استوقفني ما أشار إليه أستاذنا الكاتب " محمد الوعيل" بزاويته المربعانية الأربعاء الماضي في مقاله الذي يحمل عنوان " متى نكرّم صحفياً سعودياً؟ ". وإن كان العنوان يختصر ما يحتويه المقال ويفتح آفاقاً ليست فقط " التكريم " لماقدمه الجيل الماضي من الإعلاميين الذين وضعوا خارطة الطريق للصحافة السعودية وإعلامها المتنوع وهم يستحقون. لاسيما أن البدايات لم تكن أكاديمية بقدر ماهي خلق سياسة إعلامية من واقع أحداث المجتمع المحيط وثقافته وصقلها في قالب صحافي واكب كافة الأسس التي ينطلق من خلالها مفهوم الصحافة في يومنا هذا. وما يتضمنه إعلامنا السعودي وتشريعاته وذلك بالقدرة المهنية، والالتزام، وبالعمل الميداني المتواصل، والعشق، والبذل، والعطاء. ولو وقفنا على مسيرة الصحافة السعودية ورجعنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا رموزاً يستحقون التكريم في كل مناسبة. ويستحقون كذلك التدوين لقصص نجاحاتهم في المجال الإعلامي والصحافي . لنجعلها محفوظة أمام الأجيال القادمة . وأمام التحول الذي نتعايش معه في هذه المرحلة من السرعة والتنوع مع معطيات الإعلام وأدواته. ليتضح الفرق الذي يؤكد كِبَر حجم ماقدمه هؤلاء الرموز من إنجازات عملاقة في مسيرة الصحافة رغم تواضع الإمكانات في مراحل البداية. ولعل ما نجده اليوم من مكانة، وريادة، وتفوق، وأهمية لصحافتنا السعودية على المستوى العربي والعالمي. هو بكل تأكيد نتاج الإرث الذي تركه هؤلاء العمالقة أمامنا جميعاً. وإن لم يجدوا مكاناً من التكريم والتدوين فمسيرتهم وماقدموه محفورة في ذاكرة المخلصين. كما أن هذا المقال لأستاذنا الوعيل استنطق صمت "الغضب" الذي يحمله العديد من صحافيي عسير في هذه المنطقة وأنا أحدهم رغم أنني على مشارف العشرين عاماً من العمل الصحافي كمحرر في هذه الصحيفة التي اكتفيت فقط باعتزازي بأنني من منسوبيها. ولكن سأكشف تفاصيل "ثورة الغضب " التي سببها تغييب " جائزة أفضل صحافي" من قائمة المكرمين في جائزة المفتاحة. والذي يتوافق هذا البوح مع قرب حفل الجائزة المعد على مسرح المفتاحة الأربعاء القادم. حيث يتم من خلاله تكريم الرواد على مستوى المملكة. وكذلك الشخصيات الفاعلة في خدمة منطقة عسير. هذه الجائزة التي تعتبر ذات مكانة هامة وحققت منذ سنوات طويلة نجاحا كبيرا في تكريم كل من يستحق التكريم. ولكن يبقى الغريب في الأمر أن الجائزة منذ سنوات تزيد على الأربع بدأت بتغييب تكريم الصحافيين من عسير وحجب الجائزة. ومن الأسباب التي علمت بها شخصياً هو عدم استطاعة بعض اللجان المشرفة على تقييم الأداء الصحافي الذي نقدمه على صفحات مؤسساتنا الإعلامية ففضلوا استبعاد الجائزة. ولو أن مسؤولي فروعها اطلعوا على آخر إنتاجية لمحرري الصحف في عسير وماقدموه الموسم السياحي الماضي فقط " كمثال" وهو مايحتويه التقرير الإعلامي المحفوظ بفرع هيئة السياحة بعسير لوجدوا أن هناك من يستحق التكريم. كان هذا البوح من على ضفاف عنوان " متى نكرّم صحفياً سعودياً؟ " أتمنى أن يكون توقيته يحمل مساحة لإعادة هذا التكريم ضمن جائزة المفتاحة هذا العام أو الأعوام القادمة قبل أن يقال عنا " مداحة ميت " فتكريم الأحياء له مكانته الخاصة. * محرر مكتب أبها
مشاركة :