التجارب المؤلمـة لـم تـكـسرنــي وتعلمت منها أهم دروس في الحياة

  • 5/31/2023
  • 02:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول‭ ‬فنسنت‭ ‬فان‭ ‬غوغ‭: ‬‮«‬قلب‭ ‬الإنسان‭ ‬يشبه‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.. ‬له‭ ‬عواصفه‭ ‬ومده‭ ‬وجزره‭.. ‬وفي‭ ‬أعماقه‭ ‬توجد‭ ‬لآلئه‭ ‬أيضا‮»‬‭!‬ بالفعل‭ ‬قد‭ ‬نجد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬معاني‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬هذه‭ ‬المرأة،‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬قلبا‭ ‬كبيرا‭ ‬يكمن‭ ‬فيه‭ ‬لآلئ‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والصبر‭ ‬والعطاء،‭ ‬وهي‭ ‬صاحبة‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الساحر،‭ ‬الذي‭ ‬عشقته‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها،‭ ‬ووجدت‭ ‬فيه‭ ‬شغفها،‭ ‬فاختارت‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬عبر‭ ‬رحلة‭ ‬مليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬والعواصف‭ ‬والكفاحات‭ ‬والنجاحات،‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬لها‭ ‬بصمة‭ ‬خاصة‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬والعالمي‭ ‬أيضا‭. ‬ نورة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬جمشير‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬امرأة‭ ‬متلألئة‭ ‬دائما،‭ ‬تعلمت‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتها‭ ‬معنى‭ ‬القوة‭ ‬والصلابة،‭ ‬وكأنها‭ ‬استمدت‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬حبات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬داخل‭ ‬الصدفة،‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬إنسانة‭ ‬محظوظة‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ترعرعها‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬ومعايشة‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬ونهضة‭ ‬سوقه،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تولد‭ ‬شغفها‭ ‬بهذا‭ ‬العالم‭ ‬الجميل‭..‬ لقد‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬مسيرتها،‭ ‬وتخصصت‭ ‬دراسيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بوسطن‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وصعدت‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬حتى‭ ‬بلغت‭ ‬قمته،‭ ‬حيث‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬بورصة‭ ‬دبي‭ ‬للماس،‭ ‬وشغلت‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬انضمت‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الألماس،‭ ‬بعدها‭ ‬قررت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطنها‭ ‬لتصبح‭ ‬نجما‭ ‬ساطعا‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬عالم‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬المتميزات‭.‬ حول‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الثرية‭ ‬وأهم‭ ‬محطاتها‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬ كيف‭ ‬أثرت‭ ‬نشأتك‭ ‬على‭ ‬مسيرتك؟ لقد‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬طفلة‭ ‬في‭ ‬أسرتي،‭ ‬وتربيت‭ ‬مع‭ ‬جدتي‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬لذلك‭ ‬كنت‭ ‬محظوظة‭ ‬بشدة‭ ‬بمعاصرة‭ ‬نهضة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأن‭ ‬أكون‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬عصره‭ ‬الذهبي،‭ ‬لذلك‭ ‬تعلقت‭ ‬به‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬شغف‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬تحديدا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬مرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وكان‭ ‬أمامي‭ ‬خياران‭ ‬إما‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬حلما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬ونظرا‭ ‬لوجود‭ ‬أطباء‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬العائلة‭ ‬مروا‭ ‬بتجارب‭ ‬دراسية‭ ‬صعبة‭ ‬وطويلة‭ ‬فقد‭ ‬نصحني‭ ‬المقربون‭ ‬بدراسة‭ ‬البيزنس،‭ ‬وتحديدا‭ ‬العلوم‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مجالا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بوسطن،‭ ‬بعد‭ ‬تخرجي‭ ‬في‭ ‬البكالوريوس،‭ ‬وعملي‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬الاستثمارية‭.‬ نقلة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مشوارك؟ كان‭ ‬عملي‭ ‬كمراقب‭ ‬للشركات‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬بورصة‭ ‬البحرين،‭ ‬وإعداد‭ ‬التقارير‭ ‬حول‭ ‬توقعات‭ ‬أسعار‭ ‬الأسهم،‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستشارات‭ ‬لبيع‭ ‬وشراء‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المملكة،‭ ‬قد‭ ‬مهد‭ ‬لي‭ ‬الطريق‭ ‬لحدوث‭ ‬أهم‭ ‬نقلة‭ ‬في‭ ‬مشواري،‭ ‬وهي‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬لدى‭ ‬بنك‭ ‬استثماري،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتجارة‭ ‬الأسهم‭ ‬والعملات،‭ ‬بعدها‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬للسلع‭ ‬المتعددة‭ ‬وعملت‭ ‬به‭ ‬كمحلل‭ ‬مالي،‭ ‬وكانت‭ ‬بالفعل‭ ‬مغامرة‭ ‬ممتعة‭ ‬ومهمة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭.‬ وماذا‭ ‬كان‭ ‬دورك‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المركز؟ كان‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬للسلع‭ ‬المتعددة‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬لمنع‭ ‬دخول‭ ‬الألماس‭ ‬الدموي‭ ‬إلى‭ ‬البلاد‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بمنظمات‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬مسلحة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬افريقيا‭ ‬تستخدم‭ ‬الماس‭ ‬الخام‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬عقوبات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬الماس‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق،‭ ‬وكذلك‭ ‬تدريب‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬الدخول‭ ‬للتصدي‭ ‬لها،‭ ‬وبعدها‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬بورصة‭ ‬دبي‭ ‬للماس،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬شرف‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وتقلدت‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الألماس‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬المراقبين‭ ‬الدوليين،‭ ‬ومكثت‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬حوالي‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭.‬ بعد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن؟ بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬قررت‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأقدمت‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬تجربة‭ ‬العمل‭ ‬الحر،‭ ‬فأنشأت‭ ‬شركة‭ ‬خاصة‭ ‬لتجارة‭ ‬الماس،‭ ‬تخدم‭ ‬مصانع‭ ‬المجوهرات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬ثم‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬دانات،‭ ‬وتقلدت‭ ‬منصبي‭ ‬الحالي‭ ‬كرئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مشوار‭ ‬النجاح‭ ‬والصعود‭ ‬كان‭ ‬مليئا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والصعوبات‭ ‬والتجارب‭ ‬الصعبة‭.