القاهرة 29 مايو 2023 (شينخوا) بحث المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، خلال لقائه بالقاهرة اليوم (الاثنين)، مع كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، سبل التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح، من خلال مقاربة شاملة، تستهدف جذور الأزمات المتعلقة بتحديات تسوية النزاعات، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، والتنمية المستدامة الشاملة. كما بحث المسئول الأممي الجهود التي تقوم بها مصر في استقبال النازحين السودانيين الفارين من الأوضاع الأمنية هناك، وكيفية مساعدة مصر على مواجهة هذه التحديات خاصة مع استضافتها لملايين اللاجئين من مختلف الجنسيات. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، في بيان على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك))، إن الرئيس السيسي ثمن خلال لقائه مع غراندي علاقة التعاون الممتدة منذ عقود بين مصر ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والجهود التي تبذلها المفوضية على الصعيد الدولي في ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين. وأكد الرئيس المصري أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح من خلال مقاربة شاملة، تستهدف جذور الأزمات المتعلقة بتحديات تسوية النزاعات، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، والتنمية المستدامة الشاملة. من جانبه، أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين حرص المفوضية على تعزيز التعاون مع مصر، مشيرا إلى محورية الدور المصري على المستويين الإقليمي والدولي في هذا الإطار، ومعربا عن تقدير المفوضية للجهود التي تقوم بها مصر لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين من جنسيات مختلفة. وأشار في هذا السياق، إلى الزيارة التي قام بها للمعابر على الحدود المصرية السودانية، والتي لمس خلالها الجهد الهائل الذي تقوم به الجهات المصرية المعنية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصري، لمساعدة الوافدين سواء من السودانيين أو الجنسيات المختلفة. وشدد المسئول الأممي على أنه يتعين على المجتمع الدولي والجهات المانحة تقديم يد العون للدول المستضيفة للاجئين والمتأثرة بحالات النزوح البشري. كما التقى المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات الخاصة بقضايا اللاجئين في الدول العربية. وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة، إن أبو الغيط استمع باهتمام لعرض قدمه المسئول الأممي لأوضاع اللاجئين في المنطقة العربية وبشكل خاص عن السودانيين الذين هجروا السودان عقب اندلاع المواجهات المسلحة. وأوضح أن اللقاء تطرق الي زيارة المفوض العام للحدود المصرية - السودانية ومعبر قسطل الذي يمثل البوابة الرئيسية لعبور اللاجئين السودانيين إلى مصر، وما شهده من تعاون من السلطات المصرية في التعامل مع تدفقات اللاجئين السودانيين الذين تجاوز عددهم 160 ألفا منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في منتصف شهر أبريل الماضي. وأوضح أبو الغيط خلال اللقاء أهمية دعم المفوضية للدول التي تقوم باستقبال اللاجئين، لا سيما مع عدم وضوح الموقف في السودان، مؤكدا أن وقف إطلاق نار مستدام يمثل الخطوة الأولى الضرورية لوقف معاناة المدنيين، وتمكين المنظمات الإغاثية من التعامل على نحو أكثر نجاعة مع أوضاع اللاجئين. وتناول اللقاء كذلك أوضاع اللاجئين السوريين في مختلف الدول العربية وبشكل خاص في دولتي لبنان والأردن اللتين تحملتا العبء الأكبر للنزوح السوري في المنطقة العربية، وضرورة العمل بجدية لتفعيل مسارٍ يضمن عودتهم الطوعية والكريمة إلى بلادهم وذلك بالتعاون مع الحكومة السورية على نحو ما تضمنه القرار الصادر عن القمة العربية الأخيرة في جدة. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في ختام زيارته الرسمية لمصر والتي استغرقت ثلاثة أيام، "إن الدعوة الأولية التي أطلقها سكرتير عام الأمم المتحدة كخطة إقليمية لحشد تمويل قدره 470 مليون دولار لدعم السودان ودول الجوار بشكل عاجل، كان منها 114 مليون دولار تخصص لمصر لدعم الاستجابة خلال الستة أشهر القادمة". وذكرت وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) المصرية، أن غراندي أشار خلال مؤتمره الصحفي، إلى أن الحكومة المصرية أبلغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بضرورة الأخذ في الاعتبار أهمية توفير دعم لمواجهة تدفق نحو 350 ألف شخص إلى مصر. وشدد على أن المجتمع الدولي لا يجب أن يترك مصر وحدها في مواجهة تدفق اللاجئين من الجنوب، فضلا عن ضرورة دعمها سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية أو الخدمات من تعليم وصحة وحماية وخلافه، معربا عن تفهمه لقلق الجانب المصري إزاء الأعباء الاقتصادية والضغط على الخدمات والإجراءات الأمنية اللازمة لمواجهة تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة على جنوب مصر، داعيا الحكومة المصرية إلى الأخذ في الحسبان الاعتبارات الإنسانية. ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن فرار مئات الألاف من المواطنين إلى دول الجوار.
مشاركة :