أبوظبي في 30 مايو/ وام/ اختتمت أول أمس، فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين، التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، واستمرت 7 أيام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك". وشهدت الدورة ، التي تعد الأضخم في تاريخ المعرض من حيث المساحة وعدد المواقع الثقافية، مشاركة ما زاد على 1300 من العارضين والناشرين من أكثر من 85 دولة، إضافة إلى أكثر من 800 ضيف ومتحدث، قدموا لجمهور الثقافة والمعرفة ما يزيد على 500 ألف عنوان بلغات مختلفة. كما شهدت الدورة الحالية حضورًا كبيرا وتفاعلا لافتًا من الجمهور على مدار أيامها السبعة، استقبلتهم في 6 مواقع ثقافية شملت مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك"، والمجمع الثقافي، ومنارة السعديات، وجامعة السوربون، وجامعة نيويورك أبوظبي، وسفينة "لوجوس هوب"، أكبر معرض كتاب عائم في العالم، الراسية حاليًا في ميناء زايد تزامنًا مع فعاليات المعرض، والتي ستواصل استقبال زوارها حتى 4 يونيو المقبل. واحتفى المعرض في دورته هذا العام بمفهوم الاستدامة فكرة محورية، تماشيًا مع إعلان دولة الإمارات عام 2023 عامًا للاستدامة؛ إذ شهد مبادرات وفعاليات وندوات متنِوعة تهدف إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية، لدعم توجهات الاستدامة في مجال النشر، إضافة إلى تنظيم جلسات حوارية ومناقشات حول التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي. كما احتفى المعرض بإنجازات الفيلسوف العربي ابن خلدون ، مؤسس علم الاجتماع، بصفته "الشخصية المحورية" للدورة، من خلال عقد حوارات ونقاشات تاريخية وفلسفية وأدبية ركّزت على أعماله وتراثه في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، بينما استضاف في هذه الدورة، الجمهورية التركية "ضيف الشرف" التي قدمت مشاركة نوعية وجديدة للتعريف بالثقافة التركية من خلال فعالياتها المتنوعة. وعكست فعاليات الدورة الـ 32 للمعرض الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في عالم صناعة الكتاب والمؤتمرات والصناعات الإبداعية وتعزيز حركة القراءة وحماية حقوق الملكية الفكرية، سعيًا لتعزيز حضور معرض أبوظبي الدولي للكتاب في كبريات معارض الكتب العالمية. ونُظّمت على مدار أيام المعرض أكثر من 2700 فعالية شملت أكثر من 130 جلسة في برنامجه الثقافي؛ لإثراء ذائقة الزوار عبر سلسلة من الأمسيات الشعرية والفنية، كما شهد تكريم الفائزين بالدورة السابعة عشرة من جائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2023 من 5 دول هي العراق وفرنسا وتونس والجزائر ومصر، كما ُأطلق ضمن فعالياته البرنامج المهني الذي يضم 46 جلسة بين حوارات رئيسة وحلقات نقاش، ُسلط فيها الضوء على موضوعات مهمة في مجال الصناعات الإبداعية، أبرزها التسويق والترجمة والشراكات وصناعة المحتوى والنشر. وشهدت الدورة الحالية إطلاق منصة "بودكاست من أبوظبي" لأول مرة، عبر جلسات يومية من المحتوى المسموع، شاركت فيها نخبة من المفكرين والمؤثرين وصناع المحتوى في هذا المجال، وإقامة أكثر من 1800 جلسة وورشة عمل للأطفال والناشئين، و60 عرضًا في "سينما الصندوق الأسود"، وأكثر من 70 ورشة فنية، وأكثر من 45 جلسة في ركن أنماط الحياة، واستحداث ركن جديد لتواقيع الكتب مع تسجيل إلكتروني مسبقُ، إلى جانب توقيع حوالي 350 كتابًا، واستحداث ركن "أطباق وثقافات" الذي شهد 48 جلسة، إضافة إلى أكثر من 700 فعالية من الشركاء والعارضين. كما تميزت الدورة الحالية بتنوع فعالياتها التي قدمت ضمن 5 برامج رئيسة، وهي البرنامج الثقافي "أستلِهم"، وبرنامج الفنون الإبداعية " ُأبدع"، وبرنامج الأطفال والناشئين "أتعّلم"، والبرنامج المهني "أتطّور"، إضافة إلى برنامج العارضين والشركاء " استكِشف". ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، بشراء كتب بقيمة 10 ملايين درهم، لتوزيعها على المدارس في جميع أنحاء الإمارات ترسيخًا لثقافة القراءة، وإثراء للمخزون العلمي والمعرفي من المراجع والكتب المتنوعة في هذه المؤسسات، عبر رفدها بمجموعة واسعة من أبرز العناوين، حيث ارتفعت قيمة منحة سموه الكريمة من 6 ملايين درهم في الدورة الماضية إلى 10 ملايين درهم هذا العام، في بادرة تعكس مكانة الثقافة في فكر القيادة الحكيمة، وفي رؤيتها الاستراتيجية لبناء مجتمع المعرفة القادر على مواصلة مسيرة الإنجاز والريادة، وتمهيد طريق المستقبل لتحقيق طموحات الوطن في المجالات كافة. وتضمنت الدورة إقامة المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية، الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، بمشاركة نخبة من الناشرين والمترجمين وصناع المحتوى ورواد الأعمال من مختلف دول العالم، في برنامج حافل من الجلسات الحوارية، بحثت عددا من المحاور والقضايا المرتبطة بتطويع السرد القصصي، وأحدث التوجهات في قطاع النشر، وسبل إثراء المحتوى العربي، تخللته جلسات حملت عناوين شملت: "حكايات الخيال العربية: أين اختفى كل ذاك السحر؟" و"التعليم الترفيهي: هل يمكن استخدام الترفيه لدعم جودة التعليم؟" و"الكتب الصوتية والبودكاست: هل يمكن للكلمة المسموعة أن تواكب سماع الموسيقى؟" و"الترجمة أم مواءمة المحتوى للثقافة؟ نحو زيادة الوصول إلى المحتوى العربي"، و"من صفحات الرواية إلى الشاشة: تحويل "حوجن" إلى عمل سينمائي".
مشاركة :