‬ الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الصعبة؟ لقد‭ ‬استفدت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تجربة‭ ‬مررت‭ ‬بها،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الحياة،‭ ‬وأهمها‭ ‬اتباع‭ ‬أسلوب‭ ‬الحكمة‭ ‬والتريث‭ ‬عند‭ ‬إدارة‭ ‬المحن‭ ‬أو‭ ‬الأزمات،‭ ‬فالمهم‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬يتعامل‭ ‬المرء‭ ‬مع‭ ‬العثرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعترض‭ ‬طريقه،‭ ‬ويتخطاها‭ ‬بسلام،‭ ‬وبأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الممكنة،‭ ‬ويمكن‭ ‬الجزم‭ ‬بأنني‭ ‬رغم‭ ‬لحظات‭ ‬الضعف‭ ‬والانكسار‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬أحيانا،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أستعيد‭ ‬قوتي،‭ ‬وأقف‭ ‬على‭ ‬قدماي‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الثبات،‭ ‬وذلك‭ ‬بعون‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬الذي‭ ‬أجده‭ ‬دائما،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف،‭ ‬ملجأ‭ ‬لي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التقرب‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الخالق،‭ ‬والاصرار‭ ‬على‭ ‬المواصلة،‭ ‬والتحلي‭ ‬بالأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬تجاه‭ ‬المستقبل‭.‬ ما‭ ‬سر‭ ‬تعلقك‭ ‬بعالم‭ ‬اللؤلؤ؟ اللؤلؤ‭ ‬له‭ ‬قصة‭ ‬تاريخية‭ ‬يعلمها‭ ‬الجميع،‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬شيئا‭ ‬نادرا‭ ‬وثمينا‭ ‬ومستداما،‭ ‬ومعظم‭ ‬الملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مائة‭ ‬سنة‭ ‬كانوا‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬اقتنائه‭ ‬وارتدائه،‭ ‬وقد‭ ‬عرف‭ ‬العالم‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬وخاصة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وتمنع‭ ‬استيراد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المزروع،‭ ‬كذلك‭ ‬نفخر‭ ‬جميعا‭ ‬بوجود‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬لإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬قطاع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬مكانته‭ ‬المرموقة،‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬أهدافا‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬ أهم‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف؟ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬قطاع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬تتضمن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬أهمها‭ ‬كان‭ ‬إنشاء‭ ‬مختبر‭ ‬عالمي‭ ‬لفحص‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬ومعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للؤلؤ‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التصريح‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬صيادي‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬بممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تشجيع‭ ‬سياحة‭ ‬الغوص‭ ‬المتوافرة‭ ‬بالمملكة،‭ ‬واستقطاب‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬رسخ‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬والعالمي‭ ‬بفضل‭ ‬الاهتمام‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭. ‬ حلم‭ ‬ضائع‭ ‬وسط‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة؟ أنا‭ ‬عاشقة‭ ‬للرسم‭ ‬بشدة‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬ولي‭ ‬أعمال‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الفنية‭ ‬منذ‭ ‬التسعينيات،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وفزت‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬متنوعة،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬مشروع‭ ‬فنان،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يكتمل‭ ‬بسبب‭ ‬زحمة‭ ‬الحياة‭ ‬ومشاغلها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬مازلت‭ ‬متمسكة‭ ‬بهذه‭ ‬الهواية‭ ‬بشدة‭ ‬ولن‭ ‬أتخلى‭ ‬عنها‭ ‬كلما‭ ‬سنحت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭.‬ كيف‭ ‬توازنين‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياتك‭ ‬المتعددة؟ من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬خارقة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬متعددة‭ ‬ومتشعبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وببراعة‭ ‬وبمهارة‭ ‬فائقتين،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أمنح‭ ‬أسرتي‭ ‬وابنتي‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬فتاة‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬والدتها‭ ‬إنسانة‭ ‬منجزة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملها،‭ ‬وناجحة،‭ ‬لذلك‭ ‬أسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬دوما‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬قدوة‭ ‬لها،‭ ‬واحرص‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬وتنمية‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬والاستقلالية‭ ‬لديها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تكريس‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الصدق‭ ‬والإخلاص‭ ‬والمثابرة‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والاقتراب‭ ‬من‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭.‬ طموحك‭ ‬القادم؟ أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬هدفها‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬قطاع‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬وأن‭ ‬يحتل‭ ‬مكانته‭ ‬العالمية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الأزل،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ملوك‭ ‬العالم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬التحلي‭ ‬به‭ ‬واقتنائه،‭ ‬وكل‭ ‬أملي‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أسواق‭ ‬العالم‭ ‬وتعود‭ ‬مملكتنا‭ ‬تتألق‭ ‬وتتلألأ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬قريب‭ ‬المنال‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجهود‭ ‬الدؤوبة‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭. ‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الشخصي؟ حلمي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الشخصي‭ ‬أن‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬حول‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬بحكم‭ ‬عملي‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬المراقبين‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أخطط‭ ‬له‭ ‬حاليا‭ ‬لتحقيقه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭.‬

مشاركة :