أكد قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، أن الموافقة على اتفاق وقف النار تستهدف إيصال المساعدات للمحتاجين. وقال البرهان، أثناء جولة لتفقد الجنود في العاصمة الخرطوم أمس : «لم نستخدم حتى الآن القوة المميتة، وإذا أصر الدعم السريع سنستخدمها». وأضاف قائلاً: «قواتنا الرئيسية لا تزال موجودة على الأرض، عكس ما يقال في الإعلام» كما أن الجيش «يسيطر على جميع المواقع العسكرية في البلاد بشكل كامل». وتتواصل المعارك في السودان حيث مددت الهدنة التي لم يتم الالتزام بها مطلقاً، في محاولة لنقل مساعدات إنسانية حيوية لهذا البلد الذي أصبح على حافة المجاعة. وتستمر الحرب التي أوقعت أكثر من 1800 قتيل، وفقاً لمنظمة ألكيد، وأكثر من مليون ونصف مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة، في حصد الضحايا وترغم مزيداً من الأسر على ترك منازلهم. وليل الاثنين الثلاثاء، أكد مواطنون لوكالة فرانس برس استمرار المعارك في الخرطوم وفي نيالا بإقليم دارفور في غرب السودان الذي سبق أن شهد حرباً أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي. وتبادل الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، الاتهامات بخرق الهدنة ويقول كل طرف إنه يرد على هجمات الخصم. انهيار البنى التحتية ومنذ شهر، يوافق كل طرف على اقتراحات الرياض وواشنطن بتمديد الهدنة التي تهدف إلى السماح للمدنيين بالفرار من مناطق القتال وفتح ممرات آمنة لإرسال المساعدات الإنسانية. وكان السودان قبل الحرب أحد أفقر بلدان العالم أذ كان مواطن من كل ثلاثة يعاني من الجوع وكانت الكهرباء تنقطع لفترات طويلة يومياً والنظام الصحي على وشك الانهيار. واليوم، بعد مرور سبعة أسابيع على اندلاع الحرب، بات 25 مليوناً من أصل 45 مليون سوداني، بحاجة إلى مساعدات إنسانية للاستمرار، وفق الأمم المتحدة. وبات، وفقاً لليونيسف، «13،6 مليون طفل بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني المنقذ للحياة». من بين هؤلاء «620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد»، بحسب المنظمة الأممية. ولم تعد المياه الجارية تصل إلى بعض مناطق الخرطوم والكهرباء لا تتوافر إلا بضع ساعات في الأسبوع، كما باتت ثلاثة أرباع المستشفيات خارج الخدمة. أما المستشفيات التي تواصل عملها فلديها القليل من المستلزمات الطبية والأدوية كما أنها مضطرة لشراء الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بعشرين ضعف سعره الأصلي. وتطالب المنظمات الإنسانية منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل، بتوفير ظروف أمنية تتيح لها الوصول إلى الخرطوم ودارفور من أجل تزويد مخازنهم التي نهبت أو دمرت بسبب القتال. لكن حتى الآن لم تتمكن تلك المنظمات إلا من إيصال كمية صغيرة جداً من ألأدوية والأغذية إذ إن العاملين فيها لا يستطيعون التحرك بسبب المعارك وشحنات المساعدات التي وصلت جواً لا تزال عالقة لدى الجمارك. أما بعض المناطق في دارفور، فصارت الآن معزولة تماماً عن العالم من دون كهرباء أو إنترنت أو هاتف ويقول نشطاء سودانيون إنهم يخشون الأسوأ. وفيما رحبت الرياض وواشنطن بتمديد الهدنة لخمسة أيام أخرى، ينظر السودانيون بعين الأمل، لكنهم يخشون من حصول «حرب أهلية شاملة»، بحسب كلمات تحالف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان المتحاربان اللذان كانا حليفين ونفذا معاً انقلاب العام 2021. ودق هذا التحالف ناقوس الخطر، بسبب النداءات التي وجهها الطرفان ويدعوان فيها المدنيين إلى التسلح. وطرح مجدداً موضوع دارفور حيث يشارك في المعارك الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون، عندما دعا حاكم الإقليم، وهو زعيم فصيل متمرد سابق متحالف الآن مع الجيش، كل المواطنين إلى التسلح «لحماية الممتلكات». ويخشى جنوب السودان وتشاد وإثيوبيا ودول أخرى مجاورة من امتداد عدوى الحرب إليها وتطلب مساعدات من الأمم المتحدة التي تؤكد أنها لم تحصل إلا على القليل من الأموال من مموليها. الأمم المتحدة تحذر من عمليات تهريب البشر بحلول أكتوبر حذرت الأمم المتحدة الاثنين من احتمال فرار نحو مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل وأن الصراع في هذا البلد ينذر بتزايد عمليات تهريب البشر وانتشار الأسلحة في منطقة هشة. وناشدت الأمم المتحدة المانحين تقديم 470 مليون دولار من أجل استجابتها المخصصة للاجئين في أزمة السودان على مدى ستة أشهر. وأفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي الاثنين بأن التقديرات التي تشير إلى احتمال فرار زهاء مليون شخص من السودان بحلول أكتوبر ربما تكون متحفظة وإن الصراع هناك ينذر بتزايد عمليات تهريب البشر وانتشار الأسلحة فيمنطقة هشة. ويذكر أنه تم تسجيل فرار أكثر من 350 ألف شخص عبر الحدود السودانية منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتوجه معظمهم إلى مصر وتشاد وجنوب السودان. فيما نزح أكثر من مليون داخل السودان الذي يقدر عدد سكانه بنحو 49 مليون نسمة وحيث اندلع قتال عنيف في مناطق سكنية بالعاصمة الخرطوم وامتد العنف أيضاً إلى منطقة دارفور غرب البلاد.
مشاركة :