وضع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب -الجمهوري- كيفن مكارثي اللمسات الأخيرة على صفقة لرفع سقف ديون البلاد، وذلك قبل أيام قليلة من أول تخلف محتمل عن السداد للحكومة الأمريكية، وتشمل تسوية سقف الديون، تخفيضات في الإنفاق، والتي تخاطر بإغضاب بعض المشرعين لأنها تعد كتنازلات من إدارة بايدن لتمرير الصفقة. من هذا المنطلق ركزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" على ما أسمته بـ"الثمن الذي دفعه بايدن لتمرير الصفقة. وقالت "فايننشال تايمز"، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إن تسوية سقف الديون لم تكن لتأتي دون أن يقدم بايدن بعض التنازلات، وكذلك فريق مكاثي، لكن الرئيس الأمريكي كان محط الأنظار أكثر، لأنه سبق ورفض بإصرار التنازل، وهو ما لم يتم الإلتزام به. وستحدد الأيام المقبلة ما إذا كانت واشنطن قادرة مرة أخرى على تجنب التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة بصعوبة، كما فعلت مرات عديدة من قبل، أو ما إذا كان الاقتصاد العالمي سيدخل في أزمة محتملة بسببها. ويمكن أن يؤدي التخلف عن السداد في الولايات المتحدة إلى تحطيم سوق ديون الخزانة التي تبلغ قيمتها 24 تريليون دولار، ما يؤدي إلى تجميد الأسواق المالية وإحداث أزمة مالية دولية. وفي الولايات المتحدة يقول المحللون إن ملايين الوظائف ستختفي، وسترتفع معدلات الاقتراض والبطالة، وقد يؤدي هبوط سوق الأسهم إلى القضاء على تريليونات الدولارات من ثروات الأسر. وحاول مكارثي والمفاوضون معه تصوير الصفقة على أنها تقدم للجمهوريين على الرغم من أنها لم ترق إلى مستوى التخفيضات الكاسحة في الإنفاق التي سعوا إليها. وكان كبار المسؤولين في البيت الأبيض يتصلون بالمشرعين الديمقراطيين لمحاولة حشد الدعم خلف الاتفاق. وقال مكارثي للصحفيين في الكابيتول إن الاتفاقية "لا تحصل على كل ما يريده الجميع" ، لكن كان ذلك متوقعًا في حكومة منقسمة. وقال بايدن إن الاتفاقية "تمثل حلا وسطا، ما يعني أنه لن يحصل كل شخص على ما يريد. وستكون هناك حاجة إلى دعم من كلا الحزبين لكسب موافقة الكونجرس، قبل أن تتخلف الحكومة عن سداد ديون الولايات المتحدة في 5 يونيو. ومن الأمور المركزية في التسوية أن صفقة الميزانية ستستمر لمدة عامين، ومن شأنها إبقاء الإنفاق ثابتًا لعام 2024 وزيادته بنسبة 1٪ لعام 2025 مقابل رفع حد الدين لمدة عامين. وسعى الجمهوريون جاهدين للتوصل إلى صفقة لفرض متطلبات عمل أكثر صرامة على متلقي المساعدات الحكومية، وحقق الجمهوريون بعضًا وليس كل ما أرادوه. سترفع الاتفاقية سن مساعدات العمل الحالية للبالغين الأصحاء من 49 إلى 54 بدون أطفال. من جانبها قالت صحيفة "جلوبال تايمز" العالمية إن محادثات سقف الديون بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي بثت أخيرًا شعاع أمل، بعدما توصل الجانبين إلى اتفاق "من حيث المبدأ" قبل يومين فقط من توقع أكبر تخلف للاقتصاد الأول في العالم. ختاماً، اعتبر خبراء أن ما حدث يقلص مصداقية حكومة الولايات المتحدة، والتي بدورها ستدفع المزيد والمزيد من الاقتصادات إلى التحول إلى عملات البلدان ذات الائتمان الأكثر استقرارًا، مثل اليوان الصيني.
مشاركة :