بيروت - أنكر حزب الله اللبناني اليوم الجمعة علاقته بالعناصر الخمسة الذين اتهمتهم أمس الخميس محكمة عسكرية في لبنان بقتل جندي أيرلندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عام 2022، متنصلا من المسؤوليته عن الحادثة، بينما أظهرت تسجيلات فيديو المتهمين وهم يشيرون إلى أنفسهم بأنهم ينتمون إلى الحزب المدعوم من إيران. وقال محمد عفيف المسؤول الإعلامي في حزب الله إن المتهمين الخمسة ليسوا أعضاء في الجماعة التي لها نفوذ في جزء من جنوب لبنان وقع فيه هجوم العام الماضي، نافيا أن تكون لائحة الاتهام قد وصفتهم بأنهم ينتمون إلى الجماعة الشيعية. وأضاف أن الحزب "لعب دورا كبيرا بعد مقتل الجندي في تخفيف حدة التوتر وتعاون السكان مع الجيش والتحقيق القضائي"، موضحا أن الجماعة الشيعية لم تكن طرفا في الخلافات بين أهالي المنطقة والدورية الإيرلندية. وهذه التصريحات هي الأولى لمسؤول في حزب الله منذ صدور لائحة الاتهام الخميس، بينما رفضت حركة أمل التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التعليق. ورفض الحزب ما أسماه "إقحام" عناصره في التحقيقات المتعلقة بالحادثة، في مسعى لتطويق التداعيات الإقليمية والدولية للاتهام الجديد، خاصة بعد تصنيفه في العديد من الدول "تنظيما إرهابيا" وحظر كافة أنشطة أنصاره، إثر تورطه في تنفيذ مخططات إرهابية خارج لبنان. وذكر مصدر قضائي لبناني كبير أن المحكمة العسكرية ادعت على خمسة أشخاص بعضهم أعضاء في حزب الله وحركة أمل المتحالفة معها، مشيرا إلى أن الأدلة مستمدة من تسجيلات كاميرا يشير فيها المتهمون إلى أنفسهم بأنهم أعضاء في حزب الله. وأكد مصدر قضائي ثان أن قرائن الكاميرا مذكورة في وثيقة المحكمة المكونة من 30 صفحة، موضحا أن عقوبة الاتهامات هي الإعدام. وقُتل الجندي شون روني (23 عاما) في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي في أول هجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان منذ عام 2015، يسفر عن سقوط ضحايا. ونفت جماعة حزب الله مرارا ضلوعها في القتل، مقللة من أهمية الحادث واصفة إياه بأنه "غير مقصود" وقع بين سكان محليين وقوة اليونيفيل. واعتقل الجيش اللبناني شخصا واحدا من المتهمين بالفعل فيما يتصل بالقضية في أواخر 2022، موجها إليه اتهاما بالقتل العمد. وحُددت هويته حينئذ على أنه من أنصار حزب الله، فيما يواجه المتهمون الآخرون اتهامات من الشروع في القتل إلى تخريب مركبة. وما يزالون جميعا طلقاء. وقال أندريا تينينتي المتحدث باسم اليونيفيل لرويترز "هذه خطوة مهمة نحو العدالة ونواصل الحث على مساءلة جميع الجناة". واتهم القضاء اللبناني بالفعل سبعة أشخاص بينهم المتهمون الخمسة في يناير/كانون الثاني، لكن هذا الاتهام الجديد يحدد أنهم أعضاء في الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل). ووقع الهجوم على الدورية الإيرلندية إثر انتقادات وجهها حزب الله لقرار تجديد التفويض للقوة الأممية وتوسيع مهامها، بشكل لا يجعلها في حاجة إلى إذن مسبق من أي شخص للاضطلاع بدورها بالتالي إجراء عملياتها بشكل مستقل. وحذّر الأمن العام لحزب الله حسن نصر الله حينها عناصر اليونيفيل من التصرف بعيدا عن الدولة وعن الجيش اللبناني المعني بالحركة في المنطقة التي تعتبر معقل الجماعة الشيعية، قائلا "إنهم يدفعون الأمور إلى مكان ليس لمصلحتهم".
مشاركة :