أبدى المزارع محمد قديح من قطاع غزة عدم رضاه على كميات القمح التي حصدها من داخل أرضه القريبة من السياج الفاصل مع إسرائيل بسبب تغير أنماط الطقس ومعدل هطول الأمطار المخيب للآمال. وكان قديح الذي يمتلك أرضا بمساحة 20 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) في مدينة خانيونس جنوب القطاع يزرع بالماضي إلى جانب أقربائه نحو 200 دونم من القمح، لكن حاليا اكتفى بزراعة أرضه فقط بسبب تغير المناخ. ويقول قديح بينما يتواجد حوله عدد من أفراد عائلته الذين يتشاركون معه حصد المحصول لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تغير المناخ تسبب في تأخير موسمي الشتاء والصيف مما أدى لفساد العديد من المحاصيل في القطاع بما فيها القمح. واشتكى قديح (49 عاما) وهو رب عائلة مكونة من 5 أشخاص أن التغير المناخي زاد الأمر سوءا، فقد اتسم فصل الصيف بالحرارة الشديدة، مما يؤدي إلى كسر آذان القمح التي أصبحت غير صالحة للحصاد. وأوضح المزارع "بالكاد تمكنا من حصاد 25 % من محصول القمح لدينا خلال موسمه السنوي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة"، مشيرا إلى أنه بالكاد حصد حوالي طن واحد من القمح فقط حتى الآن، مما أدى إلى تكبده خسائر جديدة هذا العام. وتمكن المزارع قديح من حصاد 25 % من محصوله خلال الموسم السنوي الحالي الذي يبدأ عادة في عملية الزراعة في أكتوبر وينتهي بالحصاد في مايو من كل عام، والمقدر بحوالي طن واحد من القمح ما تسبب بخسارته 20 ألف دولار أمريكي. واعتبر قديح أن مثل هذه الظروف غير المسبوقة تجبر معظم المزارعين على التخلي عن العمل في المجال الزراعي، مشيرا إلى أن نحو 30 عاملا من أصل 180 يعملون في حصاد قمحه لهذا العام. وبدا الحال مماثلا للمزارع حازم سيف من خانيونس الذي اعتاد أن يكسب حوالي 700 دولار أمريكي في كل موسم من وراء حصاد القمح وهو ما كان يكفيه لإعالة أفراد عائلته المكونة من 6 أفراد. ويقول سيف (38 عاما) لـ((شينخوا)) "لقد تغير وضعي الاقتصادي لأنني أعمل لمدة 8 ساعات يوميًا لأجني حوالي 15 دولارًا أمريكيًا فقط". ويضيف سيف "ليس لدي أي فرصة أخرى أفضل لكسب المال لأننا نعاني بالفعل من ارتفاع معدل البطالة في غزة"، مشيرا إلى أن "الشيء أفضل من لا شيء". أما المزارع محمد فسفوس (29 عاما) فيقول إن العمل في القطاع الزراعي أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لنا كمزارعين، ولا يمكننا الانضمام إلى أي مجالات أخرى من الوظائف. ويضيف لـ((شينخوا)) "لقد أثر تغير المناخ سلبا على عملنا (...) ومع ذلك، يجب على وزارة الزراعة اعتماد خطط استراتيجية وتنفيذ ورش عمل تدريبية في محاولة لمساعدة المزارعين على التغلب على الظروف غير العادية مثل تغير المناخ، والتي تساعدهم في الحفاظ على مصدر رزقهم الوحيد". وانخفض محصول القمح السنوي بمقدار 1000 طن عن العام الماضي بسبب أواخر الشتاء وهطول الأمطار، بحسب محمد عودة المسؤول في وزارة الزراعة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويقول عودة لـ((شينخوا)) إن القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة أنتج فقط حوالي 5000 طن من القمح. ويمثل محصول القمح المحلي عادة 2 في المائة من الاستهلاك في القطاع، الذي يعتبر 2.3 مليون نسمة الخبز المسطح التقليدي جزءًا لا غنى عنه من نظامهم الغذائي.
مشاركة :