وصف سفير ماليزيا الجديد لدى الكويت علاء الدين بن محمد نور بلاده بأنها تعتبر أفضل وجهة صديقة للمسلمين، معبراً عن سعادته بالحالة الممتازة للعلاقات الثنائية بين ماليزيا والكويت. وفي أول لقاء يجريه مع صحيفة كويتية بعد تقديم أوراق اعتماده إلى سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، قال بن محمد نور، لـ «الجريدة»، إنه يعمل عن كثب مع الحكومة الكويتية لتبادل الزيارات العالية المستوى قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أنه في ضوء رؤية الكويت 2035، تأمل ماليزيا إقامة تعاون أكبر، لا سيما في مجال الأمنين الغذائي والسيبراني والرعاية الصحية. وأكد أن الكويتي يمكنه الحصول على تأشيرة دخول عقب وصوله إلى ماليزيا، مضيفاً: «رغم أن قيمة الاستثمارات بين بلدينا تبلغ مليارات الدولارات فإنني أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لتحسين الوضع الراهن»... وفيما يلي نص اللقاء: • ما الذي يميز بلادكم عن غيرها من الدول؟ - ماليزيا لديها الكثير لتقدمه للمتسوقين ولعشاق الطعام، وهناك أيضا جزر جميلة وشواطئ ومدن جذابة ومواقع تراثية وأماكن لمحبي المغامرات تستحق الزيارة. ويعد توافر المرافق الصديقة للمسلمين من بين العوامل التي تجذب السياح المسلمين لزيارة ماليزيا، إذ لا يضطر السياح المسلمون إلى القلق بشأن الحصول على الأطعمة الحلال أو البحث عن مطاعم حلال، فهي موجودة في كل مكان، كما يجب أن يشعروا بالراحة في ماليزيا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بممارسة واجباتهم الدينية، فالمساجد موجودة في كل مكان، في الحدائق والمراكز التجارية ومحطات الوقود ومحطات البحث والتطوير على الطرق السريعة. علاقاتنا مع الكويت ممتازة... ونأمل تبادل زيارات عالية المستوى قبل نهاية العام وكدولة ذات غالبية مسلمة، حافظت ماليزيا على مكانتها كوجهة مفضلة للمسافرين المسلمين وفقا لمؤشر السفر العالمي للمسلمين (GMTI) لعام 2022، إضافة إلى ذلك تم اختيار ماليزيا كأفضل وجهة صديقة للمسلمين (OIC) في حفل توزيع جوائز السفر الحلال بسنغافورة في يونيو 2022، واستند التصنيف إلى استطلاع سنوي عبر الإنترنت يغطي عدة معايير، بما في ذلك توافر الطعام الحلال، والوصول إلى مرافق الصلاة والخدمات الصديقة للمسلمين في الفنادق، والسلامة والأمن العام. 10 ملايين سائح • كيف ترى مستوى الحركة السياحية من الكويت إلى ماليزيا؟ - بصرف النظر عن التجارة والاستثمار، أود أيضا تعزيز التواصل بين الشعبين، وأعتقد أن السياحة يمكن أن تكون وسيلة جيدة لمساعدتي في تحقيق هذه الغاية، وفي أول أبريل 2022 أعادت حكومة ماليزيا فتح حدودها بالكامل للمرة الأولى بعد ما يقرب من عامين من عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا، ونتيجة لذلك سجلت ماليزيا عام 2022 ما مجموعه 10.07 ملايين سائح وافد، و28.2 مليار رينغيت ماليزي في عائدات السائحين، متجاوزة هدفها الأولي البالغ 9.2 ملايين. نتطلع لزيادة التعاون مع الكويت لا سيما في مجال الأمنين الغذائي والسيبراني والرعاية الصحية ومن هذا العدد الكبير، وصل 88534 سائحا من الشرق الأوسط، وما زلنا نأمل زيادة الأعداد في السنوات المقبلة، وآمل حقا أن يكون المزيد من المواطنين الكويتيين والمغتربين جزءا من هذه الأرقام، وللتذكير يتمتع المواطنون الكويتيون بخدمة «التأشيرة عند الوصول» مع الإقامة لمدة ثلاثة أشهر كحد أقصى في ماليزيا. ومع ذلك، يمكن للمقيمين الراغبين في الحصول على تأشيرة، التقدم إلى السفارة، مع جواز سفر، تذكرة سفر، تأكيد حجز الإقامة ودفع رسوم التأشيرة البالغة دينار ونصف، والأمر سيستغرق 3 أيام عمل. وفي هذا الصدد، من المهم أيضا أن نشير إلى أنه منذ 2 أكتوبر 2022، استأنفت «الخطوط الجوية الكويتية» رحلاتها المباشرة إلى ماليزيا، وتقوم برحلات كل ثلاثة أسابيع من الكويت إلى كوالالمبور. • وكم عدد التأشيرات التي أصدرتموها منذ بداية العام؟ - أصدرنا نحو 400 تأشيرة بينها تأشيرات لطلاب ودبلوماسيين. علاقات ممتازة • كيف تقيّمون العلاقات الكويتية ـ الماليزية؟ - أنا سعيد جدا بالحالة الممتازة للعلاقات الثنائية بين ماليزيا والكويت، بدأ كل شيء في عام 1965 عندما قام الملك سيد هارون بوترا سيد حسن جمال الليل بزيارة للكويت في ذلك الوقت. 838.3 مليون دولار حجم التجارة بين الكويت وماليزيا في 2022 بزيادة 213% عن 2021 وتعتبر العلاقات الكويتية واحدة من أقدم العلاقات بين ماليزيا ودول مجلس التعاون، فقد افتتحت السفارة الماليزية في الكويت عام 1974، تلتها سفارة الكويت في ماليزيا عام 1980، واليوم، تسير علاقاتنا الثنائية على مسار إيجابي، وأنا مقتنع بأن هذه العلاقة الوثيقة ستوفر أساسا قويا لمزيد من التفاعلات التجارية والاجتماعية على المستويات كافة من كلا الجانبين. زيارات رسمية • هل سنشهد زيارات رسمية متبادلة رفيعة المستوى قريباً؟ - رغم وجود زيارات متبادلة في الماضي، آمل أن يزداد عددها في السنوات المقبلة، لا سيما على مستويات رفيعة المستوى وعلى مستوى رجال الأعمال، ومن جانبنا نخطط حاليا ونعمل عن كثب مع الحكومة الكويتية في هذا الشأن، ونأمل أن نتمكن من تبادل مثل هذا النوع من الزيارات عالية المستوى قبل نهاية هذا العام. وأعتقد أن كلا البلدين يمكنهما استكشاف المزيد من الآفاق المحتملة لتعزيز التعاون على مختلف المستويات، وفي ضوء رؤية الكويت 2035 تأمل ماليزيا إقامة تعاون أكبر، لا سيما في مجال الأمنين الغذائي والسيبراني والرعاية الصحية. وإضافة إلى ذلك، تقدم ماليزيا أيضا قطاعات اقتصادية ناشئة ومحتملة أخرى مثل الذكاء الاصطناعي، والصناعة الحلال، وتجهيز الأغذية، والخدمات المصرفية الإسلامية، والتمويل. وفي عام 2022، سجل إجمالي التجارة بين ماليزيا والكويت 838.3 مليون دولار (تصدير 188.6 مليون دولار، استيراد 649.7 مليون دولار)، بزيادة قدرها 213% عن 392 مليون دولار لنفس الفترة من عام 2021. قيمة الاستثمارات بين بلدينا مليارات الدولارات ولا يزال هناك الكثير لتحسين الوضع الراهن ومن الصادرات الماليزية الرئيسية إلى الكويت المنتجات الزراعية القائمة على زيت النخيل والأغذية المصنعة، والمصنوعات المعدنية والكهرباء والالكترونيات ومنتجات المطاط والمنتجات الخشبية، في حين أن صادرات الكويت الرئيسية إلى ماليزيا هي: البترول الخام والمنتجات الكيماوية البترولية. حجم الاستثمارات • حدثنا عن الاستثمارات بين البلدين، وهل أنتم راضون عنها؟ - يوجد حاليا في الكويت عدد من الشركات الماليزية التي تعمل في مجال الطاقة وتحلية المياه وخدمات إدارة النفايات الخطرة والنفط والغاز والخدمات المساندة، وفي المقابل هناك العديد من الشركات الكويتية التي تعمل بماليزيا في مجال النفط والغاز والخدمات المصرفية والخدمات اللوجستية والأسهم. ورغم أن قيمة هذه الاستثمارات تبلغ مليارات الدولارات لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكننا القيام به لتحسين الوضع الراهن. التعاون الثقافي • ماذا عن التعاون الثقافي بين بلدك والكويت؟ - التعاون الثقافي بين بلدينا لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فماليزيا والكويت لم تفعلا الكثير في إطار التعاون الثقافي الذي يستحق المناقشة، لكنني أتطلع حقا إلى العمل وتحسين الوضع الراهن مع نظرائي الكويتيين قريبا جدا. ذكريات عن الكويت قبل 40 سنة قال سفير ماليزيا علاء الدين بن محمد نور: «عشت في الكويت منذ 40 سنة عندما كان والدي دبلوماسيا في سفارة ماليزيا بالكويت، وبقينا هنا من 1981 حتى 1986، وقد كونت مجموعة كبيرة من الأصدقاء». وأضاف: «التحقت بمدرسة أجنبية في الجابرية، ولا تزال لدي ذكريات كثيرة من تلك الفترة، والآن، وبعد 40 عاماً، لاحظت حجم التغيير الذي مرت به الكويت»، متابعا: «أنا سعيد جدا لوجودي مع عائلتي في الكويت، ونحن نتكيف جيدا هنا».