تواصلت مساء يوم الأحد الماضي بالمركز الثقافي في دبا الحصن، فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان المسرح الثنائي» الذي تقيمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة. واستهلت أنشطة اليوم الثالث للمهرجان عند الخامسة مساء بالجلسة الختامية لـ«ملتقى الشارقة الثامن عشر للمسرح العربي»، الذي جاء هذا العام تحت عنوان «المسرح والموسيقى»، وأدارها عبد الله راشد (الإمارات)، وجاءت أولى مداخلاتها تحت عنوان «الموسيقى في المسرح العربي.. أي حضور» للفنان المغربي رشيد برومي، الذي سجل جملة من الملاحظات النقدية حول طرق استخدام الموسيقى في تجارب المسرح العربي، أكانت حية تلك الموسيقى أم مسجلة، بآلة واحدة أم بمجموعة آلات، بمقامات شرقية أم بسواها؛ مشيراً إلى أن الموسيقى استخدمت في العروض المسرحية العربية بمعظمها على نحو تزييني لا علاقة له بالخط الدرامي والهوية الفنية للعمل المسرحي. وتطرق إلى بعض النماذج البارزة في ما يعرف بـ «المسرح الغنائي» في مصر ولبنان والمغرب، وقال إنها أقرب إلى حقل الموسيقى منها إلى المسرح. تجربة شخصية وتحت عنوان «أبو الفنون والموسيقى.. مسرحية تقاسيم على العنبر نموذجاً» استعرض الباحث رعد خلف تجربته الشخصية في تأليف المادة الموسيقية المصاحبة للمسرحية التي أخرجها جواد الأسدي، مفصلاً منهجه في إعداد الموسيقى، بداية من مرحلة البروفات، وصولاً إلى تقديم العرض بشكله النهائي. واستمع الحضور لبعض القطع التي ألفها خلف لتشكيل الجانب العاطفي والأثر التعبيري للعرض المأخوذ عن قصة «العنبر رقم 6» للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف، ويحكي قصة مجموعة من الفنانين والمفكرين حجزوا في مصح عقلي. إمكانات إنتاجية وعن التحديات المادية والتقنية التي تنهض أمام أي محاولة لصناعة عرض مسرحي موسيقي، تحدث المخرج المصري هاني عفيفي في مداخلته المعنونة بـ«المسرح والموسيقى.. الإشراقات والتحديات»، منطلقاً من تجربته الشخصية، وذكر أن الإمكانات الإنتاجية لكل عرض مسرحي هي التي تفرض نوع وحجم الدور الذي يستعان فيه بالموسيقى، مشيراً إلى أن التحدي الإنتاجي «يظل حاجزاً أمام الفرق الصغيرة والإنتاجات محدودة التكلفة في توفير مؤلف موسيقي للعرض، وما يتبعه من توظيف عازفين لكل ليلة عرض، أو تكاليف التسجيل والميكساج والمونتاج». أما التحدي التقني الأكبر في توظيف الموسيقى الحية مسرحياً فيتمثل في «الهندسة الصوتية ومراعاة حسابات السعة الاستيعابية لعدد المتفرجين، وإمكانيات وصول الصوت بوضوح وأريحية إلى كل متفرج، لا سيما مع قلة المسارح التي تحتوي على حفرة موسيقيين، وتنوع صالات العرض التي يعرض بها العرض خلال الفعاليات المختلفة..». تجارب مسرحية وفي المداخلة الأخيرة التي جاءت تحت عنوان «الموسيقى وأسئلة التأصيل والتحديث في المسرح العربي- المغرب نموذجاً»، استعرض المغربي عبد المجيد فنيش تجارب بعض المسرحيين في بلده، الذين عمدوا إلى توظيف الموسيقى التقليدية بألحانها وآلاتها لصياغة هوية محلية لعروضهم المسرحية، مشيراً إلى أن للسلم الموسيقي الشرقي خصوصيته التي يجب التنبه إليها عند استثمار الموسيقى مسرحياً. وفي ختام الملتقى قدم أحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة مدير المهرجان، شهادات شكر وتقدير للمشاركين فيه. نافذة وشمعة وفي برنامج العروض، شهد الجمهور المسرحية المصرية «النافذة» للمخرج محمد مرسي، أداء إسلام عبد الشفيع ورضوى حسن، وفي المسرحية التي كتب نصها البولندي ايرينيوش ايريدينسكي، ينتبه «الزوج» فجأة لوميض عود ثقاب في نافذة البيت المجاور الذي يعلم أنه يخلو من الناس، فيبقى متسمراً في مكانه ينتظر ومضة ثانية، تنزعج «الزوجة» من شرود زوجها ومكوثه لأيام جوار النافذة، وتبدأ في طرح الأسئلة عليه عما يشغله وما يتطلع إليه، لكنه يظل مركزاً بصره في مواجهة النافذة في حالة من الجمود، وترتاب الزوجة وتغضب، قبل أن تعلم أن زوجها ينتظر بأمل أن يتكرر وميض عود الثقاب في عتمة البيت المجاور لبيتهما. عرض وبرنامج وفي الندوة النقدية حول العرض التي أدارها الناقد المصري د.عصام الدين أبو العلا، ذكر أن نص المسرحية كتب في الأساس ليقدم في الإذاعة، وأشاد بعض المتحدثين بسينوغرافيا العرض وأداء الممثلين. وفي البرنامج التدريبي لليوم الثالث نظم المهرجان ورشة تدريبية بعنوان «مبادئ الإخراج في المسرح المدرسي»، أشرف عليها المسرحي المغربي سفيان المسعودي. وأقامت إدارة المهرجان حفل عشاء للضيوف في مقر إقامتهم، بحضور أحمد بو رحيمة الذي شكر لهم حضورهم ومشاركتهم الفاعلة، وقدم لهم شهادات تقديرية ودرع المهرجان. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :