أكد صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أهمية الورشة العالمية للمواد المتقدمة، التي تنظمها رأس الخيمة وتستضيفها سنوياً، والدور الحيوي للنتائج، التي تمخضت عنها في الأعوام الماضية، وقيمة الأبحاث العلمية، التي طرحتها الدورات السبع الماضية من الورشة المتخصصة، مشدداً على أن رأس الخيمة تعمل على تعزيز التنمية المستدامة والشاملة بناء على أسس علمية. قال صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، خلال افتتاحه الدورة الثامنة من الورشة الدولية للمواد المتقدمة 2016، في قاعة الحمرا للمؤتمرات، في قرية الحمرا السياحية في رأس الخيمة، صباح أمس: إن حكومة رأس الخيمة تعلق آمالاً كبيرة على مركز رأس الخيمة للمواد المتقدمة، الذي ينظم الورشة للعام الثامن على التوالي، في أن يشكل نقطة تحول للتنمية والتحديث والازدهار في رأس الخيمة والدولة إجمالاً. ورأى سموّه، أن مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة مؤهل لأن يحدث نقلات نوعية وجذرية في قطاعات دعم البيئة وحمايتها، والطاقة، والصحة، وهي المحاور الثلاثة، التي تركز عليها الدورة الثامنة من الورشة العالمية للمواد المتقدمة في الإمارة، في ظل ما شهدته الإمارات والعالم من تحولات تاريخية كبيرة وواسعة، خلال الستين عاما الماضية، في حقول التكنولوجيا والاتصالات ومختلف القطاعات الحيوية. وأوضح سموّه أن مركز رأس الخيمة للمواد المتقدمة، الذي أسّس في أكتوبر 2007، لا مقرّ له حالياً في رأس الخيمة، بل يستثمر علمياً وبحثياً في مركز متخصص في المواد المتقدمة، مقره الهند، بولاية بنغالور، يتضمن مختبراً علمياً متخصصاً في هذا المجال الحيوي، يحمل اسم مختبر الشيخ صقر. وقال البروفسور أنتوني تشيثام، رئيس مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة، وهو من قسم علوم المواد في جامعة كامبردج البريطانية العريقة، ورئيس المجلس الاستشاري العلمي للمركز، الذي يتألف من نخبة من الأسماء العالمية المتخصصة في المواد المتقدمة: إن الورشة العلمية، في دورتها الجديدة، تشهد أكبر مشاركة للباحثين والعلماء والطلبة الإماراتيين المتخصصين، منذ انطلاقتها، بواقع 60 مواطناً، من مختلف التخصّصات العلمية ذات الصلة بمحور المواد المتقدمة، كالكيمياء والفيزياء والهندسة الكيميائية، بينهم طلبة من الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة. وأكد د. تشيثام استعداد المركز لابتعاث الطلبة والباحثين الإماراتيين وسواهم إلى مختبر الشيخ صقر للمواد المتقدمة في الهند، للدراسة وإجراء البحوث المتخصصة في هذا الحقل البالغ الأهمية. وسبق للمركز على مدار دوراته الثلاث الماضية، أن أرسل اثنين من الجامعة الأمريكية، و8 باحثين متخصصين من دول الخليج العربي ومصر، موضحاً أن الابتعاث يتطلب توافر الرغبة الكاملة، ومؤهلات عملية وبحثية خاصة لدى المبتعث. وقال: إن المركز يعمل على إيجاد حلول لتنقية الهواء ونظافته، وإنتاج طاقة نظيفة ومتجددة من أشعة الشمس، ما يقلل انبعاث الكربون في الهواء. يشارك في الورشة الدولية نخبة من العلماء المتخصصين في النانو تكنولوجي والمواد المتقدمة في العالم، وتتواصل من 21 حتى 23 فبراير الحالي. ويرتبط الحدث العلمي العالمي بمختبر الشيخ صقر، الذي أنشئ في بنغالور بالهند عام 2013، ضمن مركز جواهر نهرو للأبحاث العلمية المتقدمة، بناء على تعليمات وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، فيما يؤدي الباحثون المشاركون من المختبر دوراً أساسياً في ورشة 2016. وقال تشيثام: إن المواد المتقدمة هي مواد محددة، تجمع مع بعضها، وتنتج من تراكيب خاصة، وتدخل في صناعة وإنتاج الأجهزة والمنتجات المختلفة، كالسيارات، والبطاريات، ونظم الاستدلال الحديثة والخرائط الإلكترونية جي بي إس، ووسائل الاتصال، ومواد البناء