دفع فريق النصر ثمن نتائجه المتقلبة خلال الدور الثاني من الموسم الكروي الحالي، ليفقد صدارته ويخسر بطولة دوري المحترفين السعودي لصالح خصمه ومنافسه فريق الاتحاد، بعد منافسة شرسة بين الفريقين استمرت حتى الجولة قبل الأخيرة، حيث تعادل النصر مع الاتفاق، فيما فاز الاتحاد على الفيحاء ليحكم قبضته على اللقب، ويخسر الفريق النصراوي البطولة بقيادة النجم العالمي كريستيانو رونالدو. ورغم تعاقد إدارة النصر مع الدون البرتغالي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي خلال فترة الانتقالات الشتوية، فإن تألق رونالدو لم يكن كافياً لحصول فريقه على لقب الدوري. وترك كريستيانو بصمته سريعاً مع النصر في بطولة دوري المحترفين، بتسجيله 14 هدفاً وصناعته هدفين خلال 16 مباراة، بعدد دقائق لعب وصل إلى 1434 دقيقة. وافتقد فريق النصر إلى تألق بقية العناصر المحترفة خلال فترة الحسم من عمر الدوري، وأولهم البرازيلي أندرسون تاليسكا الذي تألق بشكل لافت في الدور الأول مع تسجيله 13 هدفاً في أول 15 جولة، إلا أنه ابتعد بعض الشيء عن مستواه في الدور الثاني، بسبب الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لعدة مباريات، بالإضافة إلى قلة أهدافه خلال الجولات الأخيرة، ليسجل فقط 5 أهداف طوال مباريات الدور الثاني، ويصل إلى 18 هدفاً في 22 مباراة، بعدد دقائق لعب 1907 دقائق. وبعيداً عن كريستيانو وتاليسكا، لم يظهر بقية محترفي النصر هجومياً بالصورة المطلوبة، فالأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف لعب 492 دقيقة فقط في بطولة دوري المحترفين خلال موسم 2022-2023، سجل خلالها هدفين دون أن يصنع أي هدف. وغاب ماشاريبوف عن 14 مباراة من أصل 29 جولة بسبب الإصابات وعدم الجاهزية البدنية، ليفقد فريقه سلاحاً هاماً على الأطراف خلال المواجهات المختلفة هذا الموسم خاصة في بطولة الدوري. ولم يكن ماشاريبوف هو الغائب الوحيد عن أجانب النصر، حيث لم يسجل أو يصنع الأرجنتيني بيتي مارتينيز أي هدف هذا الموسم في بطولة دوري المحترفين، مع مشاركته في 395 دقيقة فقط كأحد أقل العناصر لعباً مع فريقه في المسابقة المحلية. وغاب مارتينيز عن 22 مباراة للنصر في بطولة الدوري بسبب الإصابة، ليشارك فقط في 7 مواجهات دون أن يترك أي بصمة تهديفية. وبدأ الإيفواري غيسلان كونان الموسم الكروي بنجاح كبير، ليصنع 4 أهداف خلال الدور الأول من الموسم، لكنه ابتعد تماماً عن صناعة الأهداف طوال مباريات الدور الثاني. وتؤكد الأرقام أن ظهير النصر المحترف لم يسجل أو يصنع أي هدف خلال آخر 14 مباراة على التوالي في دوري المحترفين، ليفقد هجوم الفريق أحد أهم أسلحته على مستوى الأطراف والأظهرة أثناء الاستحواذ وبناء الهجمات. ولم تتوقف مشاكل أجانب النصر عند هذا الحد، حيث فشل الأرجنتيني أوجستين روسي في تعويض غياب الكولومبي دافيد أوسبينا في حراسة المرمى. ولعب روسي 540 دقيقة فقط في بطولة دوري المحترفين بواقع مشاركته في 6 مباريات، استقبل خلالها 6 أهداف، دون أن يظهر بالصورة المطلوبة على مستوى التصديات وحماية مرماه، ما أجبر الجهاز الفني للفريق على الاستعانة بالبديل نواف العقيدي في أكثر من مباراة خلال الفترة الأخيرة، ليجلس الحارس الأرجنتيني على دكة البدلاء في 9 مباريات بالدور الثاني دورياً. في المقابل، نجح البرازيلي لويس غوستافو في تسجيل 6 أهداف وصناعة 4 في بطولة الدوري، ليكون أكثر لاعبي النصر مشاركة على مستوى عدد الدقائق هذا الموسم بـ2697 دقيقة لعب، فيما غاب الإسباني ألفارو جونزاليس عن 7 مباريات رسمية في بطولة دوري المحترفين بسبب الإصابة أو الإيقاف، ليفتقد النصر إلى خدماته خلال أكثر من لقاء. وسجل محترفو النصر هذا الموسم 39 هدفاً في بطولة دوري المحترفين، بواقع 18 هدفاً لتاليسكا، و14 لرونالدو، و6 لغوستافو، وهدف واحد لألفارو غونزاليس، فيما سجل الكاميروني فينسنت أبو بكر 4 أهداف خلال الدور الأول قبل رحيله، ليكون المجموع الكلي 43 هدفاً، من دون أن يسجل بيتي مارتينيز، وجلال الدين ماشاريبوف، وغيسلان كونان، أي هدف في بطولة الدوري بالموسم الجاري. جدير بالذكر أن إدارة النصر أقالت الفرنسي رودي غارسيا من منصبه كمدير فني للفريق، خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ليتولى مدرب فئة الشباب الكرواتي دينكو المهمة حتى نهاية الموسم الحالي، لكن من دون تغيير جذري على مستوى الأداء أو النتائج، ليخسر الفريق في النهاية بطولة دوري المحترفين هذا الموسم، مع زيادة التساؤلات حول الاسم الذي سيقود الفريق فنياً، بالإضافة إلى مستوى المحترفين وإمكانية تغيير معظمهم خلال الموسم المقبل.