أبدى الاتحاد الإفريقي استنكاره وأسفه الشديدين لما آلت إليه الأوضاع في السودان، الناتجة عن الصراع الدامي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على حساب المدنيين. وتفصيلاً، دان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بشدة النزاع العبثي وغير المبرر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ودعا في بيان صدر عقب اجتماعه بشأن الوضع في السودان إلى وقف فوري لإطلاق النار دون أي شروط مسبقة، ووقف تعبئة ونقل التعزيزات، والانسحاب من المواقع المتفق عليها من أجل إنهاء معاناة الشعب السوداني، وتبني حل سلمي. وشدد على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واستئناف عملية الانتقال السياسي نحو حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية، مؤكدًا أنه لا مجال لأي حل عسكري دائم لهذا النزاع؛ لأن الحوار والمصالحة الحقيقية فقط سيكونان مفيدين للسودان ومنطقة القرن الإفريقي برمتها. واعتمد مجلس السلم والأمن خارطة طريق الاتحاد الإفريقي لحل النزاع في السودان بهدف إسكات البنادق في هذا البلد، داعيًا الأطراف السودانية والمجتمع الدولي إلى دعم تنفيذ خارطة الطريق. كما شدد المجلس على الأهمية القصوى لعملية سلام موحدة وشاملة من أجل السودان، يتم تنسيقها تحت الرعاية المشتركة للاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وباقي الشركاء الذين يتقاسمون الأفكار نفسها. وأشاد مجلس السلم والأمن الإفريقي في هذا الصدد بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الإفريقي حتى الآن، ولاسيما إحداث الآلية الموسعة بشأن السودان ومجموعتها المركزية من قبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عقب اجتماع 20 إبريل 2023، بصفتها منصة شاملة للمؤسسات والفاعلين الإقليميين والعالميين، بهدف ضمان انخراط أوسع وأفضل تنسيقًا داخل المجتمع الدولي، وتعزيز التوافق السياسي، وتوفير دعم جماعي عالمي للسودان.. مشددًا على ضرورة مواصلة الاتحاد الإفريقي التنسيق الفعال لأنشطة الآلية الموسعة حول النزاع في السودان. وأشار المجلس إلى أنه وافق في هذا السياق على مبادرة الرئيس الرامية إلى إرسال مبعوثين إلى الدول المجاورة للسودان ومنطقة القرن الإفريقي؛ بهدف تعزيز البحث عن مقاربة مشتركة لإيجاد حل دائم للأزمة متعددة الأبعاد في السودان. كما رحب المجلس بالتوقيع على إعلان الالتزام بحماية المدنيين السودانيين واتفاقية وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على التوالي في 11 و20 مايو 2023 بمدينة جدة. وحث أطراف النزاع الجاري على ضمان التنفيذ الكامل للاتفاقية الموقعة في جدة بشأن وقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية؛ وذلك من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها بشكل عاجل. وشدد المجلس على ضرورة الاستعادة الفورية للخدمات العامة الأساسية في جميع المناطق المتضررة من النزاع الحالي، بما في ذلك خدمات الماء والصحة والكهرباء والاتصالات والبنوك والتعليم.. داعيًا في هذا الصدد المؤسسات المالية الدولية إلى رفع القيود المفروضة على التحويلات المالية الإلكترونية إلى السودان بشكل عاجل.
مشاركة :