مثقفون: الرواية المغربية تعكس تعدد التنوع الثقافي في المملكة

  • 6/4/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - أفاد كتاب وباحثون مغاربة أن الفضاء (المكان) الواقعي والمتخيل في الرواية المغربية، يجعل منها رواية لها خصوصياتها، تعكس الثقافة المغربية بكل مستوياتها. وقال الناقد والكاتب المغربي عبدالرحمان غانمي في لقاء أدبي حول "رواية الفضاء المغربي" على هامش الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب المنتظم حاليا بالرباط "يجب أن نؤكد على فضاءات متخيلة وواقعية في الرواية المغربية". وأضاف "هل السارد يستحضر تلك المدينة انطلاقا من واقعها، أو من تخيلها السردي، كأن يتجه السارد إلى واقعها وأماكنها المعروفة، أو أن يتخذ منها متخيلا سرديا". وأعطى أمثلة بروايات الكاتب المغربي عبدالكريم غلاب الذي ركز على مدن معروفة في المغرب كفاس، والقاص المغربي محمد زفزاف الذي أبرز في أعماله فضاءات معينة في مدينة الدار البيضاء. كما تحدث غانمي عن "مسألة الهامش في الرواية المغربية" وأعطى مثالا بالروائي والناقد المغربي محمد برادة الذي تناول في رواياته مدنا كطنجة والرباط والقاهرة وباريس، لكنها في الحقيقة فضاءات مركزية تحيل على فضاءات هامشية داخل هذه المدن المعروفة. ولفت إلى أن "الهامش حاضر بقوة حتى وإن تحدث عن مدن مركزية، فهي هوامش داخل المركز.. وهو نوع من الإحالة على توترات وخلفيات اجتماعية، وثقافة مغربية بكل أشكالها وتلويناتها". وتابع أن عددا من السراد يعيشون "نوعا من القلق في الفضاء الذي ينتمون إليه" ويبرزون هذا القلق بشكل أو بآخر "في فضاءات رواياتهم". ومن جهته، قال الناقد والباحث والروائي المغربي سعيد يقطين "المدينة بدأت تأخذ سمة مختلفة في الإنتاج الروائي المغربي"، مضيفا "بدأ الفضاء الروائي يتجاوز المدن الكبرى كالدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش.. إلى هوامش هذه المدن". وأشار إلى أنه "عندما يهتم الكاتب بخصوصية الفضاء المغربي، يمكن الحديث آنذاك عن رواية مغربية"، لافتا إلى أنه أحيانا بعض الروايات "لم تجد التفاعل الكافي مع القراء المغاربة بسبب أن هؤلاء لا يجدون فيها الخصوصية المغربية، على عكس بعض المسلسلات المغربية التي قدمت فضاء مغربيا بلباسه وبيئته وتقاليده، مما جعل الجمهور يتفاعل معها". واعتبر أن السبب في ذلك أن "رواياتنا يكتبها مثقفون لهم عوالم تحكمهم، من إيديولوجيات وانتماءات سياسية وثقافية مختلفة"، داعيا إلى "رواية مغربية تقدم لنا المغرب في مختلف تجلياته". ويرى الأكاديمي والباحث المغربي عبدالرحمان تمارة أن كل "فضاء في النص الإبداعي هو مجرد علامة، ومجرد إشارة رمزية وليس جغرافية حقيقية". واستشهد بمقولة المفكر والكاتب الأميركي من أصل فلسطيني إدوارد سعيد "لكل فضاء جغرافي عبقريته الخاصة". وقال "حينما نتحدث عن فضاء في رواية ما، نتحدث عن فضاء نابع من خصوصية وثقافة معينة"، مضيفا "في الرواية لا نقدم واقعا ما، ولكن رؤيتنا لهذا الواقع". وأدار هذا اللقاء الأدبي الكاتب والناقد أحمد بوحسن الذي ختم بقوله إن "الرواية المغربية تهتم بالإنسان ومشاكله". وأشار إلى أن للرواية العالمية الآن توجها جديدا هو "علاقة الرواية بالأرض والطبيعة والبيئة.. في ظل الخراب والدمار الذي يتهدد المدن". وانطلق المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في الأول من يونيو/حزيران ويستمر حتى الحادي عشر منه بمشاركة 737 عارضا من 51 دولة. ويشارك في فعاليات وأنشطة المعرض نحو 661 كاتبا ومفكرا وشاعرا محليا وأجنبيا، مع الإبقاء على جناح خاص بالثقافة والآداب الأفريقية التي حلت ضيف شرف الدورة السابقة. ومن بين الأسماء المشاركة من المغرب عبدالإله بلقزيز ونورالدين العوفي ومحمد برادة وحسن نجمي وعبداللطيف اللعبي وعبدالقادر الشاوي وسعيد يقطين ومحمد بنيس. كما تشارك أسماء بارزة من العراق ومصر ولبنان والسنغال وتركيا وكذلك الكاتب النيجيري الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1986 وول سوينكا.

مشاركة :