" قراءة في كتاب: "مدرسة دار التوحيد في ميزان التاريخ"

  • 6/4/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض 15 ذو القعدة 1444 هـ الموافق 04 يونيو 2023 م واس إعداد: مسعود بن فهد المسردي أصدر الباحث العميد صالح بن غازي الجودي، كتاباً بعنوان: " مدرسة دار التوحيد في ميزان التاريخ". ويقع هذا العمل الصادر في طبعته الثانية من "دار تراث الوشم" بشقراء في 275 صفحة من القطع المتوسط، مقسمة على ثلاثة فصول، الأول والثاني عن بدايات التعليم في المملكة وسير كبار رجال التعليم الأوائل، والثالث وهو صلب الموضوع عن "دار التوحيد"، نشأتها وأهدافها ونظامها ومناهجها وأنشطتها المتعددة وأسماء مديريها وموظفيها ومعلميها وطلابها، وأما الملاحق فتحتوي على أسماء دفعات الطلاب منذ تأسيسها حتى عام 1379هـ، بالإضافة إلى برقيات وصور للمدرسة، وملحق للطبعة الثانية يحوي وثائقَ وصورًا وقوائمَ بأسماء الخريجين من عام 1380 حتى عام 1400هـ. وأبان المؤلف أنه بنى مادة كتابه على المقابلات الشخصية وإرشيف المدرسة، موضحاً أن دار التوحيد اسم أطلقه الملك عبدالعزيز على هذه المدرسة،وأشرف بنفسه على تأسيسها عام 1364هـ، وربطها بالشعبة السياسية في الديوان الملكي؛ لتحظى بمميزات مادية ومعنوية خاصة؛مما جعلها تنجب نخبة من أبرز رواد المجتمع في جميع المجالات. وذكر أن "دار التوحيد" في الطائف متميزة في ريادتها وموقعها وإدارتها ومناهجها ومعلميها وطلبتها، فالموقع الجغرافي وتوسطه بين أطراف المملكة، والجو العليل، والقرب من مكة المكرمة، وتفرُّغ الطلاب للتحصيل العلمي، كل هذه العوامل ساعدت في تكوين بيئة مثالية للطلاب من أنحاء المملكة كافة، وخاصة طلاب مدن وقرى نجد الذين كانوا بحاجة إلى التعليم النظامي. وأشار إلى اختيار الملك عبدالعزيز العالمَ الشامي "بهجة البيطار" ليكون مديراً للمدرسة في بدايتها، بالإضافة إلى نخبة مدرسين من علماء المملكة والشام ومصر، أمثال: نسيب المجذوب، ومحمد بن مانع، وعبدالملك الطرابلسي، وعبدالله الخزيِّم، وعبدالرحمن بن داوود، وعبدالله الزامل، ثم توالى وفود العلماء للتدريس في الدار، منهم: عبدالله الخليفي، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد الفرائضي، وعبدالرزاق عفيفي. أما الكوكبة الأولى من طلاب المدرسة الذين صارت لهم حضوة في العلم والأدب والقضاء والمناصب الحكومية؛ فلعل من أبزرهم على سبيل المثال لا الحصر: محمد بن جبير، و عبدالله بن خميس، وصالح العلي، والدكتور راشد الراجح، وعبدالعزيز الربيعة، وعبدالعزيز المسند، ومحمد الهويش، وصالح الحصيِّن، والدكتور محمد بن سعد بن حسين،والدكتور جابر الطيِّب، وعبدالرحمن الرويشد، والدكتور حمد السلوم، وسعد أبو معطي،وعثمان بن سيار، وغيرهم كثير. ويتبين من مسمى المدرسة "دار التوحيد" أن أهدافها الأساسية، التركيز على تعليم الطلاب المنتسبين إليها أصول العقيدة الإسلامية واللغة العربية؛ بغية تخريج أجيال مؤهلة لوظائف القضاء والتعليم ووظائف الوعظ والإرشاد ومختلف الأعمال الحكومية، فتنوعت مناهجها لتشمل القرآن الكريم، وعلوم الشريعة وأصولها، وعلوم العربية، والتاريخ، والجغرافيا، وعلم النفس، والحساب، والهندسة، ومدة الدراسة فيها خمس سنوات لحاملي الشهادة الابتدائية أو ما يعادلها، ثم عُدِّلَت فيما بعد إلى ثلاث سنوات للمتوسطة ومثلها للثانوية. وورد في الكتب التي تطرقت إلى تاريخ "دار التوحيد" أن أهدافاً غير مباشرة أسهمت في تأسيسها، ومنها تعليم أبناء البادية، ونقلهم من حالة الترحال إلى حالة الاستقرار، وفتح المجال لديهم لقبول التغير الحضاري، والتأثير في ذويهم عند العودة إليهم؛ فيتيسر لهم فيما بعد قبول فتح المدارس؛ لأن غالبية التعليم الذي كان في القرى المجاورة لمنازل البدو،لا يتجاوز فك الحرف وحفظ آيات من القرآن الكريم. وتطرَّق المؤلف في كتابه إلى النادي الأدبي في دار التوحيد، مبيناً أنه كان منارة إشعاع لمواهب كثيرة، انطلقت فيما بعد إلى فضاء الإبداع، وأسهمت بحظ وافر في إثراء المشهد الثقافي في بلادنا، مضيفاً أن النادي قام بجهود ذاتية من الطلبة، ولم يكن للمدرسة سوى الإشراف عليه فقط، فانبثقت منه الاحتفالات الخطابي،والمساجلات الشعرية،والتمثيليات الهادفة،والمسرحيات الفكاهية، وأصبح ما يدور في أروقته حدثاً أسبوعياً تنتظره مدينة الطائف. يذكر أن ثمَّة كتب أخرى صدرت، تؤرخ للمدارس العريقة في بلادنا،منها: مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة لمحمد العيد الخطراوي، والمدرسة الأولى بشقراء ليوسف المهنا، والمدرسة السعودية الابتدائية بمحافظة الشماسية لحمود النويصر،ومدرسة الجبل في الظهران لعبدالرحمن الأحمري،والرحمانية الابتدائية في مكة المكرمة لخالد الحسيني، والمدرسة السعودية رائدة التعليم النظامي بجدة لخالد أبو الجدائل، ومدرسة اللحاوية قاعدة التعليم في طبرجل لمحمد بن حلوان الشراري، ومدرسة ابن سينا الابتدائية بالسكران لعلي السكران، ومدرسة الجفر السعودية بالأحساء لعبدالله اليوسف، ومدرسة عنيزة الثانوية لصالح الخميس.

مشاركة :