هبطت أسعار النفط بنحو 2 في المئة اليوم، إذ قوضت المخاوف بشأن إمكانية المصادقة على اتفاق سقف الدين في الولايات المتحدة شهية المخاطرة، فيما ألقت الرسائل المتضاربة من كبار منتجي النفط بظلالها على توقعات المعروض قبل اجتماعهم المرتقب بعد أيام. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.36 دولار أو 1.8 في المئة إلى 75.71 دولاراً للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.19 دولار إلى 71.48 دولاراً للبرميل بانخفاض 1.6 في المئة عن السعر عند الإغلاق يوم الجمعة. ولم تكن هناك تسوية الاثنين لأنه كان عطلة رسمية في الولايات المتحدة، في حين ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 70 سنتاً ليبلغ 78.38 دولاراً في تداولات أمس، مقابل 77.68 دولاراً في تداولات الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وقال بعض النواب الجمهوريين المتشددين الاثنين، إنهم قد يعارضون اتفاق سقف الدين في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلا أن الرئيس جو بايدن المنتمي إلى الحزب الديموقراطي ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي لا يزالان متفائلين إزاء المصادقة على الاتفاق. وتوصل بايدن ومكارثي مطلع الأسبوع إلى اتفاق لتعليق سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار والحد من الإنفاق الحكومي للعامين المقبلين، ويتعين أن يقر الكونغرس المنقسم هذا الاتفاق قبل 5 يونيو، وهو اليوم الذي قالت وزارة الخزانة إن البلاد قد لا تكون قادرة بحلوله على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي قد يتسبب في اضطرابات للأسواق المالية. ويتزامن الموعد النهائي لإقرار سقف الدين تقريبا مع اجتماع من المقرر عقده في 4 يونيو لتحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، وسط حالة من الغموض عما إذا كان التحالف سيعلن المزيد من خفض الإنتاج بعد التراجع الأخير في الأسعار. وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى «فوجيتومي للأوراق المالية»، «حول المستثمرون انتباههم إلى نتائج اجتماع أوبك+... فيما وردت رسائل متضاربة من منتجي النفط الرئيسيين». وفي أبريل، أعلنت السعودية وأعضاء آخرون في «أوبك+» عن مزيد من التخفيضات في إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، ليصل الحجم الإجمالي لتخفيضات التكتل إلى 3.66 ملايين برميل يوميا، وفقا لحسابات «رويترز». كما يترقب المتعاملون بيانات التصنيع وقطاع الخدمات في الصين التي ستصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع بحثا عن مؤشرات على تعافي الطلب على الوقود من أكبر مستورد للنفط في العالم. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» هيثم الغيص لموقع «شانا» الإخباري التابع لوزارة النفط الإيرانية أن «أوبك» لا تستهدف مستوى سعر محددا لأسعار النفط. وردا على سؤال عن خفض إنتاج «أوبك» الطوعي وتأثيره على أسعار النفط، قال الغيص: في أوبك... لا نستهدف مستوى سعر معينا. كل أفعالنا... كل قراراتنا تُتخذ من أجل تحقيق توازن جيد بين العرض والطلب على النفط عالميا. وفي سياق آخر، قال الغيص، إن المنظمة سترحب بعودة إيران الكاملة إلى سوق النفط عندما تُرفع العقوبات عنها.
مشاركة :