أعيدوا للمعلم هيبته | علي أحمد صحفان

  • 2/23/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً فهل شوقي لو كان بيننا الآن سيقول قصيدة «المعلم» لا أظنُّ بل سيقول ما قاله إبراهيم طوقان: لو جرّب التعليمَ شوقي ساعةً لقضى الحياةَ شقاوةً وخُمولاً يا من يريد الانتحارَ وجدْتَهُ إنّ المُعلِّمَ لا يعيشُ طويلاً كنت أندهش عندما أرى الكثير من المعلمين يتقاعدون مبكرًا وهم في قمة نشاطهم الذهني والبدني، ولكن بعد ما رأيتُ وسمعتُ ممّا يعانيه المعلم، من ضغوط، وتهميش، وضياع هيبته أمام الطلاب، فاستهزاء داخل المدرسة، وتحطيم سيارته خارج المدرسة، واعتذاره من طلابه، وتقبيله رؤوسهم، وجدتُ أنهم على حق، فهل هذا ما يستحقه صنّاع الأجيال، والركيزة الأساسية في النهوض بمستوى التعليم، والعنصر الفعّال في بناء المجتمع وتطويره؟! انظر ماذا قال إمبراطور اليابان عندما سُئل عن سرّ تقدّم بلاده (إن بلادنا تقدّمت في هذا الوقت القصير؛ لأنّنا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير)، فماذا عملنا نحن للمعلم؟! إن ضياع هيبة المعلم يشارك فيها كل من وزارة التعليم؛ بسبب وقوفها الدائم مع الطالب ضد المعلم، ولعدم وجود نظام يحمي المعلمين من الطلاب، وذويهم، فهل يمكن للطالب أن يحقق تقدّمًا وتفوّقًا مع وجود مثل هذه العلاقة التي تفتقر إلى احترام المعلم، والذي يفترض أن يكون مثلاً أعلى وقدوة له، طبّقوا الأنظمة على المعلم والطالب. والأسرة لها دور في ذلك، فتربية الطالب تؤثّر سلبًا على تعامله مع معلميه، فلابد أن يدرك أولياء الأمور الخطأ الذي يرتكبونه في حق أبنائهم، إذا ما شجّعوهم على التمادي في السلوكيات الخاطئة، فكيف نريد جيلاً يحترم النظام إذا كانوا لا يحترمونه في صغرهم. كما أن المعلم هو عامل مهم، فإذا أراد أن يحفظ هيبته، وينال احترام الطلاب، ما عليه إلاَّ أن يتقن عمله، ويبدع فيه، ويقدم الرسالة المنوطة به، وبمفهومها النبيل، وعليه أن يفرض هيبته بعمله، وعلمه، وشخصيته. يا وزارة التعليم، «المعلم» هو محور العملية التعليمية، ولكن للأسف هو الحلقة الأضعف، فإذا أردتم تعليمًا ناجحًا وفِّروا المناخ الملائم والآمن للمعلم؛ ليتحقق له الاتزان النفسي، والطمأنينة، فيستطيع التطوير والإبداع، وانتظروا منه المخرجات والنتائج، ثم حاسبوه بعد ذلك. t:@Sahfan_Press rwem@hotmail.com

مشاركة :