أدلة متزايدة.. الماريغوانا وراء إصابة المراهقين بالاكتئاب

  • 6/2/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول العلماء إن هناك تزايدا في الأدلة تربط بين استخدام الماريغوانا وإصابة المراهقين بالاكتئاب، بيد أن الغموض يكتنف أيا منها سكون هو السبب المباشر في وجود الآخر. تزايد في الآونة الأخيرة تعاطي المراهقين والمراهقات للماريغوانا طراء على الالموقف العالمي حيال استخدام القنب واستهلاكه الكثير من التغيرات في الآونة الأخيرة بما يشمل استكشاف استخدامات طبية محتملة وإضفاء الشرعية على تعاطيه . وفيما يتعلق بالشق الأخير قامت ثماني دول بما في ذلك كندا وأوروغواي والمكسيك وتايلاند و 22 ولاية أمريكية بإلغاء تجريم استخدام الماريغوانا لأغراض ترفيهية، فيما أضفت 50 دولة الشرعية على استخدام الماريغوانا للأغراض الطبية . وتمضي العديد من البلدان الأخرى في هذا المسار، بيد أن   تقنين استخدام الماريغوانا  أو القنب أو الحشيش لا تعني أنها مواد ليست ضارة مثل قضية تعاطي التبغ والكحول. تعد الماريغوانا واحدة من أكثر المخدرات استخداما بين المراهقين والمراهقات حول العالم إذ يستخدم في الولايات المتحدة أكثر من 2.5 مليون مراهق  الحشيش   بشكل عرضي فيما زاد استخدام القنب بين الأوساط الشبابية على مدى العقود الماضية، وفقا للباحثين من جامعة كولومبيا الأمريكية. ويعد هذا السبب وراء أن مسار تقنين القنب واستخدامه لأغراض طبية يحمل في طياته مخاطر لا سيما أضرار صحية محتملة بين المراهقين. تغيرات في الدماغ رغم أنه من الصعب معرفة التغيرات التي تطرأ خلال فترة المراهقة ومتى تتوقف، إلا أنه من الواضح أن تغييرات بيولوجية ودماغية عديدة ترافق هذه المرحلة ما يُصعب تحديد تأثير استخدام الحشيش على عقول المراهقين. وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية بالولايات المتحدة، فإنه خلال فترة المراهقة، تكون الأدمغة في طور النمو حتى منتصف العشرينات تقريبا بما يشمل النواحي العاطفية والإجهاد والتحفير وعملية اتخاذ القرارات فيما تنخفض المادة الرمادية ويُجرى استبدالها بالمادة البيضاء مما يجعل مناطق الدماغ المختلفة تتواصل بشكل أسرع وأكثر كفاءة. ولا تمر حياة المراهقين بتغييرات جسدية وفسيولوجية كبيرة فحسب، بل غالبا ما يواجهون  مشاكل هوية   ويتعرضون لضغوط اجتماعية وهي أمور قد تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل عقلية مثل القلق والاكتئاب وقد تدفعهم إلى تعاطي مواد مثل الماريغوانا للتكيف مع هذه الضغوط والتغيرات الجذرية، حسبما ذكرت "إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية" في الولايات المتحدة. بيد أن المشكلة تكمن في أن استخدام الماريغوانا يمكن أن يفاقم من مشاكل الصحة العقلية على المدى الطويل. أقدمت العديد من دول العالم على إجازة استخدام القنب أو الحشيش، لكن بجرعات محددة ونظرا لأن الدمغة تتطور في هذه المرحلة، فإنها عرضة بشكل خاص للتوجه إلى استخدام القنب والكحول والتبغ والعقاقير الأخرى التي تؤثر عليها فيما ذكرت الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين أنه ثبت أن هذه المواد قد تعمل على تغيير أو تأخير حدوث بعض التطورات التي تحدث عادة خلال فترة المراهقة. وقالت الأكاديمية إنه في حالة تعاطي الحشيش، فإن هناك أدلة متزايدة على أنه يعمل على تعديل أدمغة المراهقين. القنب والاكتئاب وقد كشفت "المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها" عن وجود ارتباط بين استخدام الماريغوانا وصعوبات في التفكير وحل المشكلات والذاكرة والتعلم وانخفاض والتركيز، لكن من غير الواضح أن هذه الأعراض سوف تستمر بعد التوقف عن استخدام القنب. وقد أظهرت الأبحاث وجود ارتباطات بين استخدام الحشيش وحدوث مشاكل في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب فيما من المرجح أن يصاب الأشخاص الذين يتعاطون الحشيش بنوبات ذهانية. وعكفت دراسة نشرتها "دورية الجمعية الطبية الأمريكية" الشهر الجاري على الوقوف حيال التغيرات التي طرأت على   المراهقين   الذين استخدموا الحشيش في بعض الأوقات خلال الأشهر الـ 12 الماضية حيث قامت بتحليل ردود ما يقرب من 70 ألف مراهق في استطلاع على مستوى الولايات المتحدة عام 2019 حيال أضرار تعاطي المخدرات على الصحة. وأجرت الدراسة مقارنة بين المراهقين الذين استخدموا الحشيش وبين أقرانهم الذين لم يتعاطوا هذا النوع من المخدرات خلال الفترة ذاتها. وذكرت الدراسة أن المراهقين الذين استخدموا الماريغوانا لكن لم يصل الأمر إلى حد الإدمان أبلغوا عن مشاكل صحية عقلية تتراوح ما بين وجود الاكتئاب وأفكار تدفع إلى الانتحار وبطء في التفكير وصعوبة في التركيز بمعدل ما بين بمرتين إلى أربع مرات أكثر من أقرانهم الذين لم يتعاطوا الحشيش. ويشير ذلك إلى وجود ارتباط بين استخدام الماريغوانا وحدوث مشاكل في الصحة العقلية، لكن ما زال من غير الواضح أيا منها السبب في وجود الآخر بشكل مباشر. وقد ذكرت دراسة أخرى نشرتها مجلة "جاما" الأمريكية للطب النفسي أن استخدام الماريغوانا بين  المراهقين   ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وأفكار تدفع للانتحار في وقت لاحق من حياتهم. ومع ذلك، أظهرت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة "علم الأدوية النفسية" أن المراهقين الذين يستخدمون القنب ليسوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو القلق مقارنة بالبالغين الذين يستخدمون القنب إذ ان المراهقين الذين وصلوا إلى  حالة إدمان   في استخدام القنب وحدهم من يعانون من صحة نفسية سيئة. هل القنب السبب؟ بيد أن الباحثين يقولون إن الارتباط لا يعني السببية كما في مسألة الدجاجة والبيضة إذ من الصعب معرفة ما إذا كان استخدام القنب لدى المراهقين هو سبب إصابتهم بالاكتئاب ومشكلات عقلية أخرى أم أن المراهقين الذين يعانون من هذه الأمراض هم أكثر عرضة للتوجه إلى استخدام القنب. وقد ذكرت دراسة نشرت عام 2020 في بمجلة "حدود علم النفس" أنه من الصعب الوقوف على طبيعة العلاقة بين تعاطي القنب والصحة العقلية، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يكون هناك سببا آخرا وراء تعاطي الحشيش وحدوث مشاكل الصحة العقلية مثل تعرض المراهقين للتوتر والقلق . لذا فمن أجل تبيان حقيقة ذلك، فإن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث. ستيفن باردو /  م.ع

مشاركة :