تغير إيقاع العصر، وتغيرت متطلبات المكفوفين والصم، فإذا كانوا في السابق يحتاجون لعصا يستدلون بها على الطريق، فهم اليوم بحاجة إلى أدوات حديثة يتعاملون بها مع التقنيات المتطورة، التي أصبحت أمرا ضروريا في حياة المكفوفين كما هي مهمة في حياة الأصحاء. فاقتناء جهاز «برايل سينس» هو حلم كل مكفوف يعيش بيننا، ولكن تقف الظروف المادية عند تحقيق الحلم الأكبر بالنسبة لهذه الفئة، حيث يتجاوز سعره 20 ألف ريال، رغم أنه يضيف الشيء الكثير لهم. المفكرة الإلكترونية المعربة هو جهاز إلكتروني يجمع بين النطق الواضح وخلايا برايل الإلكترونية الـ18، ومزودة بمفاتيح إدخال بنظام «بيركنز» و«برايل سينس أونهاند» تقوم مقام القلم والكتاب والمصحف، وتساعد المكفوفين لتصفح شاشة الهاتف الذكي، والحاسوب الشخصي، ومزودة بنظام الخرائط الإلكترونية.. ويمكن للمكفوف من خلالها أن يتواصل مع العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجد إقبالا من مستخدمي النت. الكفيف يوسف الحازمي (معلم اللغة الإنجليزية) يحلم بالدخول إلى عالم التواصل الاجتماعي، ولكن قيمته الباهضة حرمته من اقتنائه. ويتمسك الحازمي بالكثير من الآمال على أن تتحرك الجهات المختصة لتوفير هذا الجهاز وغيره من الأجهزة المتطورة للمكفوفين الطلاب والمعلمين لتعينهم على إكمال مراحلهم التعليمية، وتفتح لهم آفاقا جديدة وتقرب العالم بين كفيه. علما بأن الكفيف الحازمي يتغلب على إعاقته ويمارس حياته وربما أفضل من المبصرين، إلا أن ثمة معوقات تعترض حياته وهي خارجة عن إرادته. ويشير إلى أن الشاب الطموح يسعى إلى مواكبة التطورات التقنية التي يشهدها العالم اليوم، وهو قادر على تحقيقها بجدارة وإرادة، إلا أن المفتاح الذي يمهد له الطريق إلى عالم التقنية والتواصل الاجتماعي الذي أصبح ضرورة في عصرنا اليوم باهظ الثمن.