الفنان السوري فائق عرقسوسي لـ«الشرق الأوسط»: اللعبة في مسلسلات السيرة الذاتية خطرة

  • 2/22/2016
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

ينتمي الفنان السوري فائق عرقسوسي إلى جيل السبعينات، حيث انطلقت تجربته الفنية كحال فناني جيله من المسرح، ومن ثمّ الدراما التلفزيونية، وإن كان (فائق) خالف زملاء جيله حيث أصّر على المسرح وراهن عليه حياة وديمومة فنية بعد أن درس المسرح والفن أكاديميًا في المعهد العالي للفنون بالقاهرة في سبعينات القرن المنصرم، وفي الجديد في أعماله التلفزيونية للموسم الحالي، صوّر أخيرًا دوره في المسلسل الاجتماعي البوليسي «مذنبون أبرياء» مع المخرج أحمد سويداني ويجسّد فيه شخصية دبلوماسي (عصام) وهو مسلسل يتناول قضايا الجاسوسية والمخدرات والمؤامرات والمافيات كذلك صور دوره في المسلسل التاريخي «ابن حنبل» بشخصية الشيخ الأذرمي ويستعد لتصوير مشاهده في الجزء الجديد من السلسلة الكوميدية بقعة ضوء. وعلى الرغم من أن عرقسوسي هو ابن البيئة الدمشقية فيلاحظ أنه مقل في مشاركاته في مسلسلات البيئة الشامية، وفي حوار معه يتحدث الفنان فائق عرقسوسي لـ«الشرق الأوسط» موضحًا السبب قائلاً: «لقد شاركت منذ المسلسلات الأولى في مجال دراما البيئة الشامية ومنها مثلاً مسلسل (حارة نسيها الزمن) في الثمانينات، ولكنني بعدها ومنذ 27 عامًا كنت بعيدًا عن هذه الأعمال (أو مبعدًا)؟! حتى كانت مشاركتي في المواسم الأخيرة بمسلسل زمن البرغوث وبشخصية عكيد الحارة ومن ثم في مسلسل بواب الريح وهو بيئي شامي تاريخي، أما بالنسبة للأجزاء الجديدة من سلسلة باب الحارة فلم يتصل معي أحد للمشاركة فيها.. أنا لم أبعد نفسي عن المسلسلات الشامية ومن أبعدني كل من أنتج وأشرف على مثل هذه الأعمال (قد يكونوا بحسن نيّة لم يتذكروني)!». ولماذا لم نشاهدك في أعمال درامية مصرية وأنت خريج معهد الفنون بمصر؟ يبتسم عرقسوسي: «شاركت في بعض الأعمال، ولكن كان منتجوها سوريين وفي السبعينات، وعندما كنت أدرس في مصر شاركت في بعض الأعمال الدرامية هناك، ولكن في الوقت الحالي لم يطلب مني المشاركة وأنا أجيد بالتأكيد اللهجة المصرية وتابعني المتفرج في مشاركة لي بمسلسل شامي (ياسمين عتيق) أتكلم باللهجة المصرية، حيث جسّدت في المسلسل شخصية مصرية (شخصية الأميرالاي عمر قائد جيوش إبراهيم باشا في حملته على الشام)». وحول رأيه بدراما السيرة الذاتية وإمكانية تجسيده لشخصية ما فيها يرى عرقسوسي أن شخصيات السيرة الذاتية مترسخة في أذهان الناس بشكل ما ففي حال كسر هذا الانطباع فإنه سيسبب فجوة بين الممثل والمتلقي ويؤدي لحالة من الابتعاد وعدم الرغبة في متابعة المشاهدة خاصة وأن الممثل لا يملك إيصال الرؤية كما يملكها المخرج وإنَّ من يتحكم في الرؤية العامة لمسلسلات السيرة الذاتية التلفزيونية لشخصية تاريخية ما دينية أو ثقافية أو سياسية هو