عقد المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ورشة عمل تشاركية تفاعلية؛ لمناقشة ووضع معالم “الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للمراعي الطبيعية بالمملكة”، وتفصيل ملفات المبادرات الاستراتيجية عبر وضع الخطوط العريضة لها، ومواءمة المشاريع مع عدد من الشركاء وأصحاب المصلحة، واستطلاع مرئياتهم حول الاستراتيجية، بحضور خبراء ومختصين بقطاع البيئية والمياه والزراعة، والمراكز البيئية والمحميات الملكية وشركات القطاع الزراعي وإنتاج الاعلاف، كما حضر الورشة عدد من الباحثين والأكاديميين ومنظمات محلية وعالمية. تضمنت الورشة عددًا من المحاور المهمة شملت التعريف بالاستراتيجية الوطنية للمراعي الطبيعية في المملكة وأهم التحديات المرتبطة بتنفيذها، وكذلك المراعي الطبيعية في العالم، والأدوار المنوطة بأصحاب المصلحة على المستوى الوطني وما يمكن أن يقدموه لتعزيز واقع المراعي الطبيعية وازدهارها، إضافة إلى تبادل الخبرات والرؤى والحلول لوضع الخطة التنفيذية لاستراتيجية المراعي في المملكة بطريقة تشاركية. وتناول الحضور أهمية المراعي في المملكة والوضع الراهن لها؛ حيث تمثل المساحة الأكبر في النطاقات البيئية بنحو 73% (146 مليون هكتار) من المساحة الكلية للمملكة، ووجوب استعادتها والمحافظة عليها وحمايتها من التدهور، وذلك عبر تنفيذ الدراسات العلمية الخاصة بقطاع المراعي في إطار الخطة التنفيذية لمبادرة السعودية الخضراء تحقيقًا لمستهدفاتها في هذا المجال الحيوي، ومنها الوصول إلى حماية 30% من مساحة المراعي بالمملكة، ما يسهم في تحقيق تنمية بيئية متوازنة. كما استعرضوا الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للمراعي الطبيعية بالمملكة وأهم مبادراتها وأهدافها، التي تسهم في الحد من تدهور المراعي، والإدارة والتنمية المستدامة للموارد الرعوية، وحوكمة قطاع المراعي؛ حيث يستهدف المركز من خلال مبادرته للمراعي تنمية وتأهيل ثمانية ملايين هكتار في 26 موقعًا (كمرحلة أولى)، والتحول إلى الأنماط الحديثة في تربية المواشي كما عرض الفريق التشاوري المشارك، وكيفية التعامل معها، وأفضل الممارسات العالمية في المجال البيئي. وعلى هامش الورشة وقَّع المركز مذكرة تفاهم مع معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود؛ للتعاون في مجال الأبحاث والدراسات والمشاريع التطبيقية فيما يتعلق بتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وإعادة تأهيل المواقع المتدهورة حول المملكة. يشار إلى أن المركز يعمل على تنمية المراعي الطبيعية وحمايتها وإعادة تأهيل المتدهور منها عبر تنفيذ عدد من المشروعات، تشمل أعمالها -; على سبيل المثال -; دراسة تحديد الحمولة الرعوية ودراسة مواقع تنفيذ مشاريع إعادة التأهيل وحصاد مياه الأمطار؛ لاختيار أنسب الطرق لحصاد المياه لهذه المواقع، وأنواع البذور التي يتم نثرها في البيئات المختلفة والطرق المناسبة لذلك، وتقييم الوضع الحالي في المناطق الصحراوية والساحلية والجبلية من خلال إجراء المسوحات الميدانية، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وتحليل خصائص التربة لاختيار طريقة التشجير المناسبة في عمليات الاستزراع او نثر.
مشاركة :