الصين تدافع عن «التحرش» بسفينة حربية أميركية في مضيق تايوان وتتهم واشنطن باستفزازها

  • 6/4/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دافع وزير الدفاع الصيني، لي شانغ فو، عن إبحار سفينة حربية عبر مسار مدمرة أمريكية وفرقاطة كندية في مضيق تايوان، وقال لتجمع ضم بعض كبار مسؤولي الدفاع في العالم في سنغافورة، يوم الأحد، إن مثل هذه الدوريات بزعم ”حرية الملاحة” هي استفزاز للصين. وفي أول خطاب علني دولي له منذ أن أصبح وزيرا للدفاع في مارس / آذار، قال لي أمام منتدى “حوار شانغري لا” إن الصين ليس لديها أي مشكلات مع المرور الحر ولكن ”يجب علينا منع المحاولات التي تحاول استخدام تلك الحريات المرتبطة بالملاحة (الدوريات)- ذلك الممر الحر- لممارسة الهيمنة على الملاحة”. كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، قال في نفس المنتدى السبت، إن واشنطن لن ”تتوانى في مواجهة التنمر أو الإكراه” من جانب الصين، وستواصل الإبحار والتحليق فوق مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي للتأكيد على أنهما مياه دولية، في مواجهة لمطالب بيجين الإقليمية لفرض السيادة. في اليوم ذاته، اعترضت سفينة حربية صينية مدمرة صاروخية أميركية موجهة وفرقاطة كندية أثناء عبورهما المضيق بين جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تدعي الصين أنها أراضيها، وبين البر الرئيسي للصين. تجاوزت السفينة الصينية المدمرة الأميركية ثم انحرفت على مسافة 150 ياردة (نحو 140 مترا) ”بطريقة غير آمنة”، وفقا للقيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ. بالإضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة إن مقاتلة صينية من طراز “جيه-16” قامت أواخر الشهر الماضي ”بمناورة عدوانية غير ضرورية” أثناء اعتراضها طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية الأميركية فوق بحر الصين الجنوبي، وحلقت مباشرة أمام مقدمة الطائرة. أثارت تلك الحوادث والحوادث السابقة مخاوف من وقوع حادث محتمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد بين البلدين في وقت تتصاعد فيه التوترات بالفعل. أشار لي إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها خلقوا الخطر، وينبغي بدلا من ذلك التركيز على ”العناية الجيدة بمجالكم الجوي الإقليمي ومياهكم”. كما قال لي عبر مترجم “إن أفضل طريقة هي ألا تتخذ البلدان، وخاصة السفن البحرية والطائرات المقاتلة للدول، إجراءات إغلاق حول المياه الإقليمية والمجال الجوي للبلدان الأخرى…اهتموا بشؤونكم الخاصة”. وشدد لي خلال كلمة مطولة على العديد من المواقف المعروفة لبكين، ومن بينها مطالبتها بكامل أراضي تايوان، ووصف ذلك بأنها أمر يصب في ”جوهر مصالحنا الأساسية”. واتهم لي الولايات المتحدة ودول أخرى بـ ”التدخل في الشؤون الداخلية للصين” من خلال تزويد تايوان بالدعم الدفاعي والتدريب وترتيب زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى. وقال ”الصين ملتزمة بطريق التنمية السلمية، لكننا لن نتردد أبدا في الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة، ولن نضحي بالمصالح الجوهرية للأمة”. وأضاف ”كما تقول كلمات أغنية صينية شهيرة: عندما يزورنا الأصدقاء، نرحب بهم بنبيذ فاخر. لكن عندما يأتي الأعداء، سنقابلهم بالبنادق.” وحدد أوستن – خلال خطابه في اليوم السابق – رؤية الولايات المتحدة لـ ”منطقة محيطين هندي وهادئ حرة ومفتوحة وآمنة ضمن عالم من القواعد والحقوق”. قال أوستن إن الولايات المتحدة تكثف التخطيط والتنسيق والتدريب مع ”أصدقاء من بحر الصين الشرقي إلى بحر الصين الجنوبي إلى المحيط الهند، والذين لديهم أهداف مشتركة لردع العدوان وتعميق القواعد والأعراف التي تعزز الرخاء وتمنع الصراع.” وسخر لي من هذه الفكرة، قائلا ”بعض الدول تتخذ مقاربة انتقائية للقواعد والقوانين الدولية”. قال ”بعض الدول تحب فرض قواعدها الخاصة على الآخرين. ما يسمى بـالنظام الدولي القائم على القواعد لا يخبركم أبدا بالقواعد ومن وضع تلك القواعد.” وأضاف ”على النقيض من ذلك، نمارس التعددية ونسعى للتعاون الذي يربح فيه الجانبان”. ويخضع لي لعقوبات أميركية تشكل جزءا من حزمة واسعة من الإجراءات ضد روسيا، لكنها سبقت غزو أوكرانيا – والتي تم فرضت في عام 2018 بسبب مشاركة لي في شراء الصين لطائرات مقاتلة وصواريخ مضادة للطائرات من موسكو. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية إن العقوبات التي تمنع لي على نطاق واسع من القيام بأنشطة تجارية في الولايات المتحدة لا تمنعه من إجراء محادثات رسمية. مع ذلك، رفض دعوة أوستن لإجراء محادثات على هامش المؤتمر، على الرغم من أنهما تصافحا قبل أن يجلسا معا على طرفي نفس الطاولة، حينما افتتح المنتدى يوم الجمعة. قال أوستن إن هذا لم يكن كافيا، مضيفا ” المصافحة الحارة على العشاء ليست بديلا عن الانخراط الجوهري”. أشارت الولايات المتحدة إلى أنه منذ عام 2021- قبل أن يصبح لي وزيرا للدفاع- أن الصين رفضت أو تجنبت الرد على أكثر من 10 طلبات من وزارة الدفاع الأمريكية لإجراء محادثات مع كبار القادة، بالإضافة لطلبات أخرى عديدة لإجراء حوارات دائمة ومشاركات على مستوى العمل. من جانبه، قال لي: ”الصين منفتحة على الاتصالات بين بلدينا وأيضا بين جيشينا”. ودون ذكر العقوبات، قال إن التبادلات كان من الواجب أن ”تقوم على أساس من الاحترام المتبادل”. أضاف: ”هذا مبدأ جوهري للغاية. إذا لم يكن لدينا حتى الاحترام المتبادل، فلن تكون اتصالاتنا مثمرة”. وأوضح أنه على دراية بأن أي ”صراع أو مواجهة محتدمة بين الصين والولايات المتحدة ستكون كارثة لا يتحملها العالم” وأن البلدين بحاجة لإيجاد طرق لتحسين العلاقات، قائلا إنها ”في مستوى قياسي من الانخفاض”. وأضاف: ”التاريخ أثبت مرة بعد أخرى أن الصين والولايات المتحدة يستفيدان من التعاون ويخسران من المواجهة”. وأشار إلى أن ”الصين تسعى لتطوير نوع جديد من علاقة دولة كبرى مع الولايات المتحدة أما بالنسبة للجانب الأميركي، فيتعين عليه التصرف بإخلاص، ومطابقة أقواله بالأفعال، واتخاذ إجراءات ملموسة مع الصين لتحقيق الاستقرار في العلاقات ومنع المزيد من التدهور”.

مشاركة :