هل يستطيع بوكيتينو إخراج تشيلسي من محنته وإحداث نهضة سريعة؟

  • 5/29/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد تشيلسي الإنجليزي أمس تعاقده رسمياً مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، بحثاً عن نهضة سريعة من كبوته. ووافق بوكيتينو (51 عاماً) على عقد لعامين، مع خيار التجديد لعام إضافي، ليعود إلى الدوري الإنجليزي لكرة القدم بعد 4 سنوات من إقالته من تدريب الفريق اللندني الآخر توتنهام. وقال لورنس ستيوارت وبول وينستانلي مديرا الكرة في تشيلسي: «خبرة ماوريسيو ومعايير التميز لديه وقدراته القيادية وشخصيته، ستساعد تشيلسي في المضي قدماً. هو مدرب ناجح، عمل على أعلى المستويات، في مسابقات دوري متعددة ولغات متعددة». وأضافا: «نهجه التكتيكي والتزامه بالتطوير جعلا منه مرشحاً استثنائياً. إنه مدرب يبحث عن الفوز، خططه التكتيكية والتزامه بالتطوير جعلا منه الرجل المفضل لنا». وعاش تشيلسي موسماً كارثياً، هو الأول تحت إشراف الملاك الجدد، ليحتل المركز الثاني عشر في الدوري بفارق 45 نقطة عن مانشستر سيتي البطل. استثمر رجل الأعمال الأميركي تود بوهلي وصندوق استثمار «كليرلايك» أكثر من 600 مليون يورو في سوق الانتقالات خلال الصيف الماضي ومطلع العام الحالي؛ لكن هذه الاستثمارات التي شملت بشكل أساسي اللاعبين الشباب والواعدين، لم تؤتِ ثمارها. كما قرّر بوهلي إقالة المدرب الألماني توماس توخيل بعد 7 مباريات فقط من بداية الموسم، عندما كان النادي يحتل المركز السادس، وعيّن غراهام بوتر من برايتون، وهو مدرب اعتُبر أيضاً واعداً؛ لكن من دون خبرة في نادٍ بمكانة تشيلسي. وعُيّن بوتر في مشروع طويل الأجل؛ لكنه أقيل في أوائل أبريل (نيسان)، فأتى أسطورة النادي فرانك لامبارد للمرة الثانية وبشكل مؤقت، ولم يفلح في انتشال الفريق من عثراته بل زاد الأمر سوءاً؛ حيث لم يحقق الفريق سوى انتصار واحد خلال 13 مباراة تحت قيادته. وسيكون بوكيتينو سادس مدرب دائم لتشيلسي خلال 5 سنوات، وسيعود للعمل بعد عام كامل بعيداً عن كرة القدم، منذ رحيله عن باريس سان جيرمان الفرنسي الصيف الماضي. وحقق بوكيتينو مع توتنهام -الغريم اللندني لتشيلسي- نتائج جيدة في الفترة التي قضاها معه، إذ أنهى «سبيرز» الدوري في المراكز الأربعة الأولى 4 مرات من أصل 5 مواسم، مقابل مرتين فقط في 24 موسماً قبل وصوله. كما قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 عندما خسر أمام ليفربول. وعلى الرغم من فشله في إنهاء جفاف توتنهام عن الألقاب منذ عام 2008، فإن بوكيتينو حظي دائماً بإعجاب لاعبيه؛ خصوصاً القائد والهداف هاري كين الذي تحسر مؤخراً على التغيير في ثقافة النادي منذ رحيل الأرجنتيني. وقاد بوكيتينو سان جيرمان للفوز بلقب الدوري في موسمه الثاني؛ لكنه رحل بعد فشله في إحداث تأثير في دوري أبطال أوروبا. وسيكون على بوكيتينو مهمة صعبة لتصحيح الوضع المزري الذي وصل إليه فريق تشيلسي؛ لكن ما قد يكون مشجعاً هو التشكيلة المتاحة أمامه وتعج بالنجوم الواعدة إذا نجح في الاستفادة من قدراتها، وأن هناك تشابهاً بين ما يحدث في تشيلسي الآن وبين ما حدث عندما تم تعيينه مديراً فنياً لتوتنهام في مايو (أيار) 2014، بعد 18 شهراً قضاها على رأس القيادة الفنية لساوثهامبتون. في ذلك الوقت، كان توتنهام يبدو منهاراً تماماً بعد نهاية ولاية المدير الفني الإنجليزي تيم شيروود، والثقة في إعادة بناء الفريق وصلت إلى الحضيض. من المؤكد أن وجود بوكيتينو الحازم في تشيلسي سيكون بكامل الصلاحيات لاستبعاد اللاعبين الذين لا يقومون بوظائفهم كما ينبغي داخل المستطيل الأخضر، وسيضخ دماء جديدة في صفوف الفريق، وكذلك سيقنع اللاعبين المميزين الذين يرغبون في الرحيل بالبقاء. لقد بذل بوكيتينو مجهوداً استثنائياً من أجل رفع لياقة لاعبي توتنهام وزيادة ثقتهم في أنفسهم؛ لكن تجب الإشارة إلى أن تشيلسي يمتلك أدوات ولاعبين أفضل مما كان عليه الوضع في «سبيرز»، على الرغم من المركز السيئ الذي أنهوا به الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان لامبارد قد اعترف بعد التعادل 1-1 أمام نيوكاسل في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي، بأن المعايير والطموحات تراجعت منذ توليه مهمة قيادة تشيلسي، بعدما فشل في تحقيق أي فوز على ملعبه «ستامفورد بريدج» منذ توليه المسؤولية. وقال لامبارد: «أدركت مبكراً أن الفريق يفتقد للقيادة، المعايير انخفضت بشكل جماعي، يمكنني أن أكون صريحاً في ذلك الأمر بعد مباراتي الأخيرة... يجب أن تكون المعايير في تشيلسي في أفضل أحوالها، وإلا فلن تكون قادراً على المنافسة بشكل كافٍ، أو لن تكون قادراً على اللعب في مستوى عالٍ مثلما يحدث في الدوري الإنجليزي». وأضاف: «يجب على الجميع التحلي بالمسؤولية، اللاعبين وإدارة النادي على حد سواء. أتمنى أن ينجح بوكيتينو في تصحيح الأوضاع».

مشاركة :