أعلنت هيئة التراث اكتشاف سادس أقدم نقش عربي يقع في جبل الحقون في منطقة حمى الثقافية في منطقة نجران الواقعة جنوب المملكة، وذلك ضمن أعمال المسح التي تجريها الهيئة. ويعود هذا النقش التذكاري لكعب بن عمرو بن عبد مناة، الذي سجله وختمه بتاريخ تنفيذه وفقا للتقويم النبطي، وذلك باستخدام أسلوب الرموز النبطية ذات القيم العددية. ويشير تاريخ هذا النقش إلى أن صاحب النقش كان تاجرا مارا بهذا الطريق قاصدا موطنه في شمال غرب الجزيرة العربية، حيث كان من المألوف استخدام هذا التقويم، ووفقا لقواعد التأريخ فإن عام 380 بتقويم بصري يعادل عام 485 ميلادي، وذلك بعد إضافة 105 أعوام (تاريخ سقوط مملكة الأنباط). ويسبق هذا النقش المكتشف من ناحية التاريخ نقوش عدة منها ثلاثة في محافظة العلا، هي: نقش رقوش عام 267 ميلادي، ونقش قرح "المابيات" 280 ميلادي، ونقش ذو أل بن زريق 312 ميلادي، كما يسبقه نقش آخر في نجران وهو نقش ثوبن 469 ميلادي، ويأتي من بعد هذا النقش من حيث التاريخ نقوش أخرى في محافظة العلا، ومنطقة الجوف، ومنطقة تبوك. واستخدمت هذه النقوش العربية المبكرة كحلقة مهمة من حلقات تطور الكتابة العربية، حيث يعد هذا الاكتشاف إضافة علمية في سجل الكتابات العربية المبكرة في جنوب الجزيرة العربية، خاصة من زاوية تأكيد أن حلقات تطور الكتابة العربية شملت جنوب الجزيرة، وليس شمالها الذي شهد تسجيل أغلب النقوش العربية المبكرة. وتعد منطقة حمى الثقافية - المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو - أحد أهم المواقع الأثرية في منطقة نجران، لكونها تمثل متحفا مفتوحا للنقوش الأثرية الصخرية التي تمتد على مساحة 557 كيلومترا تقريبا، تحيطها الكهوف والجبال المليئة بالرسوم والنقوش الصخرية، وتضم كذلك عشرات الآلاف من النقوش الصخرية المكتوبة بعدة نصوص قديمة.