هذا الاحتمال كان بنسبة 17.4% قبل أسبوع، وساعد هذا على انتعاش الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال الفترة الماضية ليسجل أعلى مستوى منذ شهرين ونص بعد ارتفاع لثلاثة أسابيع متتالية وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية. ويتداول مؤشر الدولار اليوم على تراجع طفيف بنسبة 0.1% بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين ونصف التي سجلها نهاية الأسبوع الماضي، ويعمل هذا السيناريو على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب وذلك في منذ كون المعدن النفيس سلع تسعر بالدولار ما يخلق علاقة عكسية بينهما، هذا بالإضافة إلى توقعات رفع الفائدة الأمريكية التي تقلل من الطلب على الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات الأمريكية التي تقدم عائد يرتفع بارتفاع أسعار الفائدة. أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 23 مايو، انخفاض الطلب على عقود شراء الذهب مقارنة مع التقرير السابق بمقدار 19101 عقد بينما انخفض الطلب على عقود بيع الذهب أيضاً مقارنة مع التقرير السابق بواقع 19 عقد. اظهر التقرير أيضاً ارتفاع إجمالي قرارات التداول على عقود شراء الذهب إلى 261 أمر تداول بينما وصلت أوامر شراء عقود بيع الذهب إلى 179 أمر تداول، البيانات المتأخرة الصادرة عن تقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر استمرار تزايد انخفاض الطلب على عقود الشراء وهو ما يعكس التراجع الأخير في أسعار الذهب بسبب التوقعات أن أسعار الفائدة ستعود إلى الارتفاع من جديد. وقد انعكس هذا بالسلب أيضاً على أداء صناديق الاستثمار العاملة في الذهب، والتي شهدت موجة الهبوط استمرت 3 أسابيع متتالية بسبب ضعف أسعار الذهب العالمي بالإضافة إلى خروج استثمارات من الصناديق لصالح السندات الحكومية الأمريكية. صندوق SPDR الاستثماري في المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق للذهب في العالمي بإجمالي أصول تصل إلى 60 مليار دولار شهد انخفاض بنسبة 1.3% خلال الأسبوع الماضي مسجلاً أدنى مستوى منذ 9 أسابيع. يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقع كلمتك عبر جوجل نيوز
مشاركة :