شعراء المهجر أو مدرسة المهجر هم شعراءُ عربٌ عاشوا ونظموا شعرهم وكتاباتهم في البلاد التي هاجروا إليها وعاشوا فيها، ويُطلق اسم شعراء المهجر عادة على نخبة من أهل الشام وخاصة اللبنانيين المثقفين الذين هاجروا إلى الأميركيتين (الشمالية والجنوبية) ما بين 1870 حتى أواسط 1900، وقد اعتاد الناس تسمية أعضاء الرابطة القلمية والعصبة الأندلسية بشعراء المهجر، بينما في الواقع هناك الكثير من الشعراء المهاجرين الذين لم يكونوا أعضاء في تلك الروابط والنوادي الأدبية. فئات شعر المهجر ينقسم معشر شعراء المهجر إلى فئتين الأولى المهجر الشمالي أي "الولايات المتحدة الأميركية" أميركا الشمالية، أما الفئة الثانية فكانت في أميركا الجنوبية، والمعروف أن الشمال أغنى من الجنوب الفقير الذي يدخل في صلبه شعراؤنا المتواجدون في البرازيل وبلدان أميركا الجنوبية، فلكل من هاتين الفئتين خصائص ومميزات منها الأصيل ومنها المكتسب، والتي تتفق تارة مع خصائص الأخرى ومميزاتها وقد تختلف أحياناً أخرى، وقد ظهرت الفئتان في وقت واحد وفترة متقاربة جداً تبدأ منذ أوائل القرن العشرين تحديداً مع بداية الحرب العالمية الأولى 1914م - 1918م، حيث أسهمت كلتا "الفئتين" في تكوين ما عرف بالمدرسة المهجرية الأدبية التي تركت كل منها أثرها على الأخرى. إن فئة المهجر الشمالي على قلة عددهم كانت أبعد أثراً من فئة الجنوب، وعلى الرغم من أن الذين ظهروا في الحقل الأدبي هم مهاجرو الجنوب الذين ذاع صيتهم وأعمالهم في العالم العربي، إلاّ أنهم كانوا لا يتجاوزن عدد الأصابع حتى فئة الشمال فقد تفوق منهم قلة ومن ذاع صيتهم أيضاً قلة إلاّ أنهم أيضاً أثروا الأدب العربي بالعناصر والأوزان الجديدة التي تجلت مع منتصف الخمسينات من القرن الماضي. رواد شعر المهجر هناك العديد ممن يشار إليهم بالبنان على أنهم أصحاب الفضل في إنارة الأدب العربي منهم الشعراء جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وكذا إيليا أبو ماضي، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وعبدالمسيح حداد، وندرة حداد، ووليم كاتسفليس، والريحاني، وأمين مشرق، ومسعود سماحة، ونعمة الحاج، فالثمانية المتواجدون في السطور الأولى هم من أعضاء "الرابطة القلمية" التي أنشئت في نيويورك عام 1920م، برئاسة جبران خليل جبران، وسكرتيره ميخائيل نعيمة، فأعضاء الرابطة القلمية سرعان ما انتشرت أعمالهم في المهجر والوطن، وأقبل المثقفون في العالمين القديم والجديد "العربي والأميركي" على إشباع ذروة عطشهم من القصة والنثر والشعر، لما رأوا فيه من حيوية وأساليب غاية في الجمال. استطاع أدباء المهجر الشمالي أن يبدعوا في أكثر من ميدان عنوانه الأدب حيث أغرموا بالأدب العربي وجعلوه مملوءاً بأساليب فنية وشقوا طرقاً وفنوناً جديدة، حتى لتعد مؤلفات بعضهم أحداثاً لها قيمتها الكبرى في حياة النهضة الأدبية في الشرق العربي. ومن أبرز الأعمال التي ما زالت حية حتى يومنا هذا قصيدة "المواكب" لجبران خليل و"الجداول" و"الخمائل" لإيليا أبو ماضي مع عدد من قصائد الجزء الثاني من ديوانه، و"الأرواح الحائرة" لنسيب عريضة و"همس الجفون" لميخائيل نعيمة. النسوة في أدب المهجر نظر الأدب المهجري إلى المرأة على أنها عنصر روائي مهم وشعري لا يشق له غبار، وقصصي انحنت له الأقلام فهناك مجموعة من النساء اللواتي أسهمت لكن ليس بمستوى جبران ونعيمة والآخرين، فمن أديبات المهجر اللواتي حظين بالشهرة عبر صحافة المهجر السيدة سلمى صائغ، مؤلفة كتاب "ذكريات وصور" وأيضاً السيدة ماري عطا الله، ومريانا دعبول فاخوري، رئيسة تحرير مجلة "المراحل" والتي تصور في مدينة سان باولو، وأنجال عون شليطا، الأديبة والفنانة التي كانت تحب النثر والكتابة وتسهم في الخدمة الاجتماعية، أيضاً سلوى أطلس، رئيسة تحرير مجلة "الكرامة"، التي عاشت أكثر من ربع قرن حيث ولدت سلوى في حمص بسورية وهاجرت إلى البرازيل عام 1913م، حيث توفيت هناك. خصائص ومميزات أدب المهجر ما يميز أدب المهجر عن باقي دواوين الأدب العربي الوفرة الكبيرة في العناصر القوية، حيث كان الأدب العربي قبلها في عصر الانحطاط لا يزال يزحف كالسلحفاة ينوء بما يجرجره من ركام الألفاظ والأساليب القديمة البالية، التي تكبله وتثقله فتعوق مسيرته وتقيد حركته. من هنا نستطيع القول إن ما تميزت به مدرسة المهجر الأدبية تسع مزايا هي: التحرر التام من القيود القديمة، الأسلوب الفني والطابع الشخصي المتميز. والسبع البقية: هي جوهر العمل الأدبي، الحنين إلى الوطن، التأمل، النزعة الإنسانية، عمق الشعور بالطبيعة، براعة الوصف والتصوير، الغنائية الرقيقة في الشعر.
مشاركة :