أصدرت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بياناً مشتركاً، أمس، أكدتا خلاله تمسكهما والتزامهما تجاه شعب السودان، ووجهتا دعوة إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق على هدنة جديدة. وقالت المملكة والولايات المتحدة في البيان: «لايزال وفدا القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام، والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية حريصتان على استمرار المحادثات مع وفدي التفاوض، حيث تركزت المحادثات على سبل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن خطوات على المدى القريب ينبغي على الطرفين اتخاذها قبل استئناف محادثات جدة». وأضاف البيان أن الميسّرين للاتفاق على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية، ويُذكران الطرفين بأنه يجب عليهما تنفيذ التزاماتهما بموجب إعلان جدة الصادر يوم 11 مايو للالتزام بحماية المدنيين في السودان، ودعا البيان الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية. وكان الجيش السوداني قد أعلن الأربعاء الماضي تعليق مشاركته في محادثات جدة، واتهم قوات الدعم السريع بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل، وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأميركي تعليق المحادثات رسمياً، فيما أبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نيات جدية على صعيد الالتزام بوقف النار، وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات اقتصادية جديدة وقيوداً على التأشيرات بحق الأطراف الذين يمارسون العنف في السودان. وفي مقابل الوساطة «السعودية - الأميركية» ومباحثات جدة، تعمل أطراف أخرى على محاولة إيجاد حلّ للأزمة، مثل الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) المؤلفة من ثماني دول بينها كينيا. واستيقظ سكان الخرطوم، أمس، على أصوات سقوط قنابل وتبادل نيران أسلحة ثقيلة مع دخول الحرب أسبوعها الثامن، ونقلت «رويترز» عن شهود عيان أن الاشتباكات احتدمت في مناطق عدة بالعاصمة، وأن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تقع عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق وتشكل منطقة العاصمة الكبرى. وكان وسط الخرطوم وجنوبها من بين المناطق التي وردت أنباء عن اندلاع قتال فيها، أمس، وكذلك مدينة بحري ثالثة مدن منطقة العاصمة الكبرى والواقعة شمال الخرطوم على الضفة الأخرى للنيل الأزرق. وخارج العاصمة، اندلع قتال عنيف في منطقة دارفور في أقصى غرب البلاد، وهي المنطقة التي تعاني بالفعل صراعاً ممتدة منذ سنوات طويلة وتحديات إنسانية ضخمة. وتسبب الصراع المستمر منذ سبعة أسابيع في نزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص داخل البلاد وفرار 400 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة، فضلاً عن مقتل المئات من المدنيين وإضرام النيران في القرى والأسواق ونهب منشآت الإغاثة. وباتت ظروف الحياة صعبة في العاصمة السودانية حيث انقطعت المياه عن أحياء بأكملها ولا تتوافر الكهرباء سوى لبضع ساعات في الأسبوع، فيما توقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن العمل ويعاني السكان لتوفير المواد الغذائية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :