من قلبي سلام لبيروت

  • 2/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن لبنان في يوم إلا عربيا رغم اختلاف الديانات والطوائف ومنابع الثقافات، ولم يكن لبنان في يوم إلا عربيا عبر كل مراحله وكل أزماته السابقة، لكن كان ذلك عندما كان لبنان مليئا بالزعامات. زعامات السياسة، والأدب، والثقافة، والفكر، والفن. السياسي اللبناني كان عربيا حتى النخاع بغض النظر لأي طائفة ينتمي. وثيقة الاجتماع الأول للزعماء العرب في القاهرة تحمل توقيع الرئيس بشارة الخوري، وكان من بنود وتوصيات تلك الوثيقة حماية مقدرات وحرية وكرامة الأوطان العربية والحفاظ على الوشائج والعرى العربية. المفكر اللبناني كتب عن كل بلدان العرب، والمثقف اللبناني خدم كل الثقافة العربية في أي قطر عربي. والفنان اللبناني استقطب كل الوجدان العربي. فيروز اللبنانية العظيمة هي التي غنت لمصر والعراق والشام والقدس وغير بلد عربي آخر، ولبنان هو الذي جمع الشاعر سعيد عقل بصوتها لتغني لمكة، نعيد ونكرر أن كل ذلك حدث في زمن الزعامات والقامات الكبيرة وليس في زمن الصغار الذين تخرجوا من جامعة الحرب الأهلية وأصبحوا تجار حرب، سلعتهم هي لبنان بكل تأريخه. وعند الحديث عن المملكة ولبنان فليس هؤلاء الحاضرون في المشهد اللبناني الآن هم الشهود الصادقون على مواقف المملكة معه، بل التأريخ وشعب لبنان الذي أفقره وأذله تجار السياسة في لبنان، الذين سلموا عروبته ومجده لحساباتهم البنكية، بعد أن أصبحت عمامة الضاحية تدير لبنان وتتحكم فيه، وتدير سياسته عبر أحجار شطرنج محسوبين عبثا على تأريخ لبنان السياسي، وبينهم للأسف حتى المحسوبين على أنهم ينحدرون من زعامات كان للمملكة تأريخ معها، ولها تأريخ مع المملكة، من يصدق أن ابن «صائب سلام» يتلكأ في تصحيح موقف مخز لوزير محسوب على حكومته بتبرير يخجل من قوله حتى سياسي تحت التمرين. ومن يصدق أنه حتى المحسوبين على أنهم من «عيالنا» سقطوا أو أوشكوا على السقوط في أدق اختبارات الوفاء. من يصدق أن لبنان الذي لم تجعله المملكة يسقط في أحلك الظروف يقود مواقفه السياسية اليوم ضد المملكة بعض المحسوبين «رسميا» عليه. حسنا. الكل يعرف أنه لم يعد في الأمر الآن مجاملات في مواقف تأريخية كارثية، وسنظل نحبك يا لبنان، وسنعود إليك كما عهدتنا عندما تتخلص من المافيا التي تتاجر بك، وتعود إلى عروبتك الزاهية.

مشاركة :