إن مجرد التفكير في الخضوع لعملية جراحية يمكن أن يكون أمرًا شاقًا ومثيرًا للقلق للعديد من الأفراد. لكن، مع ذلك، أدت التطورات في التكنولوجيا الطبية إلى ظهور مجال ثوري يُعرف باسم الأشعة التداخلية (IR)، ما يوفر للمرضى بديلاً أكثر أمانًا وفعالية للعمليات الجراحية التقليدية. وعلى الرغم من أن المجال كان موجودًا منذ ما يقرب من 50 عامًا، إلا أن العديد من المرضى الذين يحتاجون إلى الإجراءات التداخلية ليسوا على علم به. وفي التقرير الجديد الذي نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص يكشف الدكتور أرجون ريدي أخصائي الأشعة التداخلية بمستشفيات أبولو بحيدر أباد، مزايا الجراحات التقليدية مقابل الأشعة التداخلية. ووفقًا للدكتور ريدي «في العمليات الجراحية التقليدية، غالبًا ما تكون الشقوق الكبيرة والإقامة الطويلة في المستشفى ضرورية، ما يؤدي إلى زيادة الألم وفترات أطول للشفاء وزيادة مخاطر حدوث مضاعفات. لكن مع الأشعة تحت الحمراء يمكن للمرضى الحصول على نتائج ممتازة فيتعافون بشكل أسرع مع انخفاض مدة البقاء في المستشفى». مضيفا «يمكن للمرضى استئناف أنشطتهم اليومية واستعادة نوعية حياتهم بشكل أسرع. علاوة على ذلك، فإن هذه الإجراءات تتطلب في الغالب تخديرًا موضعيًا فقط، ما يزيل المخاطر المرتبطة بالتخدير العام وآثاره الجانبية المحتملة». ويبين الطبيب «تستخدم الأشعة تحت الحمراء تقنيات التصوير المتقدمة، مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ وهي إجراءات تعتمد على الدقة». مضيفا «أن هذا النهج يتيح لأخصائيي الأشعة التداخلية (وهم أطباء مدربون تدريباً عالياً ومتخصصون في الإجراءات قليلة التوغل الموجهة بالصور) التنقل داخل الجسم باستخدام القسطرة أو الإبر الرفيعة التي يتم إدخالها من خلال شقوق صغيرة... لكن غالبًا ما تلغي هذه التقنيات ذات التدخل الجراحي البسيط الحاجة إلى إحداث شقوق جراحية كبيرة وتقلل بشكل كبير من المخاطر المرتبطة بها ووقت التعافي». وفي هذا الاطار، فان دور الأشعة التداخلية بعلاج الحالات الصحية المزمنة هو العمل كخيار لعلاج مستقل لمختلف الحالات. وأوضح ريدي مستشهداً بأمثلة «بالنسبة للأشخاص المصابين بالسرطان، فإنها تلعب دوراً حاسماً في علاج الأورام؛ إذ تقدم إجراءات مثل الاستئصال بالترددات الراديوية (RFA) الذي يستخدم الحرارة لتدمير الأورام، والانصمام الكيميائي عبر الشرايين (TACE)، الذي يجمع بين توصيل العلاج الكيميائي المستهدف ومنع تدفق الدم إلى الورم». قائلا إن «هذه التقنيات توفر بدائل فعالة للعمليات الجراحية المفتوحة، ما يسمح للمرضى بتلقي العلاج الموضعي دون الحاجة إلى إجراءات جراحية». ويخلص الدكتور ريدي الى القول «من خلال الأشعة تحت الحمراء يمكن علاج حالات الأوعية الدموية مثل مرض الشريان المحيطي (PAD) والتخثر الوريدي العميق (DVT) بشكل فعال... إذ يستخدم متخصصو الأشعة تحت الحمراء تقنيات مثل رأب الأوعية والدعامات لفتح الأوعية الدموية الضيقة أو المسدودة، ما يحسن تدفق الدم ويخفف الأعراض». مستدركا «ان الشيء المثير في الأشعة تحت الحمراء هو أنه من خلال استخدام القسطرة وتقنيات الانصمام، يمكن الآن أيضًا علاج العديد من الحالات الشائعة التي لا تهدد الحياة مثل الأورام الليفية الرحمية والدوالي وتضخم البروستاتا الحميد الذي يسبب مشاكل في المسالك البولية». و يفيد الطبيب بأن «هناك حالة شائعة أخرى يمكن أن تعالجها الأشعة تحت الحمراء بدون جراحة؛ هي عقيدات الغدة الدرقية الحميدة التي كانت تتطلب جراحة في السابق. إذ يمكن لأخصائيي الأشعة التداخلية علاج هذه العقيدات باستخدام إبر صغيرة يمكنها تدميرها عن طريق توليد الحرارة تحت إشراف التصوير. حيث يمكن لهذه الإجراءات أيضًا أن تتجنب الندوب».
مشاركة :