أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، بمدينة تامسنا، على تدشين مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط – سلا - القنيطرة، التي تعتبر مؤسسة للتكوين المهني من الجيل الجديد في خدمة التميز والابتكار. وقال الدخيسي عثمان، أستاذ باحث بكلية الاقتصاد والتدبير بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن مدن المهن والكفاءات التي دشنها جلالة الملك تعتبر الحجر الأساس لخارطة الطريق الجديدة في مجال التكوين المهني. وأضاف في تصريح لموقع القناة الثانية أنه بفضل هاته الاستراتيجية تقوم الدولة بخلق مؤسسات تكوين من الجيل الجديد، قادرة على مواكبة التطورات والتحديات التي تشهدها مختلف الاقتصادات وكذا التغيرات الجذرية التي يعرفها سوق الشغل الوطني والدولي على حد سواء. وتابع أن المغرب يروم تدريجيا خلق مدن للمهن والكفاءات بمختلف جهات المغرب مع مراعاة الخصائص الترابية والمجالية لكل جهة، مشيرا إلى أنه على مستوى العرض التربوي والبداغوجي، يرتكز التكوين بهاته المؤسسات الجديدة على أساليب تربوية مبتكرة تفضل إتقان اللغات الأجنبية، والنهج القائم على المهارات وإعطاء الأولوية لإشراك المهنيين ، ولا سيما من خلال تعزيز التدريب في الوسط المهني (وسط المقاولة) من خلال برامج التكوين بالتناوب (Formation en alternance). وبالإضافة لهاته المقاربة البيداغوجية الجديدة، يستهدف إصلاح منظومة التكوين المهني، الإنفتاح على تخصصات جديدة كالذكاء الإصطناعي، الاقتصاد الرقمي، الفن والجرافيك (Art et industrie graphique). على مستوى الجدوى الاقتصادية، آشار ذات المتحدث إلى أنه يمكن اعتبار التكوين المهني قاطرة للتنمية عبر تعزيز الكفاءات وتطوير المهارات، لما يخوله ذلك من رفع للإنتاجية على مستوى المقاولات وكذا على مستوى الاقتصاد ككل، مضيفا أن المغرب ومنذ عقود انتهج سياسة الانفتاح على الاستثمار الأجنبي عن طريق تحسين مناخ الأعمال وتوفير يد عاملة تتسم بكفاءة عالية، حيث لا يمكن لسياسة تجويد التكوين المهني ووضعه في خدمة سوق الشغل إلا أن تساهم في تعزيز جاذبية الاقتصاد الوطني وربح رهان التنمية.
مشاركة :