يعدّ وادي ليّة في محافظة الطائف أحد الأودية الكبرى ذات الطابع السياحي والجمال الطبيعي، الذي يمتاز بكثرة مزارعة ومياهه المنسابة وكثافة الأشجار والشجيرات الوافرة، سواءً كانت على سفوح الجبال الحاضنة له أم على ضفاف الوادي، بالإضافة إلى الآثار والنقوش القديمة والحصون والبيوت الأثرية. وكوَّن وادي ليّة بعد هطول الأمطار التي شهدتها الطائف، مؤخراً واحات طبيعية على شطيْه أضافت إليه إِحْساساً جَمالِيّاً خاصّاً لِمحبي الطبيعة، وأعجوبة بين خباياه، ويزدهر الوادي بالنباتات البرية الفواحة بالروائح العطرية، مُشَكِّلاً عُنْصُراً سِياحِيّاً بارِزاً، حيث يخترق جسده سلسلة من أودية وشعاب جبال الشفا وهي مصدرٌ رئيسيٌّ لمياهه الجارية، ومنها وادي عفار، ووادي ذي غزال، ووادي بني عمر، ووادي خماس، وغيرها، مما أكسبت الوادي خصوبة دائمة وجَرَيانا مُسْتَمِرّاً على مدار الفصول المناخية الأربعة في العام. ويضمُّ الوادي ثروات طبيعية عديدة، تشمل المساحات الخضراء الساحرة والمناطق الجبلية الخلابة وشواطئ المزارع الخضراء، التي حافظ عليها الأبناء أسوةً بالآباء، بالإضافة إلى تاريخ عريق وثقافة أصيلة يحملها مجاورو الوادي، كل هذا وأكثر جعل منه وجهة سياحية مثالية للمسافرين على طريق الطائف، ومحافظة ميسان ومركز بني مالك وثقيف، ومنطقة الباحة السياحي باختلاف فئاتهم واهتماماتهم. ويجد السائح في وادي ليّة مُتَصَدِّراً لِثمار المزارع التي تحمل أغصان المزروعات من الحماط والعنب والرمان والورد الطائفي؛مما يعطي ضفاف الوادي مَنْظَراً جَمِيلاً، كما تنتشر المنازل القديمة والتاريخية ذات الطابع المعماري الجميل المؤلفة من طابقين وثلاثة طوابق، تجذب على أثرها الزوار والسياح؛ لمشاهدة المياه والخضرة والآثار التاريخية القديمة المتنوعة، حيث براعة الإنسان السعودي في الفن المعماري. وتنقسم الزراعة في وادي ليّة إلى قسمين؛ زراعة موسمية، مثل زراعة الخيار والطماطم والفاصولياء البامية، وغيرها من الخضروات، وأخرى مستمرة، حيث يتم بيع وتسويق منتجات وادي ليّة الزراعية في عدد من أسواق الطائف وجدة ومكة والرياض، حيث يتمتع ساكنو الوادي بالعديد من الخدمات الحكومية؛ منها المدارس والمراكز الصحية، التي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين، وعدد من الطرق الداخلية التي تربط القرى المجاورة للوادي بمحافظة الطائف. من جانبه، روى المواطن هاني الشريف، لمحة تاريخية عن وادي ليّة الذي يعد من أقدم وأعرق أودية الطائف التي تغنَّى بها الشعراء، وتوافد إليه الملوك والأمراء لما يمتاز به من جريان مستمر لمياه الأمطار، وخصوبة تربته الغنية، وعذوبة مياهه الرقراقة، إذ يحتضن مزارع الفواكه الموسمية مثل العنب والخوخ والرمان والتوت والبخاري ذات الجودة العالية، وتنوع الأماكن السياحية، وقربه من محافظة الطائف. وأوضح الشريف أن وادي ليّة يصل امتداده إلى 15 كليو مِتْراً، وَيضم قرى وادي ليّة العليا و وقرى وادي ليّة السفلى – أي أسفل ونهاية الوادي- حيث يغذي أكثر من 100 مزرعة قائمة، ويعتمد في جريانه على نسب هطول الأمطار، والمسائل والشعاب والأودية التي تصب فيه، مثل وادي عفار، وادي ذي غزال، وادي بني عمر ووادي خماس وغيرها.
مشاركة :