الحديثة، كالخرسانة والزجاج، والمواد المتطورة، التي تدعم تشغيل الخلايا الشمسية، والمحولات وأجهزة الكمبيوتر التقليدية والمحمولة اللاب توب، والهواتف المتحركة والأجهزة الذكية، والتلفزيونات، والمايكرويف، والحمامات، والشاور، وسواها. مليار دولار حجم الإنفاق علىالمواد المتقدمة في العالم سنوياً ولفت تشيثام إلى أن حجم الإنفاق على أبحاث وصناعة المواد المتقدمة في العالم سنوياً يفوق المليار دولار، وهو ما يشمل شركات القطاع الخاص في العالم، والحكومات، والجامعات ومراكز الأبحاث وسواها. يحضر الورشة في دورة العام الحالي 7 من علماء الجمعية الملكية المرموقة في بريطانيا، منهم البروفيسور سي إن آر راو، وهو واحد من 45 شخصا في العالم حاصلين على تكريم بهارات راتنا، التي تمثل أعلى جائزة مدنية في الهند، والبروفيسورة ميلي دريسلهوز، والبروفيسور مايكل إل. كلين، من جامعة تمبل، والبروفيسور ريتشارد. إش. فريند، من جامعة كامبريدج، والبروفيسور محمد سامي الشال، من جامعة فيرجينيا كومونويلث، و140 باحثا من 21 دولة يشاركون في حلقات العمل. وبحسب د. تشيثام، نطلق مركز رأس الخيمة للمواد المتقدمة رسمياً في أكتوبر 2007 بناء على دعم وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ سعود بن صقر القاسمي، ويتألف من المجلس الاستشاري العلمي، على مستوى عالمي. ويتضمن جدول أعمال الورشة 21 جلسة نقاش، تديرها نخبة من العلماء والباحثين العالميين في مجال المواد المتقدمة، وتبحث في تطوير أشكال نظيفة ومتجددة للطاقة، وطب النانو لتحسين التشخيص والعلاج، وبيئة نظيفة لحياة صحية. ويتخلل الورشة 9 محادثات قصيرة من طلبة الدكتوراه والباحثين الشباب، ما بعد الدكتوراه، ومحاضرتان رئيسيتان تعرض 77 ملخصاً. ومن المتوقع أن تسهم الورشة الدولية الثامنة للمواد المتقدمة في تعزيز التعاون العلمي والتوصل إلى إمكانيات جديدة من شأنها تحسين أحوال البشرية. وجذبت الورشة علماء من دول مجلس التعاون الخليجي، 10 من السعودية، 2 من كل من سلطنة عمان وقطر، ومن الدول الآسيوية والإفريقية، كالجزائر (16)، الهند (12)، ماليزيا (5)، الصين (2). وجذبت الورشة علماء من الغرب، 10 من الولايات المتحدة، 8 من أوروبا في 2016. بدوره، قال محمد سامي الشال، عضو المجلس الاستشاري العلمي لمركز رأس الخيمة للمواد المتقدمة: إن المركز يضم أكثر من 20 عضوا من العلماء والباحثين المتخصصين في حقول المواد المتقدمة، الطاقة النظيفة والمتجددة، والنانو تكنولوجي، وهم من جنسيات مختلفة في العالم، فيما يتكون المجلس الاستشاري، الذي يدير المركز، من 8 أعضاء، برئاسة د. توني تشيثام. وبين الشال أن الورشة، التي تستمر 3 أيام، ضمن فترتين صباحية ومسائية يوميا، تتناول الطاقة المتجددة وقضايا البيئة والصحة، وتقنيات متقدمة تستخدم في تخفيف بصمة الكربون في الهواء، وفي تنقية مياه البحر من الملح، لتكون صالحة للشرب والاستخدامات المدنية، بواسطة المواد المتقدمة، عبر خلطات كيميائية خاصة. وتنطلق رسالة المركز من تطوير ورعاية وتبني البحوث الرائدة في مجال المواد المتقدمة وتأمين الفرص التعليمية والتدريبية للعلماء والمهندسين الطموحين في الامارة والمنطقة والإسهام في تطوير الصناعات المحلية عبر اجراء البحوث وفق ارقى المعايير والتقنيات وابتداع رؤى ومفاهيم جديدة لأمن الطاقة والتنمية المستدامة في الامارة وتوفير فرص أعمال في المنطقة. وألقت جلسات الورشة العالمية للمواد المتقدمة وأروقتها الضوء على تسخير تكنولوجيا جديدة متطورة بشركة ستيفن روك في رأس الخيمة، المتخصصة في مجال المحاجر والكسارات، وهي تقنية خرجت من ضمن مخرجات ونتائج الورشة العلمية، في دوراتها السابقة، وتقود إلى الحد من بصمة الكربون والغبار الناتج عن منشآت المحاجر والكسارات، وتدفع في اتجاه المحافظة على صحة العمال وسلامتهم.
مشاركة :