هل ما زال الإنجليز يمثلون حصان طروادة للأمريكيين؟ | عاصم حمدان

  • 2/23/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

* يرى بعض الدّارسين الغربيين بأن قصور رؤية السياسي البريطاني هارولد مكميلان Macmillan، وذلك عندما كان يشغل منصب وزارة الخارجية في حقبة تشرشل، والذي كان في حالة صحية سيئة، كان العامل الرئيس وراء عدم حضوره لمؤتمر Messina، الذي عُقد في عام 1955م، وهو الاجتماع الأوروبي الذي انبثقت منه فكرة إنشاء الاتحاد الأوروبي، أو ما يُعرف بـ E.E.C؛ ممّا فوَّت على بريطانيا فرصة ذهبية بالمقاييس السياسية. * ومن المستغرب جدًّا أن أوّل مَن دعا إلى فكرة النقاش حول انضمام بريطانيا للسوق من عدمه هو حزب العمّال، بزعامة هيوجتسكيل، ولكن اليسار المتشدّد في الحزب كان يعارض تلك الفكرة، على النقيض من موقف اليسار اليوم من القضية نفسها. * وقد قام جتسكيل بمناقشة الرغبة البريطانية مع الرئيس الأمريكي الراحل كينيدي، عند زيارته لها عام 1962م، وذلك على خلفية العلاقة الراسخة التي وُجدت بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية عام 1945م، ولكن الرئيس الفرنسي ديجول de.Galle عارض الفكرة، واصفًا بريطانيا بأنها سوف تمثل حصان طروادة داخل هذه المنظومة الأوروبية. * مع بداية الستينيات الميلادية قام إدوارد هيث، المعروف بنزعته الأوروبية بنقاش الرغبة البريطانية مع الرئيس الفرنسي نفسه «ديجول»، ولكن المناقشات انفضَّت عام 1962 من دون الوصول إلى النتيجة التي كان يتطلّع إليها هيث المحافظ، وقد آزر ديجول في رفض الملف البريطاني للانضمام المستشار الألماني المعروف -آنذاك- فيلي براند willy- Brand، وكان -آنذاك- زعيمًا للحزب الاجتماعي الديمقراطي في ألمانيا الغربية. * عندما صعد إدوارد هيث لرئاسة الوزراء (1970 - 1974م) سعى في بداية حقبته السياسية -وتحديدًا في أكتوبر 1971م- للقيام بعملية تصويت داخل البرلمان البريطاني لانضمام بريطانيا للسوق الأوروبية المشتركة، وكانت النتيجة تصويت الغالبية بما يقرب من 356 نائبًا لصالح الانضمام، مع أن زعيم العمّال هارولد ويلسون سعى إبان حقبة رئاسته للوزراء، وذلك عام 1967م للانضمام للاتحاد، ولكن رغبته قوبلت بالرفض أيضًا. * إلاّ أنّ استقالة ديجول المفاجئة عام 1969م من منصبه الرئاسي، وانتخاب زعيم فرنسي جديد هو»جورج بومبيدو» Pompidou مهَّد لقبول بريطانيا كعضو في الاتحاد عام 1973م، أيّ قبل سقوط حكومة هيث عام 1974م، وذلك على خلفية إضراب النقابات العمالية، وآثار حرب أكتوبر بين إسرائيل والعرب، واتخاذ حكومة هيث موقفًا معتدلاً بين أطراف الصراع. * كانت العلاقة بين دول أوروبا في الاتحاد مع رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر Thacher، والتي خلفت هيث ذا النزعة الأوروبية في زعامة المحافظين، كانت علاقة قلقة، وخصوصًا إزاء معاهدة ماستريخت Mastricht حيث إن تاتشر كانت تسعى لحلف بريطاني - أمريكي، وخصوصًا لجهة علاقتها القوية مع الزعيم الأمريكي ريجان. * ديفيد كميرون في اجتماعه الصاخب مع أعضاء الاتحاد -أخيرًا- حصل على بعض ما يريد، خصوصًا لجهة تخفيض الإعانات المالية التي يحصل عليها المهاجرون من دول أوروبا الشرقية لبريطانيا، ويبقى ترقّب ما يمكن أن يسفر عنه الاستفتاء على البقاء ضمن المنظومة الأوروبية من عدمه، في شهر إبريل المقبل، فهو الفيصل في هذه القضية المعقّدة لدرجة كبيرة.

مشاركة :