المنتخب الإنجليزي وساوثغيت يجنيان ثمار ما يفعله غوارديولا مع مانشستر سيتي

  • 5/31/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال غاريث ساوثغيت: «جوسيب غوارديولا هو أفضل مدير فني في العالم»، ومن الواضح أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لديه الكثير من الأسباب التي تجعله يكيل المديح لنظيره في مانشستر سيتي، وعلى رأس ذلك التحسن الهائل الذي طرأ على مستوى جاك غريليش. عندما بدأ ساوثغيت في اختيار غريليش لأول مرة في بداية موسم 2020 - 2021، لم يكن الجناح الإنجليزي يقوم بواجباته الدفاعية كما ينبغي. ولم يتغير هذا الأمر حتى بعد انتقال اللاعب إلى مانشستر سيتي من أستون فيلا في عام 2021، ولا حتى بعد موسمين من اللعب تحت قيادة غوارديولا، لكنه تغير بشكل كبير هذا الموسم، والذي من المحتمل أن ينتهي بحصول سيتي على الثلاثية التاريخية. قدم غريليش مستويات رائعة في مباراتي الذهاب والإياب للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، كما كانت الحال في الكثير من المباريات الأخرى التي لعبها مع مانشستر سيتي. يقول ساوثغيت: «جاك يلعب بشكل صحيح في هذه الفترة... وهو ما حدث أيضا أمام ريال مدريد، سواء في حال الاستحواذ على الكرة أو فقدانها. لم يكن هذه هي الحال قبل عامين ونصف العام من الآن، لكي أكون صادقا. لقد تطور مستواه بشكل كبير». ويمر المنتخب الإنجليزي بفترة جيدة قبل مبارياته القادمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024 - خارج ملعبه أمام مالطا في 16 يونيو (حزيران)، وعلى ملعب «أولد ترافورد» أمام مقدونيا بعد ذلك بثلاثة أيام. ويتمثل الهدف الوحيد للمنتخب الإنجليزي في الفوز بلقب هذه البطولة. ويرى ساوثغيت أن هذا الأمر سيكون حاسما في تحديد مصيره بشأن ما إذا كان سيواصل عمله في قيادة المنتخب الإنجليزي حتى كأس العالم 2026 أم لا، بعد انتهاء عقده في ديسمبر (كانون الأول) 2024. ولم يكن غريليش هو اللاعب الوحيد الذي تطور مستواه بشكل ملحوظ تحت قيادة غوارديولا في مانشستر سيتي، فماذا عن جون ستونز، الذي يقدم أفضل مستوياته على الإطلاق هذا الموسم؟ وعلاوة على ذلك، عاد غوارديولا للاعتماد على كايل ووكر وفيل فودين، وهناك أمل في أن يتمكن كالفن فيليبس هو الآخر من حجز مكان له في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي بعد موسمه الأول الصعب في ملعب الاتحاد. وقال ساوثغيت: «يقود غوارديولا الفريق لتقديم مستويات ثابتة دائما، ومن النادر أن ترى الفريق يلعب بشكل سيئ، كما حدث في المباراة التي خسرها أمام ساوثهامبتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. في الحقيقة، من الصعب للغاية تقديم مثل هذه المستويات الثابتة في دورينا». ويضيف المدير الفني للمنتخب الإنجليزي: «أيّا كانت القائمة القوية التي يضمها الفريق، فإن غوارديولا يقود الفريق بشكل استثنائي ويقدم حلولا رائعة، ولديه القدرة على تحفيز لاعبيه بشكل دائم. أنا معجب للغاية بما يقدمه غوارديولا، وهو يعرف ذلك جيدا. لقد أخبرته بذلك، وإنه لشيء رائع أن يلعب لاعبونا تحت قيادته. لقد تعلموا منه الكثير على المستوى الفردي والخططي والتكتيكي، والأهم من ذلك على المستوى الذهني». وهذا هو الوقت الذي يتم فيه توزيع الجوائز الفردية كل عام، وأصبح النرويجي إرلينغ هالاند، أول متوّج بجائزتي أفضل لاعب وأفضل لاعب شاب في الدوري الإنجليزي في موسم واحد. وفاز غوارديولا بجائزتي اتحاد المدربين بوصفه أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد أدلى ساوثغيت بصوته في التصويت على هذه الجائزة، لكنه لن يكشف عن المدير الفني الذي صوت له، وهو أمر مفهوم تماماً، لكن من المرجح بشكل كبير أنه صوت لغوارديولا. وقال ساوثغيت: «لكنني أيضاً لا أعتقد أنه يتعين علينا التقليل من شأن ما فعله روبرتو دي زيربي. وقدم ميكيل أرتيتا موسماً رائعاً، وينطبق الأمر نفسه أيضا على إيدي هاو. وقدم توماس فرنك موسما جيدا للغاية في ضوء الإمكانات المتاحة لفريقه، وقام أوناي إيمري بعمل استثنائي مع أستون فيلا أيضا». وتابع: «لست متأكداً مما إذا كنت قد صوت بالشكل الصحيح أم لا، خاصة وأنه يمكن أن يكون لدي رأي معين بالليل، ثم سرعان ما يتغير هذا الرأي بحلول وقت العشاء في اليوم التالي، خاصة وأن الكثير من المديرين الفنيين، سواء في مقدمة أو مؤخرة جدول الترتيب، قد قاموا بعمل استثنائي هذا الموسم». ويعد إيدي هاو من أبرز المرشحين لخلافة ساوثغيت على رأس القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي، بعدما قاد نيوكاسل للعودة إلى دوري أبطال أوروبا، خاصة إذا كان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم يريد مديرا فنيا إنجليزيا آخر لقيادة منتخب «الأسود الثلاثة»، على الرغم من أن هذا ليس شرطاً أساسياً. لقد أبلى المدير الفني «الويلزي» ستيف كوبر بلاء حسناً ونجح في إبقاء نوتنغهام فورست في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه يعرف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم من الداخل جيدا، بعدما تولى قيادة المنتخب الإنجليزي تحت 16 و17 عاماً. ووصل إلى 3 نهائيات مع المنتخب الإنجليزي تحت 17 عاما، وقاده للفوز بكأس العالم في عام 2017. لقد بدا ساوثغيت، الذي تم تصعيده من قيادة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاما إلى قيادة المنتخب الإنجليزي الأول في عام 2016، متحمسا للغاية أثناء الحديث عن غاري أونيل، الذي تولى قيادة بورنموث في أغسطس (آب) الماضي في أول تجربة تدريبية له، وقاده للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال ساوثغيت: «لم يسبق لي وأن تحدثت عن غاري من قبل، لكنني تعاقدت معه في ميدلسبره، وتوليت تدريبه لمدة عامين عندما كان لاعبا. لقد قام بعمل جيد للغاية في ظروف معقدة جدا في البداية. وعندما كان لاعباً كنت أعتقد دائما أنه يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله لأن يكون مديرا فنيا جيدا». ويضيف «لقد ذكرني موسمه الأول في عمله بالتدريب بأول عامين قضيتهما في ميدلسبره، حيث كانت الأمور صعبة للغاية. لقد كان يقاتل من أجل تجنب الهبوط وقد نجح في ذلك. ما حققه هاو وكوبر كان واضحا للجميع، لكن أعتقد أن غاري لم يحصل على الإشادة التي يستحقها». بالعودة إلى الجوائز، وإلى قدرة غوارديولا على البحث عن طرق ووسائل تحفيزية جديدة، فمن الغريب حقا أن قائد المنتخب الإنجليزي، هاري كين، لم يحصل أبدا على جائزة أفضل لاعب في الموسم من رابطة اللاعبين المحترفين أو رابطة كتاب كرة القدم. يقول ساوثغيت: «لكي يحصل اللاعب على جائزة أفضل لاعب في الموسم يجب أن يحصل على بطولة مع ناديه في أغلب الأحوال». لقد قدم كين مستويات استثنائية هذا الموسم، حيث سجل 30 هدفاً مع توتنهام، من بينها 28 هدفا في الدوري. سوف يبلغ كين من العمر 30 عاما في يوليو (تموز) المقبل، لكن ساوثغيت مؤمن بأن قائد المنتخب الإنجليزي قادر على مواصلة التألق حتى منتصف الثلاثينات من عمره بسبب احترافيته الشديدة، على غرار المهاجم السابق تيدي شيرينغهام، الذي «لم يكن يعتمد على السرعة لتسجيل الأهداف أو إحداث تأثير في المباريات». ويرى ساوثغيت أن الأمر لا يتعلق بتعلم كين أشياء جديدة عن اللعبة بقدر ما يتعلق بتطوير قدراته القيادية داخل الملعب. وينطبق الشيء نفسه على كايل ووكر أيضا. ويتمنى ساوثغيت تحقيق شيء واحد خلال المرحلة التالية من مسيرته التدريبية - الفوز بكأس الأمم الأوروبية القادمة في ألمانيا - ويبدو الأمر هذه المرة وكأنها الفرصة الأخيرة. يقول المدير الفني للمنتخب الإنجليزي: «يتعين علينا أن نستعد لهذه البطولة بشكل جيد للغاية حتى نتمكن من المنافسة على الفوز بالبطولة. إننا نستحق ذلك بالفعل. هدفي هو محاولة الفوز بالبطولة وكل ما أفعله يتركز حول ذلك، كما أقول هذا في كل محادثاتي مع اللاعبين. لا أحد يمكنه أن يعرف ما الذي سيحدث في المستقبل، لكن ما يمكننا القيام به حقا هو محاولة الفوز بكأس الأمم الأوروبية المقبلة».

مشاركة :