ضمن موسم البرامج التلفزيونية الخاصة عن الصين المتواصل على القناة الثانية لـ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) بمناسبة مرور 4 آلاف سنة على تأسيس البلد، يستمر عرض البرنامج التسجيلي التاريخي «قصة الصين» الذي يقدمه الإعلامي البريطاني مايكل وود، ويتناول في حلقاته الست التاريخ الطويل للصين، والحضارات التي كانت تشيد على أنقاض حضارات اخرى هناك، في دورة خلاقة لم تتوقف في البلد العملاق، الا في فترات مُتقطعة، كانت كسحابات صيف عابرة. تتخصص كل حلقة من البرنامج بحقبة تاريخية معينة، فالحلقة الثانية كانت عن طريق الحرير التجاري الذي ربط الصين بالعالم، وفتح البلد على ثقافات شتى، كما سنرى في اللقاءات التي يجريها البرنامج، مسلمين، هاجر أسلافهم منذ مئات السنين من بلدانهم البعيدة الى الصين، التي اتخذوها بلداً لهم. كما تركز الحلقة ذاتها على بداية انتشار البوذية في الصين، والتي تم جلبها من الهند، موقعها الأصلي، لتتطور مع الزمن الى نسخة خاصة بالبلد. وتركز الحلقة الثالثة من البرنامج على العصر الذهبي في الصين تحت حكم إمبراطورية سونغ، ويزور البرنامج مدينة كايفنغ التي كانت حتى القرن التاسع عشر الميلادي، عاصمة حضارات العالم. تبرز الحلقة التي حاورت اختصاصين صينيين مدى التقدم الذي عاشته المدينة، وانفتاحها على العالم، وابتكارها كثيراً من الخدمات المتداولة اليوم. كما أن رخاء المدينة والحضارة آنذاك وفر الأجواء لتطور المطبخ الصيني، والذي وصل في عهدها الى المكانة المتقدمة التي يحافظ عليها لليوم، كواحد من أفضل مطابخ العالم. يربط البرنامج بين التاريخ الذي ينقب فيه والحاضر، الذي ينقل منه مشهديات وبورتريهات لصينين. سيمنح هذا الأسلوب البرنامج الكثير من الحيوية ولا يبقيه أسير المادة التاريخية الثقيلة. فعند الحديث عن الطعام مثلاً، يزور البرنامج مطعماً مزدحماً بالعائلات، ليقدم من هناك مشاهد دافئة عن صينين يقضون يوم عطلتهم مع أهلهم. كما يذهب البرنامج الى المناطق التاريخية العريقة القليلة الباقية، ويبحث من هناك عما يعنيه التاريخ لأبناء البلد اليوم. كما يحفل البرنامج بكثير من المشاهد التي تسجل لحظات عامة وخاصة من الصين اليوم، البلد الذي أضحى مفتوحاً كثيراً للإعلام الأجنبي. ويتضمن موسم الصين على «بي بي سي» برامج متنوعة، منها إثنان عن الطعام والمطبخ الصيني، ومسلسل إثارة من ثلاث حلقات بعنوان «طفل واحد»، يروي قصة امرأة بريطانية من اصول صينية تعود الى بلدها الاول للبحث عن أمها التي تخلت عنها في طفولتها لعائلة بريطانية، لتجد أن عائلتها الصينية غارقة في المتاعب. وهناك برنامج عن احتفال الصينيين ببداية السنة الصينية والذي يُعدّ أكبر احتفال في العالم، وبرنامج «عصر البرونز الصيني» عن صناعة البرونز في عصر إمبراطورية عائلة شانغ، اضافة الى برنامج تحقيقي يتناول الوضع الاقتصادي المقلق للصين مع تزايد الإشارات إلى بطء في النمو.
مشاركة :