بات من الضروري تزويد الصغار بفرص اللعب غير المتصل بالإلكترونيات، والذي يعزز فيهم روح الإبداع وإنشاء القصص وتنمية مهاراتهم اللغوية، في عالم مليء بالأجهزة الذكية والشاشات الرقمية. وأوضحت تانيا سباسوجيفيتش، المديرة العامة لحضانة المستقبل “أورا”، أنه صار من الضروري في عالمنا اليوم تضمين مجموعة من الأنشطة المبتكرة والتفاعلية، التي أُعِدّت خصيصا لمرحلة ما قبل المدرسة، والتي تهدف إلى شحذ خيال صغارنا وتسهيل النمو الشامل لديهم. وفي مقدمة هذه الأنشطة ألعاب التكنولوجيا غير المتصلة، والتي صُمّمت بعناية لجذب اهتمام الأطفال من سن الثالثة فما فوق، مع تعزيز المشاركة العملية. ومن خلال الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية، نكون قد ساهمنا في توفير بيئة آمنة ومحفزة لتشجيع التعلم النشط واللعب الإبداعي. ومن أهم هذه الأنشطة، التي تتصدر المشهد، سرد القصص مع عدم وجود شاشات أو أزرار في متناول الأطفال؛ حيث نوفر لهم الفرصة لإطلاق العنان لخيالهم في رحلات تعليمية. كما يتم تشجيعهم على نسج حكايات آسرة باستخدام خيالهم ومهاراتهم اللغوية وعواطفهم، ونقلهم إلى عالم مليء بالمغامرات والعجائب. مهارات الترميز تلعب دورا مهما؛ إذ تمكّن الأطفال من خلق قصصهم الخاصة وتحديد مسار الشخصيات وكيفية تجاوز العقبات وتلعب مهارات الترميز دورا مهما؛ إذ تمكّن الأطفال من خلق قصصهم الخاصة وتحديد مسار الشخصيات وكيفية تجاوز العقبات، وفي نهاية الأمر خلق حكايات فريدة من صنع خيالهم. وتواصل المديرة العامة لحضانة المستقبل قائلة إن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، بل إننا نتفهم أهمية تطوير الوعي المكاني واللغة الموضعية منذ سنوات الطفولة المبكرة لأطفالنا. ولتحقيق ذلك قمنا بدمج ألعاب تشجع على الحركة وتعليم الأطفال (…) من خلال الألعاب الكلاسيكية؛ حيث يتم تشجيعهم على القفز وتحريك أجسادهم في اتجاهات مختلفة. ولا تدعم هذه الأنشطة الانسجام الحركي فحسب، بل تعزز أيضا القدرات المعرفية بواسطة تجارب التعلم العملية. وفي الوقت ذاته يمكن لخبرات التشفير المسبق أن تعزز المفاهيم، التي هي في جوهرها أساسيات الخوارزميات في عالم التشفير. ومن خلال التركيز على الألعاب غير المتصلة وأنشطة سرد القصص وتطوير اللغة الموضعية، نضمن للأطفال تجارب تعليمية شاملة تنمي إبداعهم ومهاراتهم الاجتماعية وتدعم نموهم المعرفي والقدرة على الترميز وإدراك أهميته في التعلّم. ويسامهم سرد القصص في بنـاء وتطـوير الطفل مـن النواحي العقلية والاجتماعية والنفسـية؛ مـن الناحية العقلية تنمي القصة قدرات الطفل العقلية والذهنية وذلك بإثارة خياله وعقله. أما من الناحيـة الاجتماعية فالقصص تـربي الطفـل على حـب الآخـر وتكسـبه مهـارة الاتصـال والتواصـل مع الآخرين بأسلوب جيد وباستعمال مفردات لائقة، ومن الناحية النفسية تعزز القصة ثقة الطفـل بنفسـه وذلك من خلال إثارة الانبهار لديه والترفيه عنه. ويؤدي كل ذلك إلى إثارة ذكاء الطفل واكتساب مفردات وألفاظ وعبارات تساعده على التعبير مما يسهم في إثراء رصيده اللغوي وتنمية الإبداع والابتكار لديه.
مشاركة :