تشهد صناعة الأغذية محلياً وعالمياً مجموعة 5 توجهات رئيسية ترسم ملامح القطاع خلال الفترة المقبلة، وبحسب مشاركين في اجتماع موردي الأغذية الذي نظمته مؤسسة دبي لتنمية الصادرات على هامــش المعرض، فإن أبرز هذه التوجهات تتجسد في زيادة الإقبال على الأغذية الصحية، وتغير الوجبات اليومية للأفراد من 3 وجبات إلى 4 أو 5 وجبات يومية أقل حجماً، بالإضافة إلى تراجع حجم الوجبات بشكل عام وارتفاع الطلب على الوجبات الجاهز وسريعة التحضير، فضلاً عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على توجهات المستهلك الغذائية إلى جانب نمو تـــجارة التـــجزئة للمــــنتجات الأغذية عبر مواقع الطلبات الإلكترونية. علامات مفضلة وأشار ديفندرا تشاولا، رئيس مجموعة فيوتشر ريتيل، التي تمتلك أضخم سلسلة متاجر لتجزئة المواد الاستهلاكية في الهند، إلى أن أهم التوجهات في قطاع المنتجات الغذائية تتمثل في إقبال المستهلكين على علامات محددة باعتبارها المفضلة لديهم، ولكن بوتيرة استهلاك أقل من السابق بهدف الحد من الآثار الصحية لبعض الأطعمة الناتجة عن الدسم أو السكر وغيرهما، ويأتي ذلك في إطار رغبة المستهلكين باتباع حمية غذائية معتدلة للحفاظ على صحتهم لكن دون الاعتماد بشكل كامل على المنتجات الخاصة بالحمية والتي قد لا تلبي ذائقة المستهلكين والتي تشهد بدورها إقبالاً متزايداً، وأشار من جانب آخر إلى أن قطاع الأغذية يشهد انخفاض حجم الوجبات التي يتناولها المستهلك، حيث بدأ حجم الوجبات يرتفع من 3 وجبات تقليدية إلى 4 أو 5 وجبات خفيفة بكميات أقل على مدار اليوم. وأضاف: تشير هذه التغيرات إلى ضرورة أن تركز صناعة الأغذية على العبوات الأصغر حجماً لمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات، بالإضافة إلى التركيز على الوجبات سريعة التحضير والجاهزة أو شبه الجاهزة للاستهلاك، ويأتي ذلك في إطار تسارع وتيرة الحياة اليومية وتوجه العديد من ربات البيوت للعمل خارج المنزل وخاصة في الطبقة المتوسطة ما يرفع الطلب على الأغذية الجاهزة للتحضير السريع على غرار الأطعمة المجمدة والمقطعة وغيرها ما يقلل من الوقت والجهد في تحضير الوجبات المنزلية. الأغذية الصحية ومن جانبه أوضح أميت لوهــــاني، المدير المؤسس لتجــــمع مستوردي الأغذية في الهند فيفا، إلى أن عالم الأغذية يشهد مستجدات متسارعة يتصدرها تنامي الإقبال على الأغذية الصحية بالإضافة إلى تلك الخاصة بالحميات الغذائية المتــــنوعة علـــى غرار المنتجات من السكر أو الغلوتين وغيرهما. وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت باتت تؤثر على توجهات القطاع وآليات عمله، حيث تتزايد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي على توجهات المستهلك الغذائية والعلامات التجارية التي يفضلها، إلى جانب نمو تجارة التجزئة الإلكترونية لمنتجات الأغذية أو المنتجات الاستهلاكية والتي يتم إيصالها إلى المستهلكين خلال فترة وجيزة من الزمن. ولفت إلى أن الهند تشهد طفرة في مواقع التجزئة الاستهلاكية وخاصة في مجال الأغذية الجاهز أو سريعة التحضير مع توفير خدمة التوصيل إلى المنازل بغض النظر عن حجم المشتريات، حتى إن بعض المتاجر يقدم خدمة التوصيل مجاناً في حال وصلت المشتريات إلى مبلغ مالي محدد. هبوط أسعار النفط يحسن هوامش ربح المنتجين أشار صالح أحمد حنفي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة حلواني أخوان، إلى أن هبوط أسعار النفط أسهم في إحداث تحسن نسبي في هوامش أرباح معظم الشركات العاملة في صناعة الأغذية نتيجة تراجع أسعار العديد من المواد الزراعية الأولية ومن ضمنها الحبوب والسكر والأرز والأجبان والألبان، موضحاً أن تلك الشركات عانت في السابق من ضغوط نتيجة ارتفاع أسعار النفط وما صاحبه من زيادات قياسية في أسعار السلع وسط تخوفات من نقص الإمدادات الزراعية، الأمر الذي لم يترافق مع زيادة في أسعار المنتج النهائي للمستهلك لأن المنتجين عملوا على خفض هوامش أرباحهم لتجنب رفع الأسعار، موضحاً أن بعض الشركات قد لا تستفيد من تراجع الأسعار نتيجة اعتمادها على تخزين كميات كبيرة من المواد الأولية والزراعية. لكن وفق المقابل، أشار حنفي إلى أن تراجع أسعار النفط من جانب آخر قد واكبه أيضاً ارتفاع في التكاليف التشغيلية ومن ضمنها اليد العاملة، كما أسهم أيضاً في تراجع الإنفاق الاستهلاكي للأفراد، حيث بات المستهلك يعتمد إنفاقاً محافظاً وأكثر حذراً في الإنفاق الشخصي والمنزلي، موضحاً أن هذه المعطيات تفرض تحديات أمام الشركات العاملة في قطاع الأغذية لتحقيق نمو بمعدلات تقارب ما تم تسجيله في السنوات الماضية، موضحاً أن مؤشرات النمو الأولية ليس كبيرة ما يشكل تحدياً كبيراً للقطاع. ولفت حنفي إلى أن شركة حلواني أخوان نجحت في مواكبة تقلبات الأسعار من خلال تنويع محفظة منتجاتها وأسواقها، مشيراً إلى أنها حققت مبيعات بقيمة 30 مليون درهم في الإمارات خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن الشركة تصدر منتجاتها إلى 30 دولة حول العالم في حين تستحوذ الحلاوة الطحينية على الحصة الأكبر من الصادرات.
مشاركة :