واشنطن - ناقش مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الخميس في واشنطن مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي سبل منع إيران من امتلاك سلاح نووي إلى جانب القلق بشأن الدعم الإيراني لغزو روسيا لأوكرانيا في خضم جهود الحكومة الإيرانية لفك عزلتها وتدعيم نفوذها في المنطقة ما يمثل تهديدات لمصالح الولايات المتحدة وامن الدولة العبرية. وأفاد البيت الأبيض في بيان عن الاجتماع بأن سوليفان شدد أيضا على الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية لتحسين حياة الفلسطينيين في خضم التهديدات المستمرة من قبل اليمين الديني المتطرف. وتنظر إسرائيل والولايات المتحدة بكثير من القلق للاتفاق الذي تم عقده بين المملكة العربية السعودية وايران في مارس/آذار الماضي لاستئناف العلاقات بينهما حيث يعتبرانه بمثابة جرعة جديدة لإيران وانتصارا لها في تظل الطموحات النووية الايرانية في صدارة اهتمام البلدين. ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي انتقادا مبطنا لعودة العلاقات الإيرانية السعودية حيث المح الى تبعات إحياء هذه العلاقات معتبرا أن "من يتعاون مع إيران يتعاون مع البؤس". واستشهد نتنياهود بالأوضاع في لبنان واليمن وسوريا والدور الإيراني في تهديد امن المنطقة ككل. ويعتقد الإسرائيليون ان إيران ستضاعف من دعمها للجماعات المسلحة والفصائل الموالية لها خاصة في سوريا ولبنان وغزة وهو ما سيمثل تحديا لتل ابيب. وترى اسرائيل وكذلك الولايات المتحدة ان سعي إيران لاستئناف العلاقات مع دول مثل مصر يمثل خطرا على مصالحها وسيؤدي الى محاصرة الدولة العبرية وتشديد الضغوط عليها خاصة وان طهران باتت مسيطرة على الساحة السورية رغم الضربات التي يتلقاها الحرس الثوري من الطيران الإسرائيلي إضافة الى نفوذها في لبنان عبر ذراعها حزب الله. وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رحب بالجهود المبذولة لاستئناف العلاقات المصرية الإيرانية خلال لقائه الأسبوع الحالي سلطان عمان هيثم بن طارق الذي يبدو انه سيقوم بدور وساطة بين البلدين بعد ان زار مصر قبل فترة والتقى رئيسها عبدالفتاح السيسي. ولعبت مسقط دورا هاما في جهود استئناف العلاقات السعودية الإيرانية ويمكن ان تلعب نفس الدور بين القاهرة وطهران. كما تشعر طهران وتل ابيب بقلق شديد من استمرار إيران في عدم الالتزام بتعهداتها النووية ضمن الاتفاق النووي لسنة 2015 وسط تقارير استخباراتية من البلدين عن اقتراب طهران من صنع قنابل نووية. وهددت إسرائيل مرارا بشن ضربة للمواقع النووية الإيرانية رغم ان واشنطن تطالب بضرورة التوصل لحلول سلمية والضغط على طهران للالتزام بتعهداتها في هذا الجانب لكنها في المقتبل لا تستبعد الخيار العسكري. وتشعر واشنطن في المقابل بقلق شديد من استمرار التعاون العسكري الإيراني الروسي والذي يمثل تهديدا لأوكرانيا كما تتنطر بكثير من الريبة من التحالف بين الدولتين والصين. وفرض الغرب عقوبات على طهران بسبب تسليمها طائرات مسيرة لموسكو لاستخدامها في قصف مواقع مدنية وعسكرية في أوكرانيا.
مشاركة :