جدد مجلس القيادة الرئاسي في اليمن التزامه بدعم مساعي السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية للمدنيين، والعمل على استئناف العملية السياسية وتحقيق التطلعات المشروعة في إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، جاءت هذه التطورات فيما جددت جماعة الحوثي استهداف القرى الآهلة بالسكان في محافظتي الحديدة وتعز. وأطلع رئيس مجلس القيادة في اليمن رشاد محمد العليمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس جروندبرج خلال لقاء أمس، على إحاطة بشأن نتائج لقاءاته الأخيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وفرص البناء على الحراك الدبلوماسي الراهن لإطلاق عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمني في استعادة المؤسسات والأمن والاستقرار والسلام المستدام. وأكد العليمي التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بدعم مساعي المبعوث الأممي الخاص بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وأهمية تكامل الجهود الأممية والدولية من أجل إحياء مسار السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني. وجدد العليمي التذكير بالانتهاكات الحوثية الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القيود المفروضة على حركة الأفراد والسلع، والإجراءات التعسفية بحق المصارف والغرف التجارية، وأنشطة القطاع الخاص، والحريات العامة، وعدم اكتراث الحوثيين بالأوضاع الإنسانية الكارثية في البلاد. وحمل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مسؤولية تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وفي المقدمة الكشف عن مصير المختطفين والإفراج الفوري عنهم. وفي السياق، أطلع جروندبرج، وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، أمس، على نتائج زياراته الأخيرة لعدد من الدول وفرص وتحديات تحقيق السلام. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، أن ابن مبارك بحث مع المبعوث الأممي آخر التطورات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة لإحياء مسار السلام. وأكد الوزير اليمني، حرص المجلس الرئاسي والحكومة على إنهاء معاناة الشعب اليمني ودعم مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق السلام العادل والدائم المبني على المرجعيات الثلاث. أمنياً، استهدفت القوات اليمنية المشتركة أهدافًا استخدمتها جماعة الحوثي في استهداف قرى آهلة بالسكان جنوب محافظة الحديدة وغربي تعز. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن «الوحدات المرابطة في محوري الحديدة والبرح رصدت أهدافاً استخدمتها جماعة الحوثي، في استهداف قرى السويهرة في مقبنة تعز، وقرى جنوب التحيتا بمحافظة الحديدة، وسرعان ما تم التعامل معها بحزم»، مؤكداً تحقيق إصابات مباشرة في الأهداف وتكبيد الحوثيين خسائر بشرية ومادية. وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تصدى الجيش اليمني في تعز ومأرب لسلسلة محاولات تسلل نفذتها جماعة الحوثي. وأكد خبراء ونشطاء حقوقيون يمنيون أن استمرار قصف الحوثيين على المناطق السكنية، يكشف استهدافهم صارخ لفرص السلام واستعادة الهدنة. وأوضح الخبير العسكري اليمني العقيد يحيى البحر في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة وأنه لا سابقة لهم في الوفاء بالتزاماتهم تجاه السلام ويتصرفون كعصابات مسلحة. بدوره، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني عادل المدوري لـ«الاتحاد»: إن الانتهاكات الحوثية المتكررة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، حيث يستهدف الحوثي إيصال رسائل من خلال الهجمات المتكررة على مختلف الجبهات، كما يستهدف كسب المزيد من الوقت. وأكد الكاتب الصحفي همدان ناصر العلي، أن جماعة الحوثي تشن عمليات من طرف واحد، وتهاجم في تعز ومأرب، وتعتدي على المناطق المحررة باستمرار. وأوضح العلي لـ«الاتحاد»، أن الانتهاكات الحوثية المتكررة تسببت في تهجير أعداد كبيرة من الأسر اليمنية، واقتلاعها من جذورها وإبعادها عن بيوتها، وزادت من أوضاعهم الصعبة وضاعفت من معاناتهم.
مشاركة :