المخرج، وهنا الممثل يحاول كثيرًا أن يبحث ويتخيّل ويقترب ويحلل ويناقش حتى تنضج الشخصية لديه ليؤديها في المسلسل، وقد يذهب هذا كلّه هباء بطريقة تقديم هذه الشخصية، فاللعبة هنا خطرة والأخطر منها بالنسبة للمثل أنه ليس هو من يمتلك التوجه. وعن الدراما المدبلجة ومشاركته بها يقول عرقسوسي: «عملت في هذا النوع من الدراما لمرّة واحدة (مسلسل وادي الذئاب)، ولكنني لم أكرر مشاركتي بها لأنني وجدت أنه ليس فيها روح الإبداع، بل الممثل هنا يكتشف روح الشخص الذي يلعب شخصيته وطريقة انفعالاته في العمل وهذه أقرب ما تكون لمعايشة غير ممكنة، في الدوبلاج الممثل يقلّد حقيقة ويحاول إيجاد الصيغة الأنسب للتقليد». ويجيب فائق عن العلاقة مابين الممثل والدور ومن يقدّم أكثر للآخر قائلاً: «العملية هنا متبادلة فقد يكون الممثل مجيدًا منذ بداية المسلسل وبكل حلقاته، ولكنه يمّر دون أن يترك أثرًا لدى المشاهد والعكس صحيح.. المهم هنا - برأيي - أنّ نتساءل هذا الدور ماذا فعل وكيف أثر في الأحداث؟ على سبيل المثال في مسلسل نزار قبّاني أديت شخصية حسني الزعيم وأعتقد أن من تابع المسلسل لم ينسى شخصيتي فيه رغم محدودية اتساعها في المسلسل. وحول ضرورة وجود الفنان المثقف بثقافة عامة وليس بالدراسة الأكاديمية فقط، يرى عرقسوسي أن الثقافة ضرورية للممثل فأثناء دراستنا في المعهد كان أساتذتنا يقولون لنا نحن نعطيكم المفاتيح، ولكن بعد ذلك ما يوجد داخل الغرفة وما هي مكوناتها ومحتوياتها هذه خياركم أنتم!.. إنّ الثقافة العامة والخبرة والاحتكاك مع الناس تمنح الفنان أشكالاً حيّة للأداء وطرق جديدة للاكتشاف. وحول عدم عمله في مشروع شخصي له أسوة ببعض فناني جيله يوضح فائق: «أنا لا أحب أن أتعدى على غيري!.. أنا رجل عاشق مسرح.. لقد قضيت جلّ عمري في المسرح - يتنهد عرقسوسي - إنّ متعتي ودنياي وهويتي وشخصيتي شيء له علاقة بالمسرح ولو كان هناك مسرحًا يمنح عائلتي وأولادي مستوى معينًا من العيش لما خرجت من بوابة المسرح، هناك من ينتقدني بسبب تركيزي على المسرح ويعتبرونه رهانًا خاسرًا.. وأقول لهؤلاء إنني لا أراهن على فرس خاسر، فالمسرح هو ارتقاء وثقافة والمسرح أنت من يطلبه فيجب عليك أن تدفع الثمن وقتًا وذهنًا وروحًا؟!.. والمسرح ليس حالة غواية، بل هي حالة تصوّف وليست حالة عشق مؤقت ولا مراهنة على مكسب وخسارة.. يكفيني أن أبحر ويلتحق في ركب الرحلة بعض الناس الذين لم يعتادوا السباحة لأقول إنني فعلت شيئًا؟!». لدى فائق ثلاثة أولاد (ابنتان وصبي)، وجميعهم لديهم مواهب فنية، فابنه (أمجد) يدرس حاليًا في المعهد العالي للفنون المسرحية، و(نور) تتميز بموهبتها الغنائية والتي شاركت قبل عامين ببرنامج «The Voice» على شاشة «mbc»، حيث خرجت من نصف نهائي البرنامج بعد أن سحرت الجمهور بصوتها الرائع وبطربها الأصيل، ولديه البنت الأكبر (نغم) وهي تغني وتمتلك صوتًا جميلاً.

مشاركة :